أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - لا تخذليني كالربيع














المزيد.....

لا تخذليني كالربيع


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 13:33
المحور: الادب والفن
    


خَذَلَني الرّبيعُ
أغواني مراراً بمجيئِهِ وحينَ انتظرتُهُ
خَذَلَني
ومِن عاداتِ الرّبيعِ عدمُ الوفاءِ
خاصةً في شهرِ نيسان
قال : كانت الأسوارُ عاليةً فاستعصى عليهِ عبورٌ
قالَ هو
وقيلَ فيه
وقيلَ عنه :
ظلَّ هناكَ عن الضفافِ بعيداً يُزهِرُ
هل ثمة ما يُوحي إلى اتخاذِهِ مِن علوِّ الأسوارِ مُبرراً للخذلانِ ؟
لا أدري
إنما الخلاصةُ تقولُ : هو هناكَ بين أعوادٍ جرداء يتأرجحُ ..
هو هناكَ ..
وثمة مَن يتكهّنُ ..
هو هناك وقد خذلني .
وأنتِ موغلةٌ في مدائنَ لم يطرقْ أبوابَها السائحون .
وأنتِ أَذْهَلْتِني حين لم تمرّي طيفاً .
صنعتُ لكِ شيئاً مِن كعكِ المسرّاتِ
وأشرقَ في الأقداحِ شايٌ ساخنٌ
كان بلونٍ مُحايدٍ ما بين قهوةِ اليمنِ السّعيدِ ونبيذِ مجدِ توسكانا ..
كان مُحايداً وأنا ما ارتشفتُ مِن قَدَحي رشفةً حتى اللحظةِ .
قلتُ سيأتي الرّبيعُ
وستأتين
وما بيننا سنضعُ سيفاً مِن لوحِ الكلامِ
أو مِن رقائقِ ورقِ العفّةِ
هكذا تجاسرتُ ولم أتعوّد بعد على عاداتِكِ السّيئةِ
فارتبكتُ حين تأخّرَ وتأخّرتِ .
وأنتِ امرأةٌ
حين على الليلِ تسيلين يُضاءُ الزّمانُ
وأنتِ امرأةٌ حين مِن آخرِ المَجرّاتِ تشرقين
تتفتحُ أزهارُ العاشِقين .
خذَلَني الرّبيعُ وخذلتِني
سأُسمّي هذا الجسرَ الذي شيّدتُهُ فوقَ جبالِ الماءِ
جسرَ الهواءِ .
هو مِن نسيمٍ ويَكْفِي لحَملِ جَسَدي النّحيلِ نحوك مرّةً .. مرتين ..
جسرُ الهواءِ عندي أفضلُ مِن جسرِ نداكِ
هذا الذي يحملُني دائماً إليكِ بيختٍ مِن ورقٍ
أو يجبرُني على البحثِ عن زورقٍ مِن حريرٍ
لا أُريدُ أنْ أُحْمَلَ على يختٍ مِن خيالٍ
لا أُريدُ
دعيه ينهدّ جسرُ النّدى ذاك
دعيه واعتني بجسريَ الهوائيّ
وأنتَ امرأةٌ تهبُّ رحيقاً
لا تخذليني وقد خَذَلَني الرّبيعُ



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستائر مؤرَقة
- قمرٌ لليلِ المدينة
- مأساة الجاهلي
- قصائد مُهْمَلة
- لقد رَحَلَ البنّاءُ .. أيُّها البرديُّ فارحلْ
- بلادي التي ما أحببتها
- بوح المسافر للسفر
- على مشارف الستين
- لم نرَ المأتى
- ليل الشبيبي
- أربع قصائد
- اللوثة .. كتابة نص
- حَيْرَة الآلهة
- ميلونا
- الإيقاع والصورة الشعرية المُشوّهة
- مثلث سراقينيا
- ما قبل اللذّة .. الجزء الثاني - شيوعيون ولكن .. -
- ما قبل اللذّة .. الجزء الأول - شيوعيون ولكن .. -
- الاحتفاء بزمن الانطولوجيا
- نثرتُ الهديلَ


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - لا تخذليني كالربيع