أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نائل الطوخي - عن الفيلم الإسرائيلي (صهيون.. الأراضي).. ترجمة و تقديم نائل الطوخي















المزيد.....

عن الفيلم الإسرائيلي (صهيون.. الأراضي).. ترجمة و تقديم نائل الطوخي


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 12:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


في إطار يوم المرأة العالمي عرض في قاعة سينماتيك تل أبيب بإسرائيل فيلم صهيون، الأراضي للمخرجة الإسرائيلية يولي كوهين جرشتول في هذا المقال يقدم الشاعر الاسرائيلي يتسحاك لائور قراءة للفيلم:
بخلاف فيلمها السابق، المخرب ، تلاقي هذه المرة المخرجة يولي كوهين جرشتول صعوبات في العثور علي قناة تليفزيونية توافق علي عرض لفيلم. ما العلاقة بين هذا الفيلم وبين المرأة؟ حسنا، ما أخرجته كوهين جرشتول، مثل نساء كثيرات، هو فيلم وثائقي عموده الفقري مونولوج تلقيه هي، عن حياتها وعن أمومتها. هل أصابت المخرجة عندما عادت من نيويورك لكي تلد ابنتها الكبري، ستاف؟ الآن، وبينما تقف ستاف علي عتبة التجنيد، تسأل المخرجة نفسها أسئلة، بعضها ثاقب للغاية، أي بلا إجابة، لأنها تواجه التاريخ بأسئلة شخصية, والتاريخ, كماهو معروف، لاينبغي النظر إليه بشكل شخصي.
تقتحم الكاميرا بعض الأماكن الخاصة، مثل صالون والدي المخرجة في حي تسهالاه، والذي تحدثا فيه عن حرب 1948 والداها ينتميان إلي البالماح (الميليشيا العسكرية اليهودية قبل قيام دولة إسرائيل) ويحاولان مرارا أن يشرحا لأبنتهما لماذا لم يتم الحديث أبدا عن المسألة العربية، برغم أن أباها قد ساهم في محو قرية عوج من علي الخارطة. هو لايذكر ان كانت البيوت قد تم تفجيرها بشكل فوري، أم أنها قد استخدمت فيما بعد للتدريبات علي تفجير البيوت. سواء هذا أو ذلك، يحكي الأب أيضا كيف جلس مع زملائه في السلاح في مداخل بئر سبع وأطلقوا النار علي كل من حاول الهروب. أطلقوا النار حتي علي لم يكن معدودا من ضمن المحاربين. يقول الأب لم نهتم بالتصنيفات، لم تكن لدينا أداة للتصنيف، كل ماكان لدينا هوالسلاح تسعي كوهين جرشتول إلي فهم السبب وراء عدم سماعها مرة واحدة بكل هذه الأمور. أبوها هو الحفيد الأكبر لأهارون شلوش من نفيه تسيدك. تدخل معه البيت الذي ولدت فيه جدتها، بين يافا وتل ابيب يقتربان سويا مما كان يعد يوما بيارة شلوش اختفت الأسرة العربية التي سكنت به. يقول الأب: يوما بعد يوم كانوا يختفون، لقد اختفوا ببساطة .
ما الذي تستطيع أن تحكيه عن نفسها ابنة لبالماحيين من تسهالاه (الحي الذي سكنت فية النخبة العسكرية والأمنية الإسرائيلية سابقا)، ابنة لأبوين ينتميان إلي الجيل السابع في البلاد، تحب والديها، تتفهم فظائع الحرب التي قام بها أبوها؟ الآن، ابنتها تزور موقعا ما له صلة بالهولوكست، وكان هذا جدا، جدا مملا. لغة الفتاة فقيرة. هل فقر اللغة كان الخيار الوحيد أمام لغة التعليم؟ السياسيين؟ القادة؟
نلتقي تحت بجندي يرتدي فانلة ويلقي محاضرة في موقع لتخليد ذكري المحاربين في جولاني، بلغة أحادية النغمة لقائد سرية، بعبرية رائقة، بدون خطأ واحد، ويقول الآتي: "حسنا، نحن هنا في قاعة (يزكور)، كما قلت، قلب موقع جولاني لتخليد ذكري المحاربين، عندما اقاموا هذا الموقع، أرادت العائلة المكلومة أن يتم تخليد أحبائها بشكل فريد، بشكل موضوعي، يختلف عن الأشكال التي لاتزال متبعة حتي اليوم. كل الحوائط الرخامية بالأسماء المنقوشة عليها، كل التماثيل بأنواعها، كل هذا غير موجود. وهكذا أقاموا خزانة القتلي. بخزانة القتلي ثم ملف لكل شهيد ينتمي لوحدة جولاني . غلاف أسود، اسم الشهيد، رقمه الشخصي، لايشار إلي الرتبة، هذا ليس جوهريا إن كان ضابطا أم جنديا احتياطيا. لقد قتل الجميع لأجل الهدف ذاته، هكذا ففي الملف يتساوي الجميع. أمسك أنا بيدي الملف الخاص بإيريز جرشتاين، كان قائد وحدة جولاني، قتل أثناء خدمته كقائد لوحدة الاتصال في الجيش. صورة الجندي من الداخل، التفاصيل الشخصية الدالة عليه، تاريخ موته، أسباب الموت, صورة, أوكي هذا عن الملف التذكاري".
لا أثق أنا إن كانت الفظائع تلوح بكاملها من هذا النص. لا أثق أنا إن كنت استطيع عرض أحادية النبرة. من هنا يمكن البدء في قراءة الفيلم. بالتحديد فهذا هو الموضع الذي يخلب فيه اللب الصوت الحميم للمخرجة، وليس فقط عيناها الخضراوان. هي تنتمي لسلسال لم يعد لديه مايحكيه. تعتقد هي أنه من حسن حظها أنه ليس لديها أبناء. لايملك والداها البالماحيان إجابة عن أي سؤال ولو حتي علي سؤال إن كان يجب علي حفيدتهما الذهاب للجيش. إنها النخبة الإسرائيلية الساقطة. ولذا فالمخرجة توجه فيلمها الذاتي وجهة أخري، بيت وأسرة المؤرخ موتي جولاني. لماذا تحتاج المخرجة إلي شخصيته هو بالتحديد؟ لأنه مؤرخ، ولان أمه ناجية من الهولوكست، و لأنه نشأ في مستوطنة كفار دانيال والمقامة علي خرائب كفر دانيل الفلسطيني. جولاني شاب جيد، أكاديمي، لايثير الاهتمام كثيرا، متمكن من مادته، ذو قدرة واضحة علي التعبير. حتي في كفار دانيال، الذي تعيش فيه أمه، لايعرفون سر شفافية البيوت المهجورة بين الأشجار وكيف أنه ليس هناك طفل واحد، بمن فيهم أطفال جولاتي، يعرف لمن تنتمي هذه البيوت، أو ما الذي حدث لساكنيها منذ توقفوا عن المجيء ليزوروا الخرائب (في الحظر الكبير). من ناحية أخري، فهنا تكمن روعة الفيلم. أم جولاني، وهي الناجية المجرية من الهولوكست، تحادث حفيدتها وابنها بصوت مرعب عن طرد عائلتها من قريتها، وعن ندمها فيما يخص المطرودين من القرية التي عاشت فيها منذ قدومها إسرائيل.
اعترف أنني لم أحب هذا الربط بين الهولوكست والنكبة. هذا الربط بينهما يحتكر، ربما علي النقيض من نوايا المبدعة، القصة الفلسطينية لصالح القصة اليهودية. حتي هنا فالفلسطينيون لن يمكن لهم أن يكونوا مفهومين إلا عبرنا. ومرة ثانية تتحول التراجيديا الفلسطينية إلي حدث داخلي يخصنا , أي أن كل شيء هو في الداخل، حتي التصالح، حتي الفهم. تنتهي السياسة وتبدأ الذات (ولهذا فليس هناك فلسطينيون في الفيلم).
بنفس الصورة تأخذ المخرجة المؤرخ موتي جولاني، والذي تخلي عن صيهونيته - ­ بعد ثبات علي المبدأ، كما اعتقد ­ - إلي متساداه (وهي القلعة التي قتل فيها الثوار اليهود أنفسهم كي لايقعوا أسري في ايدي المحتل الروماني في القرن الأول الميلادي). متساداه عائق خطير. في نهاية السبعينيات كان جولاني متحمسا للدخول في معارك حول متساداه. كان اليمين مع الثوار أما اليسار الصهيوني فكان ضدهم. دوما ماتم طرح المقارنة البلهاء بيننا وبين اليهود في متساداه. لذا فشلت المخرجة في فهم التاريخ. يهود اليوم هم رومان حول متساداه. هذه في الحقيقة هي الحلقة الناقصة في هذه الافلام الذاتية : إعادة إنتاج العالم، ماحدث هوما سيتكرر حدوثه: متساداه، هولوكست.
إن كان هناك شيء مؤثر في هذا الفيلم فهو الصراحة الشديدة للمرأتين، المخرجة ابنة البلاد، والمرأة العجوز، ابنة تلك القرية المجرية البعيدة، والتي فقدت أباها في سنة الحادية عشرة وخرجت إلي الجيتو ممسكة بأخوتها كيما لايضعوا. كلا المرأتين تعبران عن جمال الاسئلة التي لاتملك المخرجة اجابة عليها، لأنه، كما أسلف، من المستحيل طرح اسئلة ذاتية عن التاريخ. هل اريد ان اربي ابني هنا؟ وهل كانت المخرجة لتسأل الام الفلسطينية اسئلة كتلك؟ وهل كانت اجابة الأم الفلسطينية لتشتمل علي خيار مغادرة البلاد، لأن الحياة خطرة هنا؟


عن (ها آرتس



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر كائن ضعيف الذاكرة في ديوان منتصر عبد الوجود الأول..
- عن الشعر الإسرائيلي الرافض للاحتلال, دافيد زونشايم, ترجمة و ...
- لون الدم
- محاورات في الترجمة
- حوار مع الكاتب المصري عزت القمحاوي
- في رواية احمد شافعي الأولى -رحلة سوسو- الحكاية سلم يتفتت كلم ...
- مبارك و دريدا و عمرو بن العاص.. ما الذي حدث في -حدث- تعديل ا ...
- التباس
- الضفة الأخرى.. الرقص على إيقاعات العزلة
- أغنية جديدة لعبد الوهاب. 2
- هيفاء وهبي.. حالة نموذجية بعيني مستشرق ما قبل هوليوودي
- أغنية جديدة لعبد الوهاب..1
- شوكولاتة
- ميلودراما انتهت بانتصار الضوء: ملك الفضائح و المسخرة
- موسم صيد الشيوعيين في معرض القاهرة للكتاب
- و المزيد من النظرات
- المزيد من العيون
- الفخامة المدوية لأم كلثوم.. عبد الحليم الإله الشهيد
- دمشق
- الرحابنة يصدعون عالمنا


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نائل الطوخي - عن الفيلم الإسرائيلي (صهيون.. الأراضي).. ترجمة و تقديم نائل الطوخي