أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - ذكريات من اذار 1991














المزيد.....

ذكريات من اذار 1991


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 12:55
المحور: سيرة ذاتية
    



تناقلت الاذاعات خبر وقف العمليات العسكرية بعد انسحاب بطل ام المهازل من الكويت منتصرا؟ واستمع الالاف لخطاب بوش الاب في الكونكرس من بي بي سي او مونت كارلوا. لا اخبار عن الاهل في البصرة (انقطعت الاتصالات الهاتفية)، ولي اخ في حفر الباطن واخر في فيلكا. وانسحبت القوات العراقية وكانت خيمة الشروط في صفوان (في الاراضي العراقية). وقرر الدكتور رعد الطبيب البيطري الذهاب للبصرة، وقطعنا المسافة بين العمارات السكنية (زيونة) وكراج النهضة مشيا على الاقدام، في شوارع خالية من البشر والسيارات. يصعد اخي لوري في حوض الحمل مع الشباب وبسعر 25 دينار (اسعار بداية التسعينات). وفي اليوم الثاني تنقل البي بي سي صباحا اخبارا عن الانتفاضة! وكيف يقفز الجندي ويطلق النار على صورة صدام في ساحة سعد.
استغرب رعد الاحداث في القرنة، مظاهرات تنادي باسقاط صدام! ويطرب للاهازيج الشعبية، وتتعطل مسيرته، ويشارك في الرقصات الشعبية واهازيجها ومنها "من العابد للفانوس اسمع يا صديم".
يبحث رعد عن واسطة نقل للبصرة مجددا، وبالمصادفة يلتقي بشاب يرتدي دشداشة (اللباس العربي) ويحمل بي كه سي، يهزج من الناس الا انه يتعامل سلبا مع البعثيين الهاربين.
الطريق للبصرة يخترق الدير مقر الفيلق، ويعترض السيارة مجموعة من الضباط تستعد لمواجهات عسكرية بارتداء ذخيرة واضحة. ويخلع الشاب صاحب بي كه سي الدسداشة ويظهر بقيافة الزيتوني!. تعرض رعد للضرب والركل، والشتم ووضعوه في سجنهم مع بقية الشباب. قالوا لهم بلهجة الافواه المعوجة "نحن اهل الحكم ..." مع كلمات بذيئة نالت الرموز. يطلق سراحه الجموع الغاضبة مع اهازيجها، ولم يبقى امامه سوى مواصلة المشي للبصرة من الدير.
في ساحة سعد (عقدة المواصلات في البصرة) يضعه اتباع علي حسن المجيد (علي كيمياوي) في صف طويل مع شباب تصادف وجودهم في ساحة سعد، ويقسم رعد بان المجيد شطر الصف بيد الى نصفين وفصلهما. طلب المجيد، بل اعطى اوامره لجلاوزته باعدام شطر يشير اليه باصبعه وامام اعين الشطر الثاني، ويطلق سراح شباب الشطر المتبقي تلاحقهم الطلقات على الارض!. ويصل رعد البيت وينخرط في موجة بكاء استمرت يوما بكامله، كما يروي والدي.
خلال انتقال المجيد (علي كيمياوي) الى التنومة (الضفة الاخرى لشط العرب) وفي كوت زعير بالتحديد، ينهمر الرصاص على موكبه وتتفرق حمايته، ويهرول الكيمياوي الى جدول ماء صغير (شاخة في لهجة اهالي التنومة). وامام انظاره توجه شباب اعزل لسيارته (لاندكروزر حديثة) ليقودوها باتجاه ايران. ويروي هولاء الشباب (ارضهم الزراعية تجاور اهالينا) بان المجيد كان اجبن من نعامة، ورحم الله القائل:
لزموا جحورهم وطار حليمهم ذعرا وبدلت الاسود ارانبا
عن تحقيقات الرضوانية، يروي ابن عم لي (رئيس عرفاء شرطة) اعتقلوه مع القوم ونقلوه الى الرضوانية. معسكر الاعتقال او التحقيق يضم مجاميع خيم كثيرة، والنحقيق 24 ساعة. واثناء نوبة التحقيق معه يدخل محقق ثان للخيمة يدعو المحقق الاول للغذاء، ويلهب سوطه ظهر ابن عمي بالمناسبة (دعوة الغذاء). مات احد المعتقلين كبير السن! فرموه امام البقية في الشمس طوال اليوم يركله الجنود والمحققون وهو جثة هامدة. يضع المحققون واعوانهم الاسفنج في نصف برميل ويشعلوا فيه النار، ليدخل فيه السجين بعد خلع الحذاء!. يجوع الكل هناك، ومرة اراد ابن عمي تناول صمونة اضافية فعالجه الحارس بصفعة يتذكرها اليوم.
في خيمة صفوان، ردد سلطان هاشم نعم نعم نعم لكل شروط شوارزكزف، وفي عودته من واجبه البطولي داخل الدبابات، تطلق حمايته النار للاعلى لارهاب الجنود العراقيين فتفسح له المجال ليمر في الشارع كما يروي طبيب مجند!.
ارانب غير انهم ملوك مفتحة عيونهم نيام
عاد اخي الى بغداد بعد تحخسن الظروف، ولا زال اولاد اخوتي يتذكرون كيف تاكل الكلاب من الجثث في الشارع.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب وحروب
- مفراس القلب الملون في اطروحة ماجستير
- تكريم طبيب
- دعوة لقراءة جديدة للاحداث في العراق
- ليبرالي
- وهم حادث تكرر في بغداد
- سيرة اب - ابو الشهيد
- سيرة اب حب المغامرة
- هروب من ماضي
- ملاحظات حول شخصية الفرد العراقي
- دوافع وحاجات (مشاهدات من العراق)
- هذيان سياسي
- الجلبي يكرم الاول على الرياضيات – كلية العلوم في جامعة بغداد
- شخصية رحامية (افكار خاصة)
- ثقافة العنف: نظرة خاصة
- لو يسعى التيار الديمقراطي من اجل كتلة سياسية
- ملاحظات حول مستقبل العراق
- تغيرات في اليات التعليم الطبي
- نائب
- شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - ذكريات من اذار 1991