أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - يكدّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية














المزيد.....

يكدّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 15:47
المحور: الادب والفن
    




يكدَّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية ...


يخمدون رغباتهم في ظهيرة الصيف ، ويصرّون على مشاركتنا العيد .
دفعة قوية من الفردوس نتلقَّاها ونحنُ نشبُّ في انتظارنا الفتيات وهن
يتغدَّين معنا تحت الظلال الوردية لكواكب طروادة ، والمتعسَّفون الذين
يغمرون أنفسهم بإرهاق الكهوف لهم ولأيّامهم . يحجمون عن الزينة
ويبدعون في أقصاء اللذَّة عن علل وجودهم في زمن الحداثة . امكانيات
كثيرة قدَّمناها لهم لشدّ مصائرهم بمصائرنا ، ونفخنا لهم أشجارهم
الصامتة والمُقنَّنة ، وفتلنا لهم معيشة مسيِّجة بالثراء ، لكنّهم في بؤسهم
المنقسم على نفسه ، يكدَّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في
الهاوية . سيكلوبات تقاوم الرغبة وتستهلك الشوائب ، وأوديب الشيخ الذي
عجزوا عن تكميمه في إمحاء ماضيه ، سقاهم العمى وأفلت منهم في
إمساكه بالثكنة التائهة للمعجزة . حجج فوضوية يعتمدون على هزالها
وينحلَّون بصخب في هستيريا فزعهم اللاشعوري من جمالية المنفى .







قيِّم فلكلورية تتمّ أغاظتها ...






شعبٌ تائه في أرضه المجروحة ، تصعب عليه مفاوضته لنفسه في الخراب
ويخون حفاظه الالزامي على إرثه . أسياده الذين احترفوا القتل والاسترقاق
وقطع الطرق ، يضاهون خيانتهم وتحالفهم مع المستعمرين بعمائمهم ولحاهم
الثعلبية المحتشمة . ترضية أهالي القتلى والنساء اللواتي اغتصبن في الأرض
المفلوحة بدبَّابات المارينز ، إثم عظيم ولا يرضاه الأخيار في سهرهم الى
جانب الأبنية المقدَّسة للسلالة الجليلة . نقائض فظيعة . قنوط . إستعباد
مزدوج . إنفجارات في الأسواق والاقتصاد والأمن وغرفة التجارة . نسائم
منقوصة . لصوصية فاحشة في قوانين المجتمع . قيِّم فلكلورية تتمّ أغاظتها
من أجل إشاعة الشرّ ، وزعماء الطوائف الأجلاف لا تهمهم تحريضاتهم
الشاذَّة على تدمير الحدائق والأٌقمار الشاحبة لرغيف الخبز . يغسلون الجلود
المتعفَّنة لصلاتهم بصابون تمائم وقطران ، ويتحكَّمون بالمال والسجون
وينقضون عهدهم مع الإحسان الإلهي ، والشعب بمناوأته لجرائمهم الآن ،
أدرك متأخّراً عدم استقامته في حفاظه على إرثه الذي ضاع في رياح العار .







المحتضر في تلمّسه لكوخ موته ...






مآرب فارغة نوهن أنفسنا فيها ، وأشرعة مراكبنا مغتبطة في الريح
ولا تحجبها العاصفة المحاذية لحلم الرحلة . نغلَّب فن الحرب على
الايقونة التي تنشر الشقاء بخبث ، وننتظر عسل النجمة في صهريج
الغروب . إزاحتنا للطين عن الآبار ، تُكلَّفنا الكثير من رمي الجثث الى
النسور . طعام مسلوق تكرّس نفسها له الديدان في الطبيعة . موازاة
الثورة وهي تخلَّخل العفونة النموذجية لأمراضنا ، غاية تجانسية أيّاً
كانت مراياها ، ولإتمام قياس الأعماق المحظورة للمجتمع ، نلقي
توابيت محمَّلة بالكركم والبهار على الضفاف الضحلة للألم . الثوريون
في تشريطهم للحاء الأشجار ، يشتَّتون سحب كثيرة ويجبرونها على
التبخَّر بين الجدران المرتابة للنجوم ، وكلّ ما يلزمنا ونحن نراعي
المحتضر في تلمّسه لكوخ موته ، تظاهرة ضئيلة لانزال النحل من
السقوف المقزّحة لندى الصلاة . لفّنا لقوارير الخمر بالحشائش وإيداعها
عند الذين يستحمَّون بثيابهم في الممالح ، فضيلة تاريخية نتصنَّعها من
أجل مشاركتهم رأس مالهم ، والقحط في غدران أرزنا ، لا يمنحنا أي
إمكانية للنوم بين المنجل والمحراث .



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته
- شعوب مطعونة وتتعرّض لليتم في البراري
- المنافع التي يحقّقها لنا البخت
- الضيوف الذين مرَّوا سريعاً في الوهاد
- أيّام العزاء على النسَّاجين
- نحلة طفلة يطرزون لها أغطية تشبه أيّامهم
- الحيطة لكلّ طارىء
- الشراك التي أضاعوها في شبابهم
- ولادة الشجرة لطفلها أثناء الفجر
- مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا
- الجمال الانساني
- الأغصان المصفوفة للأيّام
- أسلاف الهاوية
- الشعوب التي تعيش معنا
- العوالم الأخرى
- صلاتنا الصيف كلّه
- العادي والزائل
- الجمال النسوي
- في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا
- الأجل الذي يتوفَّاهم


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - يكدّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية