أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - حَيْرَة الآلهة














المزيد.....

حَيْرَة الآلهة


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 18:58
المحور: الادب والفن
    


نبتون بما لديكَ مازلتَ مفتوناً
تتربّصُ بضعفِ الأربابِ ومِن خمائلِ الرّيحِ
تصطادُ للعشاقِ فراشَ فتنةٍ
نبتون مِن دونِ الآلهةِ أيَّ شموخٍ مُنحتَ ؟
ألقٌ بين يديكَ
فالقِ فالتَكَ في اليمِّ وتصدّرْ أعراسَ السّفينة
نحن بحّارة الصدى
كنّا نصطادُ الضوءَ
ولم نطوِ فرحَ الشّراعِ
وإلى الأعماقِ لم نلقِ مراسينا
نحن قوادم الأسفارِ ومُزحة الرّيحِ بوجهِ المُسافرِ
وأنتَ جسدٌ في قوقعةِ الأكوانِ
مِن حولِكَ كتائبُ النسوةِ اللاتي
تشتاقُ عُريَهُنَّ الدروعُ
وكائناتٌ تُسوِّرُكَ
عافَها الصّيدُ ومنها ذاهلاً تراجعَ الصّيّادُ
نبتون نحن قراصنة المراكب ما أتيناكَ زوّاراً
ولا جئناكَ لهذا المساء الرّخصِ ندمانَ
فالقِ حربتَكَ السّكرى
وامتشقْ دفّةَ السفينةِ
نبتون إلى جوارِكَ
عريتْ نهودٌ فاجعلْ
وليمةً لنا مِن شبقِ موجةٍ
وشهوةً لما بعد الكأسِ
دعْنا مِن أَنْبِذَةِ الحُلماتِ نرتشف
طوبى لهذا المساءِ الجميل
في حضرةِ ربٍّ جليل
وتبّاً للزّمانِ الرّديءِ
الذي أجهزَ على عزّةِ الجسدِ
تبّاً لهذا الزّمان
تبّاً للجسدِ العليل
**
نبتون مازلتَ فتياً
يحرسُكَ الموجُ ورقصةُ حوريةٍ خذلَها الأزلُ
هالةٌ مهيبةٌ مِن حولِكَ
كأنكَ رجلٌ لكلِّ النساءِ
نبتون يا سيّدَ الماء
بك عصفَ البحرُ
وليتَهُ لم يفعلْ
فبنا مِن بعدِكَ تاهتْ سّفينة
نحن بحّارتكَ الأوفياء
رجالُكَ الخاسرون
خدّامكَ الأفذاذ نحن
وتلك ندلٌ لن يهدأَ لهنَّ قرارُ
كالفراشِ يدرْنَ ويطعِمْنَ الليلَ رائحةَ الحرثِ
فاحرثْ أرضاً في قاعِ بحرِكَ الأجّاجِ
وطينٌ هو جسدُ السفينةِ
نبتون
وأنتَ جسدٌ بجسدِ الشمسِ يحلُمُ
ظلٌّ بظلالِ القمرِ يطوفُ
وأشواقُ الرّيحِ إنْ هبّت بكَ ما عصفتْ
وبها مِن حولِكَ عصفَ الخلقُ
نبتون أُغنيّةُ الحسناواتِ في بهاءِ النّهارِ
في غلمةِ الصّيفِ
مِنك يُحاذرُ موجٌ
وأمام هيبتِكَ تترنّحُ أساطيلُ الزّمانِ
نبتون
أُسألُكَ عن بحّارةٍ أعرابٍ مِن هنا عَبَروا
مِن هنا مرّوا
هل رأيتَ ؟
في أوّلِ الدّهرِ قطفوا لؤلؤاً ازدهرَ فوقَ الترائبِ
نبتون
اخطفْ ، مِن على ظهرِ ثورٍ للإلهِ زيوس ،
ابنةَ كنعان
وابتنِ بها ليلةً
ثم ابتنِ بها عاماً
ثم ابتنِ بها قرناً
ثم ارتحلْ
فنحن في الظلمةِ احترثْنا جسداً مُزغّباً
وفوق جسدِ أوربا
وشماً وجدْنا كخارطةٍ تائهةٍ في ليل
نبتون
نادمْنا الليلةَ فنحن بلا نساء أو ندمان
ومنّا لم تدن السّفينة

3 ـ 6 ـ 2011 برلين

**



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلونا
- الإيقاع والصورة الشعرية المُشوّهة
- مثلث سراقينيا
- ما قبل اللذّة .. الجزء الثاني - شيوعيون ولكن .. -
- ما قبل اللذّة .. الجزء الأول - شيوعيون ولكن .. -
- الاحتفاء بزمن الانطولوجيا
- نثرتُ الهديلَ
- خذوا أشياءكم
- نصوص للسيد الدكتاتور
- برلين مدينة الكراهية
- في مكان ما
- لن تذبل الوردة
- التمثال والمثّال
- مساء الحكايا
- الخلاسيون رواية
- حديث الكمأة .. رواية صبري هاشم
- كتابي .. الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الثالث
- كتابي .. الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الثاني
- كتابي الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الأول للشاعر صبري ه ...
- تلك الطائرة التي أقلتنا


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - حَيْرَة الآلهة