أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء














المزيد.....

شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الدم کان يقطر بغزارة من على محيا الام اليافعة و شابين کانا يلويان ذراعيها الى الخلف و بضعة رجال آخرين کانوا يقصون شعرها و في بعض الاحيان کان المقص يقص مع الشعر شيئا من فروة رأسها . أما طفلها ذو السنوات الثلاث فکان عليه أن ينظر الى أمه بحسرة و هؤلاء الرجال يستحيونها و يعرونها و يوشمون العلامة النازية على جبهتها و خديها ! هذه الصورة المروعة کان أبطالها من النرويجين و هم يحتفلون غداة أعياد الحرية في شهر مايس عام 1945 حين تحررت من الاحتلال النازي ، أما تلک المرأة فکانت واحدة من اللواتي ضاجعهن الجنود الالمان أيام الاحتلال ورجال النرويج يقتصون الان من هذه المجرمة و يثأرون بإندفاع و حماس و رجولة للشرف النرويجي " الرفيع أيضا " من الاذى الذي لحقه ! الشوارع کانت مزدانة باللافتات و الشعارات الوطنية البراقة و الانخاب کانت تشرب و الولائم کانت تقام على قدم وساق إحتفالا بالحرية التي کان يجب أن تدفع ثمنها کل إمرأة نرويجية ضاجعت النازين . ولم تکن النرويج لوحدها على هذه الحالة الانسانية " المتحضرة جدا جدا " وإنما سبقتها إليها بلد الحريات و الفکر النير " فرنسا " ! فقبل عشرة أشهر من الحدث المأساوي الآنف الذکر شهدت بلاد الثورة الفرنسية و الحريات و العطور أحداث أبشع للنيل من ألوف النساء الفرنسيات اللائي مارسن الحب مع النازين عشية إحتلالهم لفرنسا حيث کانت حفلات قص شعر المتهمات بالنيل من الشرف الفرنسي " الرفيع بالطبع " جارية على قدم و ساق . هذه الممارسات اللاإنسانية و المغالية في قساوتها أثارت الفيلسوف الفرنسي الراحل" جان بول سارتر" الذي لم يتمالک نفسه أمام بشاعتها فقال : هذه الطريقة من تعذيب النساء شئ مخجل و عمل سادي من تلک الاعمال التي جرت ضد النساء أبان العصور الوسطى . لکن هذه الممارسات السادية و المثيرة للإشمئزاز و القرف لم تقتصر على النرويج و فرنسا فقط وإنما تعدتها الى کافة الدول الاوربية الاخرى التي کانت ترزح تحت نير الاحتلال الالماني . إلا أن هذه الاعمال البربرية ترکت آثارا عميقة في الضمير الاوربي الذي صحا أخيرا من نشوة إحتفالاته السادية بتعذيب النساء الاوربيات اللاتي واقعن النازين و أنجبن منهم أطفالا ، خصوصا وأن قسما لايستهان به منهن کن متزوجات من جنود و ضباط ألمان بعد قصص حب و علاقات عاطفية لکن حتى الارتباط الزوجي لم يشفع لهن و شارکن قريناتهن في حفل سقوط القيم الانسانية ! الغريب أن الملايين من الشبان و الرجال الاوربين الذين کانوا يعملون لدى النازين و يقبضون أجورهم و رواتبهم بشکل منتظم ، لم يتعرض لهم أحد من الناس" وکان سعيهم مشکورا" هذه الصحوة الاوربية جاءت عقب نشر أرقام مثيرة حول عدد الاطفال الذين ولدوا من تلک العلاقات الجنسية بين النازين الالمان و الاوربيات حيث کان کما يلي :
100000 الف طفل في فرنسا
50000 الف طفل في هولندا
40000 الف طفل في بلجيکا
10000 الاف طفل في النرويج
6000 طفل في الدانمارک
ورغم ذلک فأن هذا المقطع التأريخي الاسود يظل يلطخ الجبين الاوربي بشکل خاص و الانساني بشکل عام و هي حافز قوي لنا کي نلتفت الى النساء في الشرق و نثير قضية حقوقهن المسلوبة مرة أخرى و نحاول إماطة اللثام عن خفايا الذي حدث و يحدث من إنتهاکات لحقوق النساء قبل أن تجابهنا الارقام المرعبة ، فهل بمقدورنا أن نفعل شيئا ؟

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا

ملاحظة : المعلومات الواردة في المقال تم الحصول عليها من مجلة " دير شبيکل" الامانية العدد 34 في 17 ـ8 ـ1998



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء