أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)














المزيد.....

العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لايعترف من يعتقدون انفسهم من صنف المثقفين في العراق اليوم، بان عالمهم هو اكثر المناحي الحياتيه العراقية ترديا وانهيارا، فهِؤلاء على الاجمال مازالوا يجدون مايجعلهم مبرئين من كل ذنب، بينما هم يغطون تحت سماوات ثقيلة من الانكار، خصوصا وانهم فرحون ب"زريبة الكتب" الاسبوعية التي يحجون اليها، محشورين في "شارع الموتى"، حامل اسم العظيم " المتنبي" وقد ساقهم اليه، من وضعهم بمكر معمم وراء سياج العزلة والاستنقاع الاسبوعي، فسادة العراق الجدد، من الطائفيين والفسدة، ومن ينتسبون الى لعالم لاتوصيف له بين الماضي والحاضر الكارثي، مسرورون وهم ينظرون من بعيد الى حيث اقصى جهد يمكن ان تراه او تسمع به، هو اما عمود لكاتب شاطرشتام ومحمي بتفاهة تاثيره، منقع حتى النخاع بالخلط بين طائفية ماقبل الدولة، و "الديموقراطية"، او مظاهرة "مجتمع مدني"، لاوجود له سوى في خيالات واوهام من يدعون له، ممن لايعرفون اصلا مالمقصود بتعبير "مجتمع مدني" واقعيا.
لم يعد المثقف اليوم كما في زمن الدولة الاكراهية، مجبرا على ترديد نشيد البعث، فالدعاية لم تعد شغل اختصاص، وهي قابله لان ان يمارسها اياكان ، بما في دلك النسوه "المهضومات" / ليس باللبناني بل بالعراقي الاليم/كما يمارسون اللطم العظيم، بينما الملايين من المشاية يملاون الافق، فيغنون بالاف المرات عن كينونة شاعر بنصف موهبة، او بموهبة كسيحة، بلا رؤية قادرة على اختراق ثقل حياته، او رؤية الفضاء المعبأ برائحة القيمة والهريسة التي يصحو صباحا ليفطر بها وعليها، وهو يلحس شواربة بلسانه.
هؤلاء المتعسون، لايزالون حتى الان يعتقدون بقوة لزومهم وصوابيتهم، متنعمين بشعور لاتضاهيه سوى قوة المؤمنين الذين يحملون السيوف، جاعلين الدماء تتدفق من رؤوسهم بشدة اكبر، وقسوة لم تكن معروفة من قبل، ولايبررها سوى قناعتهم بانهم ماعادوا اليوم "مميزين" بقوة جريان الدم، فالدماء تتدفق، والجثث تتطاير في الطرقات(أحصت الغارديان البريطانية قبل اسابيع 65 الف انفجارفي بغداد خلال ست سنوات فقط 2004/2009 وقالت ان عدد القتلى الذين ذهيوا جراءها يساوون عدد ضحايا حرب بين دولتين) واما ملايين الهرب من الحاضر والمستقبل التي تغادر كل عام، وفي كل مناسبة باتجاه المراقد المقدسة ( في العراق اليو م 130يوما من العطل الدينية، اي ثلت العام) ليس لها من دلاله اقرب من دلالة الاستقالة من العيش، ليس الدين ولا المذهب، ليست ماساة الائمة هي التي تجتذب هذا العدد من الهاربين من تحمل تبعة اي فعل ايجابي، حيث قوة الاستنكاف الحياتي السلبي جماعية، فوراء كل ذلك الموت المتصل، والقسوة الرهيبة، والانحدارات على مدى عقود متصلة من سيء الى اسوأ، تعب روحي يتحول لروحانية مرضية تخديريه، متجهه صوب ملجأ مفترض، بديلاعن العدم او الانتحار الجماعي، بينما اليات التقديس تغيره وتتلاعب به، جاعلة منه المدخر الوحيد الذي يصلح كملجأ يصنعه الخيال المقتول بصورة (اخرو/ دنيوية)، في وقت يشجع وتقوى دعائمة من قبل جمع من اللصوص الحاكمين، حتى يخرج الناس "افواجا" من السياسة،وينتفي الحساب على الافعال الشائنه بعدما تساوت المتضادات، وتمكن الضياع والموت واللاجدوى.
لاتطرح في شارع المتنبي اية تساؤلات كبيرة تقارب حجم الكارثة، هنالك اجترار لماض يرفض من يملاون كنبات الشابندر بفروات رؤوسهم القطنية، وافواههم الخالية من الاسنان، ان يفكروا مجرد تفكير، بانهم هم من يقفون هناك في خلفية ما يسوق تحت انظارهم "الملايين" نحو حتفها غير القاتل، نحو مايشبه احتفالات تناول المخدر الجماعي، ذلك لانهم يفضلون ان لم يكونوا يطربون من الصميم لاكذوبة ان شعورهم قد شابت في النضال، وفي خدمة قضايا الجماهير.. في التضحيات والسجون والمطاردات، لايؤيد هؤلاء ابدا كونهم قد صنعوا ضحاياهم المشاية ،او المطبرين، ولن ينفض احد منهم راسه ليسأل اسئلة تعيد اليه نسمة سحر اوهام الايام الاولى، المتناثرة على طريق تراجيديا تاريخية بشرية دامية انتهت بكارثة، ولكن ماثمن وصول شعب باكمله حافة اللامعنى، حين تنهار الاجوبة، وتنغلق افاق الوعد، ولا يعود امام الاحياء مايجعلهم يصدقون الوهم لكي يعيشوا.
حين ابتلى الانسان هنا قبل غيره وعند البدايات، بمحنة العيش ايام السومريين الاول، بادر بقوة الخيال العملي، لعقلنة العالم، فمن دون رواية تجعل الاشياء مفهومة وقابله للاحاطة، لن يكون الوجود على الارض ممكنا، لهذا جمح العقل العراقي الاول، مصطنا "قصة الخليقة" لالكي يخرج العالم من "العماء"، بل لكي لايعود هو غارقا في العماء، وبهذا حقق التوازن الاول بينه وبين الموجودات والوجود، قبل ان تحقق "الابراهيمة" القفزة الثانية،وتلحق الوجود الارضي بالعالم الاخر وبالمطلق. ومافعلته الحداثة الحزبية الايديلوجية في العراق، انها اجبرت العقل على السقوط في"العماء"، فالفشل بعد الفشل، والكارثة تلو الكارثة، اسقطت معنى الاجوبة، مهشمة توازن العالم، الى ان اخرجت الكتلة الحية نحو ملجأ سعت لاعادة انتاجه واصطناعه من جديد، فاذا بها تفرغه كليا من اي بعد ايجابي، واي انتظام منطقي، يمكن ان يعيد تبرير الوجود، فلاوجود مادي منتظم، من دون عقلنه للموجودات، والفشل الواقعي المتكرر، مع قوة وشراسه سحق الرؤى التقليدية السابقة على الحداثة، عمم الموت المفهومي بين العراقيين.
هكذا عاد العماء يخيم على الموجوديت تحت السماء وسط ه>ه البقعة التعسة، فانكشف اولئك الذين يدعون التميز بقدرتهم على النظر ابعد عن جمع مجدب بينما الزمن اعاد مرة اخرى ومن جديد زمن " قصة الخليقة" وابتداعها عند اواخر ايام الخليقة.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان ماركس شيوعيا؟
- ماركسية عربية لمابعد ماركس
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية / ...
- في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ...
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)