أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - ضدّ النَسَق والنظام .. والحزب والثورة














المزيد.....

ضدّ النَسَق والنظام .. والحزب والثورة


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 20:52
المحور: كتابات ساخرة
    




لا أدري لماذا .. ولكنني كنت ُ مصنّفا ً على الدوام في خانة " المعادين للحزب ِ والثورة " ( مهما كانت هويّة ُ هذا الحزب , وأيا ً كان لون هذه الثورة ) . ربما لم أكن في حقيقة الأمر ضدهما . ربما لم أكن قادرا ً حتّى على فعل ذلك . ولكنهما معا ً( أي الحزب والثورة ) أقنعاني , من خلال مواقف معينة , لم تتغير بتغير الظروف والمراحل , بأنهما ضدّي . ولو لم يفعلا ذلك .. لكنت ُ فيهما , ومعهما إلى الأبد .. وإلى ما بعد الأبد .. أو على الأقل لغاية 9/4/2003 .
كانت الأحزاب ُ كلّها لا تحبّني . وكنت ُ أكره ُ " الثورات " كلّها . كان هناك خلل ٌ وارتباك ٌ متبادل ٌ في إدراك البُنيّة والمضمون , وبعض ٌ من سوء الظّن , وشيءٌ كثير ٌ من سوء الفهم .. ولا شيء آخر .
وعندما بدأت ُ بقراءة بعض الكتب " غير الثوريّة " , تعلّمت ُ أن أكرَه َ شيئا ً جديداً هذه المرّة . وهذا الشيء يُدعى " النظام " . ولأنني كنت ُ مرعوباً من فكرة " معاداة الحزب والثورة " ( لأن هذا الكره مُرعب ٌ بحد ذاته ) , فقد أستهوتني فكرة ُ كُره "النظام ", وإمكانيّةُ شتم هذا " النظام " بشكل ٍ أو بآخر .
فــ " النظام " مفهوم ٌ فضفاض , يستطيع ُ أن يجنّبَ " المتخاذلين " من أمثالي الكثير من سوء الفهم بصدد مواقفهم الحقيقيّة من " القضايا المصيريّة " للحزب والثورة . وهذا يعني أن بأمكانك ان تكون ضد ّ " الحزب والثورة " , من خلال كونك ضدّ " النظام " , دون أن يتمكن " الحزب والثورة " من النيل منك . وبهذه "الحذلقة السلوكيّة " , سيكون ُ بأمكانك أن تشتّم َ " النظام " .. أيّ نظام .. دون أن يشعر هذا النظام بأي انزعاج منك . ويحدث هذا ضمن عملية " مقايضة ٍمفاهيميّة " بينك وبين النظام , شبيهة ٍ بمقايضة " الأراضي المحتلّة " بــ " أراض ٍ محتلّة " في بعض القرارات الدوليّة . وفي المحصّلة النهائية , فأنك َ لن تحصل َ على شبر ٍ من الأرض , سواء أكانت محتلّة أو غير محتلّة , ولكنك َستحافظ ُ على الأقل على رأسكَ فوق رقبتك َ, لأطول ِ مُدّة ٍ عربيّة ٍ ممكنة .
وبعدَ أن قرأت ُ المزيد َ من كتب " ما بعد الحداثة " .. فاجأني وجودُ فرق ٍ هائل , ونوعيّ , مابين النظام و " النَسَق " . وكان هذا الأكتشاف ُ فرصة ً لا تعوّض بالنسبة لي , للأفلات ِ من قبضة " النظام " .. الذي لم يكن يرحم من يؤمن بمبادئه علنا ً .. فكيف َ يرحم ُ من لا يؤمن بها سرّاً .
وهكذا أصبحت ُ مناوئا ً لــ " النَسَق ْ " .. وأقفُ ضدّ الـ " النَسَق " .. وأكره ُ " النَسَق " .. بل وأشتم ُ النَسَقَ علنا ً .. ليقيني التام بأن لا أحد أبدا ً .. لا الشعب ُ ولا الحزبُ ولا الثورة ُ ولا النظام .. يعرفون ماهو هذا " النَسَق " أصلا ً. وقد أخبر أحد مفكريّ المرحلة , أصدقائه المقربين , بأن هذا " النسَقَ " لو كان شيئاً مهما ً , لما تجرّأ مخلوق ٌ كهذا ( ويعني أنا ) , من الأقتراب منه ُ .. ولو بعد ألف عام . وبطبيعة الحال فقد كان هذا " المفكّر " .. صادقاً جداً .. ومحقّا جدا ً في ذلك .
غير أن " مُخبراً " ما .. أخبرني .. أن لعبة " النَسَق " هذه أصبحت ْ مكشوفة . صحيح أن لا أحد يعرف ماذا يعني " النَسَق " بالضبط .. ولكن المشكلة هي في عدم الفهم هذا بالذات . فأيّ شيءٍ غير مفهوم من قبل الشعب والحزب والثورة والنظام , هو شيءٌ ضدّ الشعب والحزب والثورة والنظام بالضرورة .. حتى وأن كان ذلك الشيء يُسمّى " نَسَقاً " .
عندها شرعت ُ بقراءة المزيد من الكتب " التفكيكيّة " .. باحثا ً عن مصطلح جديد يمكن ُ لي من خلالهِ شتمُ الجميع .. دون إثارةٍ لحفيظتهم " المعرفية " .. أو " الأدراكيّة " . وسرعان ما أهتديتُ إلى مفهوم ٍ غريب الشكل والمضمون .. هو مفهوم " النَمَط " .
وهكذا بدات ُ أشْتُمُ " النمَط " .. وأكرَه ُ " النمَط " .. وأعارض ُ " النمَط " . ماهو هذا " النَمَط " بالضبط .. لست ُ أدري . ولكنّني وجدت ُ الكثيرين من " المثقفين " .. من أمثالي .. ممن لا يمتلكون شيئاً .. ويخافون رغم ذلك من كل شيء .. يشْتمون َهذا " النَمَط " معي .
وبقينا نشْتم ُ " النَمَط " طيلة مدّة الخدمة العسكريّة الألزاميّة , التي كنّا فيها منفيّين في جبال كوردستان . وطيلة مدّة خدمة الأحتياط , التي كنّا منفيّين من خلالها في الحرب العراقيّة الأيرانيّة . وطيلة مدّة الحصار التي كنّا منفيّين في ذلّها في العراق . وطيلة نوبات " الشتائم الهذيانيّة " هذه , لم يكن أحد منّا .. لا نحن ُ , ولا الشعبُ , ولا الحزبُ والثورة , ولا النسق والنظام .. يعرف ُ على وجه الدقّة , وعلى أمتداد وجه هذه الخليقة الرعناء , أيّ " نَمَطٍ " هو ذلك النمط الكارثيّ , الذي يستطيع ُ أن يفعل بنّا كلّ هذا .
ولم أتمكن َ أن أفهم َ بالضبط , ماهو المقصود ُ بـ " النظام " و " النَسَق " و " النَمَط " , إلاّ بعد 9/4/2003 .
عندها توقفت ُ تماما ً عن شتم الشعب والحزب والثورة والنسق والنظام . وكففت ُ تماماً عن استخدام كلمة " نَمَط " . لقد كففْت ُ عن كل شيء ... مكتفيّا بالدفاع عن شيءٍ من العقل .. أو بالحفاظِ على ما تبقّى من ذلك العقل .. هناك .. في أعلى الرَقَبَة .
لقد أكتشفت ُ بعد 9/4/2003 , ما لم أتمّكَن من إكتشافه طيلة خمسين عاما ً :
أنْ لا تكون َ مع َ أحَد ْ .. ولا ضدّ أحَدْ
وأن تموت َ كالكلب
في زمن ٍ تعيش ُ فيه القرود عصرها الذهبيّ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط ُ والدين .. وما أكل َ السبع ُ منه
- ها أنذا .. أبلغ ُ الستّين َ للمرّة ِ الألف ِ .. وأحبو إليها
- قصص قصيرة
- حكاية ُ حمار ٍ يُدعى ( سموك )
- عيوب عاديّة
- جئت ُ كالماء ِ .. و كالريح ِ أمضي
- الموازنة العامة المستجيبة للنوع الأجتماعي
- الأكاديمية العراقية لمكافحة الفساد : مقترحات ورؤى أولية حول ...
- ليس َ الآن
- الأقتصاد العراقي : قيود ومحددات صنع السياسة في مرحلة الأنتقا ...
- وقائع ُ الجَمْر ِ .. في بلاد الرماد
- مباديء الأستثمار .. في سوق النخاسة
- ليل الجيش .. وليل النفط .. وليل الأوديسة
- ستالين هنا .. تحت الجلد .. فوق المسامة
- الحمار الصغير .. والحمار الكبير
- حكاية الديك باشا
- عندما كنت طفلا .. وعندما كبرت
- التعديل الأخير لقانون غريشام
- في تلك الليلة
- نهايات عراقيّة لمقدمة عبد الرحمن بن خلدون


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - ضدّ النَسَق والنظام .. والحزب والثورة