|
مفاوضات ..؟؟!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 17:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مفاوضات ..؟؟!! قرأت قبل قليل مقالا للكاتب الصحفي غدعون ليفي ، في صحيفة هأرتس ، النُسخة المُحوسبة ،عنوانه "حتى العربي الميت لم يعد جيدا " ، والعنوان هو نوع من "التلاعب اللغوي " ، بمثل عبري واسع الانتشار ، والذي يقول " العربي الجيد هو العربي الميت ". وتحدث مقال ليفي عن التغطية الاعلامية ، لمصرع ابناء عائلتين عربيتين في عملية "تفجير "لبيتهما في مدينة عكا ، والضحايا هم خمسة من العرب ، لذا ، وكما يقول ليفي فقد كانت التغطية الاعلامية مُقصرة ، وذلك قياسا مع مأساة حدثت لعائلة يهودية قبل ذلك بأيام ، حينها قامت وسائل الاعلام بوضع الخبر على رأس نشراتها الاخبارية ، وأفرغت طواقم عمل لتنقل وبالبث الحي ، كل تغير على حالة ابناء العائلة اليهودية المُصابين . ثم قرأت مقالا على الحوار للزميل جمشيد ابراهيم ، يُحيل فيه فشل المُفاوضات المُستمرة منذ 65 عاما ، يُحيلها الى العقلية العربية ، والتي لا تُجيد الدخول في الموضوع مُباشرة ، ودون لف أو دوران ..!! بل ويعتبر الاسلوب العربي ، اسلوب المُساومة على السلعة (سجادة )في بازار تركي (وهذه "البازار التُركي " هي من عندياتي ) .!! وبالتأكيد ، لا يُمكننا إغفال دور العقلية والمنهجية العلمية في إدارة المُفاوضات ، لكن مع تقديرنا للخلفية الثقافية للأفراد ، وتأثير هذه الخلفية على طريقة العمل والإداء المهني ، إلا أننا لا نستطيع تحميلها أكثر مما تحتمل من مسؤولية . فالمُفاوضات التي تؤدي في نهاية المطاف الى حل يُرضي طرفي معادلتها هي المُفاوضات التي تجري بين طرفين متعادلين ، أما إذا جرت بين طرفين ،أحدهما قوي والأخر ضعيف ، فأن نتائجها ، واحدة من اثنتين ، إما استسلام الطرف الضعيف أو فشل هذه المُفاوضات !! وبالعودة إلى المُفاوضات العربية- الإسرائيلية والتي تُراوح مكانها منذ أمد بعيد ، فالقول فيها أنها كانت تجري بين كتلتين كبيرتين وفي ظل صراع هاتين الكُتلتين . فالكُتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي والتي ضمت دولا عربية ، والكتلة الغربية بقيادة الولايات المُتحدة وضمت هي الأخرى دولا عربية . ووفق هذه المُعادلة فقد "وقفت " دول عربية الى جانب اسرائيل ، في "صراعها " مع الفلسطينيين ودول عربية أخرى ، لذا يُمكن وصف هذا الاصطفاف بالاصطفاف "الطبقي " ، جبهة السلم ، التقدم والاشتراكية وجبهة الرأسمالية النيو- الكولونيالية الإمبريالية . وليس بخاف على أحد "التنسيق " الخفي بين عدة دول عربية وإسرائيل ، في الحرب والسلم . ناهيك بأن "المُفاوض " العربي الذي يتحدث عنه الزميل ، كنسيج منسجم وكامل ، لم يكن يوما من الايام هكذا ولن يكون . فلكل مُفاوض عربي أجندته الخاصة ومصالحه الخاصة في ظل احتدام الصراع وتوازن الرعب بين المعسكرين ..!! وكما قال رئيس امريكي سابق ، لا أذكر من هو الأن ، قال بأنه يتحدى أي واحد ، يستطيع أن يُثبت له بأن واحدا أو أكثر من الملوك والرؤساء العرب الكثر ، الذين "حجوا " الى البيت الأبيض ،قد طالب ذات مرة بحل القضية الفلسطينية ، وإقامة دولة فلسطينية مُستقلة . وللبعض الحق في طرح السؤال المشروع الذي يقول : هل كان التحالف مع السوفييت "كارثيا " على القضية الفلسطينية ؟؟ البعض يُجيب بالإيجاب والأخر بالنفي ، لكن في رأيي المتواضع ، فالقيادة السوفييتية أدارت صراعها مع الولايات المُتحدة بطريقة "تنازل لي وسأتنازل لك في مكان أخر " ، كانت هذه الطريقة تهدف الى الحفاظ على مناطق النفوذ ، لكنها لم "تضغط " كفاية لحل القضية الفلسطينية ، لأن الولايات المتحدة أفهمت القيادة السوفييتية ، بأن هذا الموضوع غير قابل للنقاش ..!! والفلسطينيون الذين يُفاوضون اليوم لوحدهم ويتعرضون للضغوط من كل الاطراف ، عربية واجنبية ، كان هذا حالهم طوال ال 65 عاما !! فقضيتهم كانت "سلعة " جيدة للمتاجرة بها ، وخصوصا "تجار القومية " وتجار "الاسلام السياسي " .. ناهيك عن الاشتراكيين القوميين !! ليست القضية قضية ثقافة وعقلية ، ففي هذا القول تسطيح وسذاجة . المُفاوض الاسرائيلي "القوي" والذي يخلق يوميا واقعا جديدا على الارض ، ويطلب من المفاوض الفلسطيني بتنازلات على الارض ، لا يُسرع في الفروغ من هذه الُمفاوضات ، لأن إطالة أمدها يصب في صالح أجندته ..!! لماذا استشهدت بغدعون ليفي في بداية مقالتي ؟؟ لأنني قرأت هذا التعليق على مقال الاستاذ جمشيد الذي يصف الفلسطينيين من عرب إسرائيل ب (فلس طينية ) ، فلس (قطعة عملة لا قيمة لها وطين كلكم تعرفونه ). "أنا ذهبت إلى تل أبيب شفت طبقة مترفه {فلس طينية } فيها المدن العربية داخل إسرائيل لهم أسعد حيات " ، وأترك التعليق دون تعليق .. وفهمكم كفاية ...
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاستاذة خديجة صفوت ،ودس السم في الدسم ..!!
-
المخاوف الحقيقية...من إلغاء بند الدين في بطاقة الهوية!!
-
الوجود : بين الفردي والمُطلق ..
-
الماركسية والمشاعر ..
-
هل يحق لي -الاختلاف- مع لينين ..؟!
-
- نصائح أخلاقية -بالألمانية ..!!
-
عبودية مُعولمة حداثية ..
-
نور السلف المنير في تحويل البشر إلى حمير
-
-اكسترا هيوج -...
-
أين هم العقلاء من العرب والمسلمين ..؟؟
-
ربيع المرأة الفلسطينية ..؟؟!
-
أرفع الاوسمة ... وحصلتُ عليه ..!!
-
وهمَت به وهَم بها ..الاستعلاء الثوري .
-
شرعية النص وشرعية فرض الامر الواقع ..
-
الفقير والبروليتاري : عدوان أم توأمان ؟!
-
أين هي البروليتاريا ..؟؟!!
-
البروليتاريا حب الذات والمشاعر ..
-
ماركس ما بعد السخرية أو الغضب ..!!العقل في مقابل النقل ..
-
ما بين الدين ، العنف والعنف الديني ..
-
نحن وانتم ...
المزيد.....
-
سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا
...
-
اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
-
الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل
...
-
البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت
...
-
الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
-
-وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف
...
-
مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن
...
-
السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير
...
-
4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|