أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - التباس














المزيد.....

التباس


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


تم تحويل رواية الكاتب الكبير إلى فيلم سينمائي. تحظى الرواية بشعبية هائلة و على امتداد السنوت من 1993 (سنة نشر الرواية) إلى 1996 طبعت منها أربع طبعات نفدت جميعاً فور صدورها.
احتفل طاقم العاملين في الفيلم بانتهاء تصويره و في منتصف الاحتفال قال المخرج أن تلك هي أسعد لحظات حياته و أن الفيلم يمثل من وجهة نظره نموذجاً للجميع لكي يتعلم كيفية الالتزام بالنص الأصلي. أجمع كل من شاركوا في الفيلم على أنه لا يخرج عن النص الأصلي للرواية تقريباً. بعد أن أنهى المخرج كلمته كان مساعده يقترب منه و يهمس له بكلام في أذنه.
بعد ذلك عرف الأمر. في الواقع فإن طبعات الرواية الأربع لم تكن متطابقة تماماً. لاحظ المساعد أن العبارة الأولى في الرواية (لدى صباح مشرق و جميل) كانت خاصة بالطبعة الثانية فقط, وهي الطبعة التي اعتمد عليها كاتب السيناريو في كتابته لسيناريو الفيلم, أما سائر الطبعات فإن العبارة تتغير فيها بشكل مخيف. و هي تتواجد هكذا على التوالي: في صباح مشرق و جميل (طبعة 1993), لدى صباح مشرق و جميل (طبعة 1994), في صباح مشرق يتسم بالجمال (طبعة 1995), عند إشراقة صباح جميل (طبعة 1996).
كل هذا دفع المخرج إلى ما يشبه الجنون. و كثيراً ما رآه من حوله ينظر ساهماً إلى الأرض و يتساءل عن غرض الكاتب في تعذيبهم "لماذا لا يحدد ما يريده بالضبط و يريحنا؟". نصحه الكثيرون بالاعتماد على الطبعة الأخيرة لأنها هي التي تمثل وجهة نظر الكاتب الأخيرة بلا شك و لكنه كان يواصل التحديق في الأرض. بعد ذلك خفت حدة غضب المخرج على الكاتب و في أغلب اللقاءات الصحفية التي عقدت معه صار يؤكد على أن الأديب يتعرض في حياته لتقلبات فكرية عنيفة و يتجلى هذا في حرصه على تغيير كلماته التي قيلت بالفعل في طبعات سابقة لكتبه مما ينتج في النهاية التباسا شديداً في معرفة أي تلك العبارات هي التي تعبر عن نيته الأصلية. و في النهاية قرر أن يصور الفيلم ثلاث مرات أخرى – اعتماداً على ثلاثة سيناريوهات أخرى – تمثل كل مرة منها طبعة مختلفة من الكتاب.
و قد حدث, و في ظاهرة غير مسبوقة تم إخراج أربعة أفلام لا يختلف كل منها عن الآخر إلا في المشهد الأول فقط. و في برنا مج عقده برنامج بقناة النيل الفضائية مع من شاهدوا لتوهم الفيلم الرابع في تلك السينما بوسط البلد قال أحدهم و الذي اعترف بعدم قراءته للرواية قبل مشاهدة سلسلة الأفلام "ما يلفت النظر في الأفلام الأربعة هو المشهد الأول في كل منها. في الفيلم الأول مثلاً يدور المشهد كله في صباح مشرق و جميل, بينما في الفيلم الثاني يدور المشهد لدى صباح مشرق و جميل – ليس فيه, كما هو في الفيلم السابق. في الفيلم الثالث نجد أن مواصفات الصباح قد تغيرت بشكل تام فهو ليس جميلاً و إنما يتسم بالجمال, و يتغير المشهد كلية في الفيلم الرابع حيث لا يتم تصويره في الصباح كسائر الأفلام و إنما في إشراقة الصباح, و إذا شئنا الدقة فهو قد صور عند إشراقة الصباح و ليس فيها. و هكذا نرى أنه من ضمن هذه الأفلام الأربعة لم يتم تصوير إلا اثنين فقط في الصباح. هذا بالإضافة بالطبع إلى الاختلاف الشديد بين مواصفات الصباح في كل من تلك الأفلام مما يؤثر بكل تأكيد على فهمنا المتكامل لها".



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضفة الأخرى.. الرقص على إيقاعات العزلة
- أغنية جديدة لعبد الوهاب. 2
- هيفاء وهبي.. حالة نموذجية بعيني مستشرق ما قبل هوليوودي
- أغنية جديدة لعبد الوهاب..1
- شوكولاتة
- ميلودراما انتهت بانتصار الضوء: ملك الفضائح و المسخرة
- موسم صيد الشيوعيين في معرض القاهرة للكتاب
- و المزيد من النظرات
- المزيد من العيون
- الفخامة المدوية لأم كلثوم.. عبد الحليم الإله الشهيد
- دمشق
- الرحابنة يصدعون عالمنا
- ليس هناك شخص اسمه احمد زكي
- اللحم و الأفكار
- بوابات لمناقشة تلمودية بين الربي عقيفا و الربي يشماعئيل
- HAHY
- - مجموعة الكل .. تمرد سكندري مهم على السلطة المعنوية للقاهرة
- مونولوج
- أوان الورد, بحب السيما و وفاء قسطنطين.. خلايا الألم القبطي
- في الرواية الأولى لمنصورة عز الدين.. متاهة تعاني من الانفتاح ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - التباس