أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - متميز أم موهوم














المزيد.....

متميز أم موهوم


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


كم شخص عادي تخيل أنه متميز
وأن الحياة ينبغي أن تـُعاش بدهشة ما
وأن هذا العادي والمألوف الذي يحياه ليس ما ينبغي
ليس ما يشتهيه ..
ليس ما كان يحلم به يوماً
كم شخص عاش سجين تصوراته الوهمية

وفجأة ينشق الحجاب .. عن واقعه
فيجده مُملا .. تكرارياً جداً
حارس صباحه يسلمه مقيداً لحارس ليله
وتضعه الحياة على سلم العمر الكهربائي الذي يظل يصعد دون إذن
وتمضي الأيام والسنون
وتتساقط الأحلام كأوراق الخريف بلا منتبه

لم يغير نفسه كما اشتهى يوماً
ولم يغير العالم كما تخيل
دخل العالم والعالم مليئ بالفقراء
وسيخرج والعالم أكثر فقراً ووجعاً
ولد في أرض السقوط
وسيدفن في مقابر السقوط

إستلم كأسه نصفه فارغ
والنصف الآخر مليئ بالوراثة
والآن يسلم كأسه كله فارغاً
وكؤوس أخرى إشتراها ليعطيها لمن يرغب في البحث والمغامرة

يضحك لأنه عندما كان أكثر حداثة كان يمنطق ذاته
لم يكن يحتاج لعكاز ما
لمطر ما
لمشيئة غير مشيئته

الآن يترك نفسه ليأخذه آخر
حيث لا يشاء
وينتظر هبوب ريح عاصفة تهب عليه وقتما تشاء
حيثما تشاء
لعل المطر المتأخر يأتي
لعله يكتشف مشيئة السماء

ويظل همس التميز يوسوس له
بين الحين والآخر
وأحلام كانت تأتيه بثوب أبيض
الآن تأتيه في شبه النور
في صورة كوابيس
فيحاول أن ينسى

بعد أن ألقى الأحلام وعمره في بحر النسيان
يحاول صامداً أن يبقيه فيه فقط قلب الإنسان
بعد معركة الحياة
وهذا الكم الهائل من النزيف
تحاول أن تحصي ما تبقى ليس من الغنائم .. لا
بل تحصي ما تبقى من الأصول ..
تحصي ما تسلمته من البدء
كانوا مئة وضاع واحد .. وضل آخر .. وتاه ثالث
وغرق رابع .. وطار خامس
للأسف .. ما تزرعه في أرض السقوط تحصده في أرض الجدود

من زرع الخوف يحصد خوفاً
من زرع الحب يحصد حباً
كل صليب شبه لهم ليس بعده قيامة
وكل زرع في الصخر ليس فيه إثماراً
والشوك يجيد قنص الورود

فالتراجع وهم تميزك أو حقيقة تميزك
أفحص بحثك وحدتك وأحلامك
ولتترك كل زيف فيك يتبخر
حتى لو كان زيفاً جميلاً
حتى لو كان ضوءاً لامعاً
حتى لو كان وعداً مبهجاً
لا تنظر للباطل بعين الحقيقة
ولا تشتهي حقيقة بقلب متكبر

ولتتعلم أن تصغي
وأن تصوم على العراك
ولتختلي
لتسمع صوتاً ليس بصوتك
لتدرك حلماً ليس بحلمك
لتضع مشيئتك على المذبح
وراحتي روحك فارغة
فتستلم إجابته
مشيئته



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض الخوف
- أسباب نزول الإلحاد مصر
- طوبى للمتألمين
- طوبى للمتأمين
- الآلام كالأحلام
- سر إغترابك
- الملحد والمؤمن إيد واحدة
- جُزر النفي
- سرائر
- قناع الحب
- جذب الإختلاء
- نصف معجزة .. ونصف ثورة
- نحن .. والمعجزة المصرية
- More of me
- زهرة بنت الصبح
- الغبي فيه سُم قاتل
- أهرول نحو الضوء
- في حضرة الآب
- الإلحاد الغرائزي والإختبار الإحتياجي
- حضور في اغترابك


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - متميز أم موهوم