|
القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 13:14
المحور:
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي مرت الذكرى على من تبقى على قيد الحياة ، من ابناء الشعب الفلسطيني الذين عاصروا "دولتهم " ، ما قبل ال 48 ، "وهم قلة تتناقص كل يوم " ، ولو انها كانت "دولة " تحت انتداب بل احتلال بريطاني مباشر ، الا انها كانت بالنسبة لهم دولة ، عاشوا فيها وحاولوا بناءها وفق ما ظنوه مناسبا لبناء الدولة . تشكلت احزاب وحركات ، صدرت جرائد ومجلات ، نشطت مدارس وجامعات ، وتأسست جمعيات مجتمع مدني . ومع ذلك يمكن القول بأنها كانت بدايات متواضعة ، لكنها دلت على رغبة وقدرة ابناء هذا الشعب على بناء كيان سياسي مستقل شأنه شأن بقية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال . لكن يا فرحة ما تمت !! فقد تكاتفت ظروف موضوعية واخطاء ذاتية على وأد حلم الدولة في مهدها ، وكانت النتيجة اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه ، وتشتته في بلاد اللجوء . لقد اعتبر المشردون بلاد لجوئهم محطات "ترانزيت " في طريق العودة الى بيوتهم وقراهم ، وما هي الا لحظات حتى يُقلعون عائدين اليها . ومرت السنون ، والامل لم يفارقهم لحظة بأن الفرج قريب ، تمسكوا بمفاتيح بيوتهم ( التي لم يعد لها وجود على ارض الواقع )، واعلنوا انتمائهم وانتسابهم لقراهم ومدنهم ، (التي تمت ازالتها من الوجود ) ، وكبر الحلم كلما زادت الاوضاع سوءا في مخيمات لجوئهم . لا يمكن مناقشة لاجئ حول حقه في استعادة حياته الماضية ، ولو عبر حلم رومانسي نوسطالجي ، وأنا شخصيا ابن للاجئ حلم طيلة حياته بالعودة الى مرابع الصبا ، لكن الى جانب الحلم لم يهمل حياته ، وكغيره من اللاجئين ، بنى لنفسه ولعائلته بيتا اخر وحياة أخرى . لكن النظام الرسمي العربي ،الشريك الاول في الهزائم التي لحقت بالقضية الفلسطينية ،حول هزائمه الى انتصارات عبر خطاب رسمي عربي شعاراتي ، يدعو الى اعادة عجلات الايام الى الوراء !!!!!!! وبالمقابل فحركة التحرر الوطني الفلسطيني وضعت سقفا لطموحاتها ، سقف الدولة الديموقراطية الواحدة على كامل التراب الفلسطيني . الاسلام السياسي الذي استقوى بالنفط ونشر فكرا سياسيا نوسطالجيا بامتياز ، رأى في "حلم " العودة الى الخلافة ، العصا السحرية التي بواسطتها سيعود المسلمون والعرب الى الصدارة ، ولو لم يتمكنوا من صناعة نكاشة اسنان !!!! وحينما تعود الخلافة فستعود معها فلسطين !! وعلى ارض الواقع ، اسرائيل تزداد قوة وتقدما عسكريا وعلميا ، وتصادر الارض وتقيم المستوطنات . وتحاصر المدن الفلسطينية وتوجه ضربة قاسية للتواصل الجغرافي بين المدن الفلسطينية ، بحيث اصبحت هذه المدن كانتونات منعزلة ومنفصلة ، لا امل لها بتشكيل كيان سياسي مستقل ، يحظى بتواصل جغرافي . خلق واقع على الارض هو السمة المميزة للسياسات الاسرائيلية المتعاقبة ، بحيث يحظى في نهاية المطاف ، بتفهم "المجتمع الدولي " ومؤخرا وتماشيا مع الواقع الجديد فقد طرحت المبادرة العربية للسلام ، طرحت فكرة تبادل الارض ، اي بمعنى اخر الاعتراف بشرعية الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. وليس بجديد القول بأن الانظمة العربية اضرت بالقضية الفلسطينية كثيرا وكونت شراكات في الخفاء مع اسرائيل ، وهذا الاسبوع كشفت صحيفة هأرتس عن حقيقة لم تكن جلية ، وهي أن دولا عربية تستورد السلاح من اسرائيل !!!!! لمحاربة من ؟؟ ومن بين الدول برزت مصر والامارات ودول اخرى . اذن هل فُقد الامل بدولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ؟؟؟؟؟؟ اذا اراد الشعب الفلسطيني أن ينقذ ما يمكن انقاذه ، والحصول على دولة في حدود الرابع من حزيران ، على ابناء الشعب الفلسطيني الثورة على" قيادته "، واسقاط دولة حماس ورام الله، وتوحيد القوى والطاقات من اجل بناء الدولة في حدود الرابع من حزيران 67 . الاصوات التي تخرج من اسرائيل على السنة الصغار (نواب وزراء ) تدل وتشير الى أن اسرائيل لا تريد حلا على اساس الدولتين لشعبين ، بل تماطل حتى يصبح حلم بناء الدولة الفلسطينية مستحيلا !! "خذو اسرارهم من صغارهم " كما يقول مثلنا الشعبي .
لكن ربما يستفيق الشعب في اسرائيل من غفوته ويقضي على الاحتلال قبل أن يقضي الاحتلال على دولة اسرائيل ، كما قالت زهافا غلئون رئيسة حزب ميرتس الصغير .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ورددت الجبال الصدى ....خالد حسيني وروايته الجديدة
-
هل يمكن تعديل قانون الاحوال الشخصية ؟؟
-
تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر
-
عرب اسرائيل وطاقية الاخفاء
-
جدلية اللغة واهلها
-
التسعيرة ..
-
خط احمر
-
الحوار ، متمدن أم متدين ؟!
-
ضحايا الجشع أو عولمة الرأسمالية
-
حرب مؤسسة الكهنوت من أجل السيطرة
-
تعقيب على مقال الاستاذ جمشيد- العنصرية هي الحل
-
الصحة تاج على رؤوس الاغنياء
-
المطلوب منظومة قيمية .. -لا صهيونية ولا سلفية -
-
ملاحظات على مقال - في حب اسرائيل -
-
حروب الجبناء
-
جسر مؤقت (للاسنان ) ... أو اسرائيل سنة 2017
-
العودة .....مسيرة الى الذكريات
-
اخبار خفيفة تراجيكوميدية
-
الايمبوتنتسيا وال ...Mass Psychosis
-
قانون الحاضر الغائب
المزيد.....
-
كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم
...
-
طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة
...
-
مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
-
الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
-
ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا
...
-
بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
-
انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج
...
-
مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
-
غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
-
ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟
المزيد.....
المزيد.....
|