أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة لصديقي الفيسبوكي.. ومحاضرته عن الفساد














المزيد.....

عودة لصديقي الفيسبوكي.. ومحاضرته عن الفساد


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت بيانك المسائي الفيسبوكي, والذي اصبحنا ننتظره بلهفة وشغف, عن الفساد. ولكنني بقيت هذه المرة على ظمأ. حيث أنك لم تتوسع وتنور ظلمات معرفتنا, حتى نعرف عن أي بلد تتحدث. كأنما كلماتك جاءت بشكل آكـاديـمـي عام. وليست عن بلد معين. حتى ظننت لحظات معدودة أنك تحدثنا أو تحاضرنا عن الفساد في دول وهمية. وأنك لا تتحدث عن بلد بالذات. وأن بلدنا سوريا كان وما يزال محميا من سرطان الفساد. نظرا لوجود قوانين ــ عالية المستوى والتشريع ـ تحميه من تسرب أي فساد إلى أجهزته التي كانت تنفذ هذه القوانين وتطبقها حرفيا, لحماية الوطن والمواطنين...
كم تمنيت لو أن تغاضيك المتسامح جـدا, كان واقعيا, جديا, حقيقيا. وأن أجهزة الحكم, بجميع اختلافها ومسؤوليها, من قاعدتها الهرمية حتى القمة, ومن القمة حتى القاعدة, من أولى أيام استقلال سوريا حتى هذه اللحظة, لم يهيمن عليها الفساد والفاسدون مبدأيا وجيناتيا وتطبيقيا وأسلوبا, حتى نــخــر عظام العظام. وحتى أصبح الفساد والبرطيل والبخشيش, شريعة وقانونا وطريقة حكم وعيش. وكل شيء يباع ويشترى, ذمما, ضمائر, أو مصالح الأمة العليا... وما رأينا من انشقاقات سريعة فورية آنــيــة, من كبار المسؤولين والتجار المشاركين, من أول الأحداث السورية عام 2011 وما تلى من نكبات, وتشكيل معارضات في الخارج, غالب شخصياتها الرئيسية, كانوا ممن ساهموا وبنوا قواعد وأنظمة الفساد وامتصاص كل خيرات البلد...حتى أصبح شبه جثة مهترئة, مهيأة ليغتالها وينهيها, ذئاب ما سمي ألف مرة خطأ دعاة الربيع العربي. والذي أصبح خلال سنتين ونصف السنة, في سوريا وفي البلاد الأخرى.. الخريف السلفي الوهابي المعتم القاتل.
*********
يا صديقي, لست أدري إذ أنك نسيت ــ عمدا أو إهمالا مقصودا ــ أن تسمي لنا, وأنت العارف بكواليس هذا النظام, هؤلاء المسؤولين, كبارا ومن قمة الهرم وحواشيه ومقربيه وأقربائه, ممن نــخروا عظام البلد, طولا وعرضا. ولم يتركوا فيه أي مورد رزق, إلا وامتصوه وغزوه ونهبوه, مثل السرطان القاتل... وكانوا وما زالوا السرطان القاتل... وبعد كل هذا, وبعد كل ما أصاب البلد من نكبات وموت وخراب, وفتح الأبواب ــ بأخطائهم ــ لجميع الغزاة والمرتزقة وتجار الفتاوي والقتل والسحل والنهب, باسم الدين والشريعة وتوطيد الإسلام... والإسلام الصحيح منهم ألف مرة بــراء... بـــراء!!!...
هذا الفساد الذي أصبح نظام عيش يومي, لجميع المواطنين. في جميع الدوائر والمؤسسات العامة والخاصة. من أبسط معاملة صورة إخراج قيد, حتى خلق شركة, أو بناء منزل, أو الحصول على جواز سفر.. وحتى الامتحانات المدرسية والجامعية. كل هذا كان يحتاج لبخشيش مسعر, مفتوح. حتى القضاء والأمن.. والحق والحقوق.. كل شيء مــســعــر... ولكل وجدان تعرفة. حتى أن الموظف الشريف الذي يرفض أن يتعامل مع المواطن بشكل فاسد, مطبقا القانون المجرد الحقيقي بحذافيره, بإنسانية ووعي, كان يعتبر مشبوها سياسيا, تدبر له غالبا بعض التهمات المغرضة, حتى يدفشونه نحو الاستقالة والفقر.. وأحيانا التوقيف التعسفي والسجن... حتى أنني سمعت قصة عن رب عائلة موظف منتفخ. رفض أن يزوج ابنته إلى شــاب جامعي موظف بإحدى مؤسسات الدولة. لأنه يرفض الرشوة ويطبق النظام (الحقيقي)!.
كل هذا أهملته في محاضرتك الـفـيـسـبـوكـيـة يا صديقي. وهذا النوع من الإهمال والصمت عن الحق, هو الذي أدى بنا اليوم إلى هذه الاضطرابات والفوضى والهدم والتفجير والتشريد ومئات آلاف القتلى, وكان جزءا فعالا من الأجندة المرسومة الآثمة الإجرامية لتفتيت الوطن السوري, والذي يشكل سلاحا قاتلا بهذا المخطط الشمولي المدروس لتفتيت ســـوريـا و الدول العربية.. والتي سوف يتبع تفجير أنظمتها الواحدة تلو الأخرى.. وخلق بلبلة وفوضى وحروب أهلية بداخلها, حتى لا تعرف الاستقرار إطلاقا.. ومن ثم تموت بــبـطء مسموم...
لهذا السبب, يا صديقي, أرجوك أن تدعو في كتاباتك ونصائحك وتفسيراتك, وأنت من الراغبين أن تخلق ســوريا جديدة. بعد كل هذه المصائب والنكبات والتجارب. إلى كـــارشـــر عام ينظف كل عناصر الماضي والفــســاد وجميع من بنوا أنظمته وثـبـتـوه شريعة وطريقة عيش وحــكــم. وألا نترك أي منهم, الاستمرار بإدارة حياتنا.. بعد عودة السلام والتخلص من كل الغزاة ومحترفي القتل, و ألا نترك أي أثــر من هذه الأنظمة وهؤلاء التجار السياسيين... وحينها نستطيع أن نأمـل ببناء مستقبل نظيف مضمون لأولادنا وللأجيال القادمة... وإلا سنبقى على صفحة التاريخ السوداء.. شـركاء بالجريمة التي غلفت هذا البلد.. والتي ما زالت تغلف بلدنا الحبيب, من سنين مريرة طويلة.......
بــــالانـــتـــــظــــار............
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...
- فيسبوكيات...حزينة
- نظرة بسيطة إلى المستقبل
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب
- مصر.. آخر درع... إلى أين؟؟؟...
- دفاعا عن فؤاد حميرة و سامر رضوان
- مصر التي تغلي... و مصر التي أحبها
- شريعة.. شرعية.. شرعيات...
- وعن الإعلام... ومصر و سوريا
- تتمة فظيعة... مرعبة مروعة...
- رسالة مفتوحة إلى السيد كيري
- لبنان؟؟؟...لبنان يؤلمني...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة لصديقي الفيسبوكي.. ومحاضرته عن الفساد