أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-ثقافة الموت














المزيد.....

بدون مؤاخذة-ثقافة الموت


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 00:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كل الأحياء نهايتهم الموت، وهذه حقيقة يعلمها البشر جميعهم، وان كانوا لا يكترثون بها، وكأنهم خالدون في الحياة، واذا كانت طقوس الموت والتشييع تأخذ أشكالا مختلفة بين البشر تبعا لاختلاف معتقداتهم وثقافاتهم، إلا أن هناك اجماع بضرورة الخلاص من جثمان المتوفى بالدفن أو بغيره، لكن في الأحوال كلها فان احترام حياة الانسان، وحقه في الحياة الكريمة لا خلاف عليها بين البشر، وان كان البعض لا يسأل عن حياة آخرين لأسباب عقائدية أو عرقية، وما يهمنا هنا هو طقوس الدفن وتشييع الموتى في بلداننا، واذا كان "اكرام الميت دفنه"وهو فضيلة للحرص على عدم تحللّ جسد الميت قبل دفنه، فان ما يجب الالتفات اليه عندنا هو تشييع جثامين شهدائنا وهم "خير من فينا"، فهل ننتبه الى بعض الأهازيج التي يرددها كثيرون مثل:"بالروح بالدّم نفديك يا شهيد" فهل يُفتدى الشهيد؟ وكيف وهو متوفى؟ أم أن تكريم الشهيد يكون بتكملة رسالته التي لقي حتفه من أجلها؟ ثمّ يأتي النعي في الصحف سواء من ذوي الراحل أو من مؤسسات وتنظيمات وأحزاب، وغالبا ما يتصدّره: "ننعى بفخر واعتزاز...."فعن أيّ فخر وعن أيّ اعتزاز نتحدث؟ وهل ارتقاء واحد من أبنائنا سلّم المجد يدعو الى الفخر والاعتزاز؟ وهل ننتظر هكذا ساعة لنبدي فخرنا واعتزازنا بذلك؟ ويصاحب عملية التشييع هتافات وربما اطلاق عيارات نارية، وذات تشييع جنازة شهيد، وكانت الصحافة متواجدة، سأل صحفي فرنسي عندما أحضروه لتصوير والدة الشهيد الثكلى بعد أن طلبوا منها اطلاق الزغاريد في جنازة ابنها، فسأل: هل تحبّون الموت؟ وهل تحزنون على أبنائكم عندما يقتلون؟ وهل هذه من معتقداتكم الدينية؟ واذا كنا نؤمن بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأن لهم ثوابا عظيما، فان الشهادة لا يعلمها إلا الله، لكن المجاهدين يقتاتلون لتحقيق النصر، وهم يتقبلون الموت في سبيل ذلك، وهم يحرصون على الفتك بالعدو لا بأنفسهم.
لكن الذي يدعو الى التفكير، بل والى اعادة حساب الذات عندما يعلن البعض عن فتح بيت العزاء لتقبّل التهاني باستشهاد الابن! والتهاني عادة تكون في المناسبات السعيدة، فهل يسعد والدا الشهيد وذووه باستشهاد ابنهم؟ وهل لا نحزن على أبنائنا الراحلين أم لا؟ ولنتذكر ما ورد في الأثر من أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد حزن وبكى ابنه ابراهيم عندما توفي: "إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وانا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون" وما الحزن الا صفة انسانية تماما مثلما هو الفرح، لكن لكل منهما أسبابه، وبالتأكيد فان الموت ليس سببا للفرح.
واذا كان استشهاد انسان ما يدعو الى الفخر والاعتزاز، ويتوجب تقبّل التهاني فهل هكذا سلوك براءة للقاتل من دم القتيل؟ فاذا كان الأمر كذلك فانه يستحق الشكر أيضا لأنه جلب لنا الفخر والاعتزاز، وهذا ما لا يقبله عاقل.
ومن الثقافة التي يجب اعادة النظر فيها بل وضرورة استبدالها هو الطلب من أمّ الشهيد أو زوجته، أو شقيقاته، أو قريباته باطلاق الزغاريد أثناء تشييعه، ومنعهن من "الزغردة" والفرح في زفاف شقيقه الثاني.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ
- بدون مؤاخذة-ثقافة المفرقعات
- بدون مؤاخذة- ثقافة الحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة الأبوية
- بدون مؤاخذة- ثقافة المحسوبيات
- بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة
- رانية حاتم تعزف همس الحياة
- بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل
- بدون مؤاخذة-الثقافة والعفاريت
- مجموعة -أشياء برسم الأكل- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-المصالحة تعزيز للموقف الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع
- الثقافة والذاكرة المفقودة
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف من النجاح
- بدون مؤاخذة- الفوقية في الثقافة


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-ثقافة الموت