أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - التوراة تسكن في قلعة صالح














المزيد.....

التوراة تسكن في قلعة صالح


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 19:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التوراة تسكن في قلعة صالح
نعيم عبد مهلهل

وكأنه يطهر صباحات زائريه من مختلف ديانات الأرض بماء النهر وتواريخ مواعظه التوراتية التي حملها ذات يوم من بابل الى مملكة الطيب شرق ميسان ، وعند اول قبلة بوابة ضريح النبي سيقرأ الزائر : السلام عليك يا نبيَّ الله يومَ وِلِدت ويومَ تَموتُ ويومَ تُبعثُ حياً. وجنب الكتابة ثمة صلوات مدونة بالعبرية وهناك نقوش ربما ترجمتها تعني المواعظ والصلوات والتراتيل.
صورة المكان التوراتي والذي يرتدي شفاعة التشيع واحترام الصابئة لمكان النبي قرب الماء ليشعرهم أنه من ظهرانية يحيى ع حيث يكون المكان روح التعميد ولغته .
هذه صورة المكان الذي تتسع فيه مساحات الاهوار وينبت القصب بأعداد تفوق سكان الصين.
أنه البلاد العميقة في تواريخ تفاصيلها لها أربع قراطيس هبطت من مواطن السماء الى أعشاش قلوب البشر في الأرض وهن حسب القدم الزمني الكنز ربا كتاب يحيى للصابئة المندائيين ، والتوراة كتاب موسى لليهود والانجيل كتاب يسوع للنصارى والقرآن ختام كتب السماء للمسلمين .
وربما نالت كل الديانة من علاقتها بالسياسة الكثير من التعسف والاضطهاد وفي المحصلة السياسي يذهب والدين يبقى.
ذهب قياصرة الروم وملوك يهوذا ويسوع بقيَّ بإنجيله ، وعتاة قريش ذهبوا وبقي دين محمد ، فيما حافظت المندائية على وجودها وأزلها القديم بالرغم من تعرضها الى الكثير من الاضطهاد والقتل وحرق موروثهم وقراهم وقراطيسهم ، أما اليهود فقد أرغمتهم السياسة ووعد بلفور أن يحملوا حقائب السفر الى فلسطين تاركين مواطنهم التي عاشوا بها منذ ايام نوبخذنصر وعزرا الكاتب ( العزير ) لكنهم ابقوا في المكان شواهدهم وبعض من ثقافتهم في طرز البناء وبيوت الشناشيل واضرحة انبياءهم الكفل والعزير وبعض الشواهد الاخرى من تراثهم التلمودي والثقافي والتوراتي والتاريخي الذي كان مخزونا في مكان رطب وينز فيه الماء بقبو تحت مديرية المخابرات العامة بالحاكمية.
تلك الأمكنة حيث مدى الأهوار يتساوى مع المسافة التي يقيسها الجفن بين الماء والاسماء تعيش الأديان والحضارات في مودة فطرية سببها هذا التكوين الحسي في بساطة الشخصية الجنوبية لهذا كان يهود العراق في التأريخ الذي سبق قرار التهجير القسري الى فلسطين يمشون الى مزاراتهم أين ما كانت قبابها وبواباتها ، ومنها قبر العزيز في الناحية التي حملت أسمه قرب قضاء قلعة صالح. حيث لهم فيها خانات يستريحون فيها قبل ان يستقبلهم صباح المسافة بين النبي والقلعة وهو طريق ترابي يرددون فيه آياتهم ويقربون وجه موسى وسيناء وبوابات معابدهم في اورشليم والناصرة وأيلات من وجه النبي الذي يحتفي بنايات القصب ونعاس الموج وهو يمر قبل حيطان البناء الذي غلف بالطين والجص والحناء وتلوح في عينيه قرى المعدان الممتدة والتي تسكن الاهوار القريبة وحتى حدود إقليم الاهواز.
يتذكر صاحب أحدى هذه الخانات لحظة استيقاظ الزوار اليهود الى الصباح وهم ينتهون من يحفظون الادعية التوراتية التي سينشدونها بهدوء وبرؤوس تهتز مع وقع الكلمات ، والى الصباح حيث تستقبلهم شمس قلعة صالح بالترحاب والالفة وذلك الازل الذي يلم شمل الديانات كلها منذ صحائف المندائيين المكتوبة على الواح الرصاص الى اليوم.
وأمام الضريح التي تتنازعه شغف الارواح بين عشق المعدان له وبين محبة أحفاد يهود بابل واورشليم وكل الآتين من شتات العالم ليصنعوا وطنا مبتكراُ تنازعه أحقية الوجود لدموع عرفات ومحمود درويش وغسان كنفاتي.
يتعالى همس الادعية والصلوات فيما موج دجلة يسكنه الانصات والخشوع للقادمين من ليل خانات قلعة صالح.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - التوراة تسكن في قلعة صالح