أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - مثلث سراقينيا














المزيد.....

مثلث سراقينيا


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


لا أرض رَأيْنا ولا سماء
لم نَرَ سوى ماء
ودوابٍ تجوسُ أحراشاً استعذبتْ في الأعماقِ طيناً
وخاصمتْ هواء
لا أرض رَأيْنا نحن الذين لم نرَ سوى
أفراسٍ تطوفُ في خواء
وفراغٍ يستجلبُ شيئاً مِن فراغ
وحيثُ لا آدم أغوتْهُ جنةٌ فحطَّ ها هنا رحالَهُ
ولا شجرة بها ظلَّ ـ كما قيل ـ يستظلُّ
وحيث لا إبراهيم أَصْحَرَ مِن هنا
ولا نوح ابْتَنى في غفلتِنا السفينةَ
هل جاءكُم ذاتَ قيلولةٍ طوفانُ ؟
لا طوفان جاء ولا حمامة عادتْ بالخبرِ اليقين
لا أرض في الرّؤيا رأيْنا ولا سحرتْنا العمارةُ
بشراً وجدْنا اسْتَمْرَؤوا القولَ زوراً
وشذّوا في الخيالِ
بهم شطحَ الخيالُ
وبنا طويلاً مكثَ الخيال
لا أرض سَقَيْنا ولا سَقَتْنا سَّماء
لم نرَ ، مِن غيرِ نورٍ ، سوى الهباء
مُثلّث خرابٍ
زفرةُ ربٍّ خبيثٍ
نَفَثَها ذاتَ غيبةٍ مِن رئةِ سكرانٍ
فكانتْ سطراً في الأساطير
وكانت خبيثةً
هنا أَقْنانُ سارةٍ
خُدّامُها
حاشيتُها
وبعضٌ مِن جواريها الجميلاتِ
الغانياتُ ها هنا وراقصاتُ القصرِ
وهنا الغلمانُ والقيّانُ
ومِن حجرٍ في القصرِ عيونٌ تفجّرتْ
فصارت للغريبِ منهلاً
لا ماء و لا ماء ولا ماء
ثمة يدٌ في متاهةِ العصورِ تُوغلُ
في مجاهلِ القصورِ تدورُ
ثمة يدُ السارقِ
الذي صار في النورِ عن نفسِهِ يعلنُ
لا تواريخ نتبعُها ولا أزمان نتصيّدُها
فَنَحْرَث الأعماقَ وفي غاباتِها نحتطب
لم نرَ مِن غابِها شجراً
وسدرةٌ ها هنا ما نبتتْ
لا ساحل رملٍ ولا كُثبان منها نهيلُ
وصحراؤنا لم تأتِ بعد
أو لعلها لم تأخذ الخبرَ
أو هيَ بنفسِها نأت
والطيرُ مِن هنا
عشتارُ بها غدرتْ ومِن ليلِها غادرت
عشتارُ شجرةٌ خبيثةٌ
ضيّعت مزمارَها في عالمٍ سفليٍّ
وببضعِها فَجَرَتْ ثم كذبتْ
ثم كذبتْ
لا نور مِن هنا يأتي وهُم في العتمةِ موغلون
بطونٌ تخرجُ مِن بطون
أرحامٌ تنتجُ أرحاماً وفي الليلِ شجون
وفي الليلِ شؤون
وأحقادٌ تورثُ أحقاداً
في الليلِ غاباتٌ لم نرَ منها شجراً
لا ماء في هذا الخلاء
عارفون علّموا البشرَ سرّاً مِن أسرارِ الدُّنيا وغاروا في النِّسيانِ .. لاعبون رموا نردَهُم للمرّةِ الأخيرةِ وغابوا .. علّموا حرفاً وغابوا .
أولَ الغزاةِ كانوا
مِن أجلِ مضغةٍ تشبّثَ بها العشبُ
أولَ المفجوعين كانوا
هنا تناسلوا وترنّحوا وأفِلَ نجمُهُم
غجرٌ .. عجمٌ .. عيلاميون .. تتارٌ .. مقدونيون .. عربٌ .. اسبارطيون .. طرواديون .. قوقازيون .. كنعانيون .. آكاديون .. آشوريون .
سلالاتٌ ما علّمها الأجدادُ أصلاً فانقرضت
صنائعيون أخفوا خلفَ قيثارةِ النّواحِ وجهاً ودحْرَجُوا كقرصِ الرّحى عجلةَ الوهم .
هل جاؤوا مِن أعلى أكتافِ اللوثةِ ؟
ذاك هو الشهيقُ اللعينُ
سراقينيا
سراقينيا حطبٌ للبردِ القارسِ
حيثُ لا تُضرمُ نارٌ في برّيةٍ
وحيثُ ما تعلّمَ فيها المُقبلُ أسرارَ حضارةٍ
سراقينيا
امتدادٌ لحيرةِ ماء حين يكون الماءُ علقماً
وحين حول ضفافِهِ غاباتُ زقومٍ تنتشرُ
لم نرَها إنما في كوابيسنا كنّا قد رأيناها
سراقينيا
لا أرضَ ولا ماء
في غاباتِنا التي في أرضِ السّوادِ ترفدُنا
منذُ الأزلِ ترفِدُنا
منذُ ما قبل الأزلِ يعمُّ السوادُ
منذُ عصورِ ما قبل السلالاتِ
وما قبل الملذّاتِ
يعمُّ بلادَ السوادِ سوادُ
يذهبُ بنا جنوباً حيثُ يُبشِّرُ بالسوادِ
يرحلُ شمالاً فينشرُ السوادَ
سراقينيا
أكفٌّ للفجيعةِ
في كلِّ صوبٍ تزرعُ بذرةً خبيثةً
تنشرُ خصلةً مِن خصالِها
سراقينيا
أرضُ سوءٍ
ماءُ مرارةٍ
وسماءُ غادرتْها الأطيارُ
سراقينيا
مِن خلاصِكِ خلاصُنا
سراقينيا
لعنةٌ في غورِ بلادٍ لم يُكرمْها خالقٌ
ولا في أوصالِها دبّتْ حياةٌ
سراقينيا
أُجهِضتْ أرحامُكِ
سراقينيا بذرةٌ للخبثِ
ستُمحى ذاتَ يومٍ

22 ـ 4 ـ 2011 برلين


***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قبل اللذّة .. الجزء الثاني - شيوعيون ولكن .. -
- ما قبل اللذّة .. الجزء الأول - شيوعيون ولكن .. -
- الاحتفاء بزمن الانطولوجيا
- نثرتُ الهديلَ
- خذوا أشياءكم
- نصوص للسيد الدكتاتور
- برلين مدينة الكراهية
- في مكان ما
- لن تذبل الوردة
- التمثال والمثّال
- مساء الحكايا
- الخلاسيون رواية
- حديث الكمأة .. رواية صبري هاشم
- كتابي .. الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الثالث
- كتابي .. الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الثاني
- كتابي الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الأول للشاعر صبري ه ...
- تلك الطائرة التي أقلتنا
- صوفي أيها النبيل
- أرض الرؤيا
- الفراش لا يُحبّ العاصفة


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - مثلث سراقينيا