أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا














المزيد.....

بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مصفرا
جعفر المظفر
يقال أن الإنسان إبن بيئته وهناك غير القليل من مظاهره السلوكية يأتي متاثرا بطبيعة هذه البيئة وفي مقدمتها تاثير الطبيعة. الدكتور علي الوردي, تيمنا بإبن خلدون, أدخل المجتمع العراقي من بوابة الصراع بين البداوة والحضارة ليخرجه من الشباك تائها وغير متيقن أن طريق المدينة هو الأفضل له. لكن عددا من العراقيين كانوا إنتبهوا إلى تأثير الطقس على سلوكية العراقي. الرئيس العراقي الراحل عبدالسلام عارف كان يبدا بعض خطاباته بمقولته التي ذهبت مثلا (لا يهمنا حر البصرة ولا برد السليمانية) تأكيدا على الطاقة العراقية اللامتنهائية لمقاومة الصعوبات, أو ربما محاولة منه لإشتقاق معادلة تؤكد على ثبات السلوكية العراقية تجاه المتغيرات. غير ذلك الرئيس ما زال هناك أشخاص يعتقدون بأن تطرف العراقي, السياسي أو ما شابه, هو إبن طقسه, فالشتاء القارس والصيف القائض يخلقان إنسانهما أيضا, ذلك الذي نراه, كما طقسه, أما شتاء وأما صيف, بدون ربيع أو خريف بين الفصلين, مما جعل العراقي ينتقل من النقيض إلى النقيض دون أية إستراحة بين النقيضين.
هذه المقدمة وجدتها قد تصلح لتفسير سلوك الحكومة العراقية إزاء طبيعة تشكيل وفودها التي ذهبت للرياض لتعزية السعوديين بمناسبة موت ملكهم عبدالله.
من ناحية عدد المسؤولين (الكبار) كانت هناك مباريات لتأكيد الحضور, ولم تتوقف المواكب على ذلك الذي ضم رئيس الجمهورية بل سمعنا أن هناك وفودا من مسؤولين عراقين أبوا إلا أن يشاركوا في موسم الهجرة إلى الرياض وكأنهم يريدون أن يكونوا هناك في لحظة تصفح الوجوه العراقية ويقدموا الدليل الأكيد على أن الدولة العراقية هي في الحقيقة مجموعة دول.
هناك مثل عراقي يقول (هاية كلها بكفة وذيج لوحدها بكفة, او على قول المصريين, دا كوم ودا كوم آخر) ففي الكفة الأخرى نرى أن المسؤولين السعوديين الذين خرجوا كلهم في إستقبال السيد الرئيس المفدى أوباما عند باب الطائرة لم يكلفوا أنفسهم مع الوفد العراقي الطويل العريض غير ان يرسلوا له مسؤولا من الدرجة الثانية فكانت تلك إهانة لا يمكن التغاضي عنها أبدا ..
مثل عراقي آخر يقول (ما عندي لحية مسرحة) أراه يصلح للحكم على كل مدع بالوطنية العراقية وهو يعني هنا ان لا نستحي أبدا في قول الحق حينما تتعرض هذه الوطنية إلى إهانة إيرانية بنفس حرصنا عليها حينما تتعرض إلى إهانة سعودية, فالإهانة لا دين لها.
في مرات سابقة كانت الصورة التي غاب عنها العلم العراقي والتي جمعت ما بين المالكي وخامنئي قد اثارتنا كثيرا ولم نتأخرعن الكتابة عن ذلك المشهد المهين, ثم كانت هناك وقفة أشد اتجاه ظاهرة رفع صور أشخاصا إيرانيين في شوارع مدن عراقية. السعودية أظنها أرادت لها نصيبا. في كل ذلك, ربما لتأكيد هيبتها الإقليمية برأس العراق الذي اصبح مكفخة للجميع. بالتأكيد هناك فرق بين الحالتين وكثير من الحال يعتمد على حساسية العلاقة العراقية الإيرانية, ونجد أن هناك من سيحاول تبرير الموقف السعودي بحجة إنشغال
المسؤولين جميعهم بإستقبال وفود التعزية, لكن عذرا كهذا سيكون أقبح من الذنب, ففي ميزان العلاقات والبروتوكالات الدولية هناك تقاليد ثابتة لا يؤثر فيها حر البصرة ولا برد السليمانية.
وأتساءل ماذا كان يحدث لو ان السعوديين تصرفوا مع المغضوب عليه صدام حسين بنفس ما تصرفوا مع فراد معصوم, سيرد أحد محبيه: لصار قرار الأول فور ملامسته أرض مطار بغداد هو غزو السعودية وحمل ملكها الجديد على طلب اللجوء من دولة مجاورة, وليأتي بعد ذلك نفس الطوفان الذي أتانا بعد غزو الكويت.
لكن واحدا من أنصار الدكتور علي الوردي سوف يسرع لتفسير حالة صدام السياسية أنها تأتي من باب التأكيد على طبيعة العقلية البدوية الصحراوية العراقية التي لم تستطع المدينة ترويضها. كذلك سيلجأ نفس النصير إعتمادا على نفس النظرية لتفسير دونية السلوك العراقي المديني وإستعداد صاحبها للقبول بالإهانة والتعايش معها. أما حكم الطقس على طبيعة السلوك العراقي فتجسدها تلك النقلة من النقيض إلى النقيض, بين الإستهانة بالسعودية وشيطنتها وبين الحج إليها بالجملة ومن ثم القبول بتلك الإهانة الرفيعة على طريقة لا من شاف ولا من دري, في زمن بات الكل فيه يشوفون ويدرون.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية
- إيران والمالكي
- ما مر عام والعراق ليس فيه مِيوْ
- صناعة الفرح
- مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي


المزيد.....




- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
- بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف ...
- بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ ...
- بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
- البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح ...
- فوائد وأضرار نبات الخزامى
- الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
- ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا