أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - راتب عثمان العبيدي














المزيد.....

راتب عثمان العبيدي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لمن لا يعرفه أو لمن نسيه أو لمن لم يكن في سن يسمح له بتذكره اليوم، نعرفه بأنه عثمان علي عبدالحافظ العبيدي شاب ولد في منطقة السفينة بالاعظمية من عائلة فقيرة وهو طالب في الصف الخامس ثانوي يعمل في مخبز بالإضافة إلى دراسته، وفي يوم الاربعاء 31/8 من عام 2005 قام بانقاذ سبعة من زوار الامام الكاظم في ذكرى استشهاده والذين سقطوا في نهر دجلة في حادثة جسر الائمة الشهيرة وعندما اصابه التعب لم يكف عن عمليات الانقاذ فمات غرقاً هو الاّخر، فطار إسمه في اقطار الارض وفي انحاء العراق بخاصة رمزا للفعل الانساني العابر للانتماءات والطوائف وكانت تضحيته العفوية مثار الاعجاب فدبجت عنه القصائد واعتلى اسمه المدارس.
في يوم الثلاثاء 27/12/2011 قرر مجلس الوزراء الموافقة على إحالة موضوع تخصيص راتب تقاعدي لعائلة الشهيد (عثمان علي عبدالحافظ العبيدي) الى اللجنة المركزية لتعويض المتضررين لغرض شموله بالراتب المقرر إضافة الى الإمتيازات الممنوحة في القانون وتقديم مقترح الى مجلس النواب لمنح عائلته راتباً تقاعدياً قدره مليون دينار شهرياً تقديراً لموقف الشهيد الوطني بحسب البيان الحكومي.
تصوروا شهيدا بشهرة عثمان العبيدي يحتاج الى ستة سنوات لاقرار راتبه التقاعدي وقيسوا على ذلك حال عشرات الالاف من ضحايا الارهاب، واذا كان عثمان قد كتبت له الشهادة فان غيره من جرحى ومعاقي الارهاب يعيشون حالا مأساويا بانتظار العناية الحكومية واجراءات الدوائر المترهلة، وكادت تضحية عثمان العبيدي أن تنسى في خضم نهر الضحايا المتدفق منذ سنوات.
تعامل الدولة مع تضحية عثمان العبيدي وجه رسالة اهدار لمعنى التضحية فخلال السنوات الست التي استغرقها راتب عثمان في دهاليز الدوائر وهو لم يخرج بعد للنور، خلال تلك السنوات نهب المحتالون والمزورون والافاقون ونهازو الفرص ومقاولو الاكاذيب واللاعبون على حبال السياسة، مليارات الدولارات وكانت الدولة تراقبهم بعطف بالغ خلال تلك السنوات متجاهلة تضحيات عثمان وامثاله، سواء التضحيات المقصودة كتلك التي قدمها عثمان او التضحيات التي اقتنصها خاطر الارهاب عنوة، انها رسالة تجاهل رسمي لكل تلك التضحيات، رسالة اهدار لمعنى الانسانية وقيمها ورسالة تعطيل لكل فعل انساني تضحوي.
وجاء التذكير بتضحية عثمان العبيدي سهوا متزامنا مع الغاء لتضحيته وتضحيات الاف العراقيين الذين قدموا حياتهم لتجاوز مرحلة الاحتقان ودفع خطر الطائفية عن العراق حيث الشد السياسي الطائفي اليوم في أقصى درجاته تحريضا واصطفافا واستعداء، انه اهدار ثان للتضحية، وشطب لمعنى الحياة الانسانية التي تقدم قربانا من اجل المجموع واستهزاء صارخا بدماء المواطنين سواء من ابناء الاجهزة الامنية والصحوات الذين فارقوا الحياة خلال المواجهة مع الارهاب، أو المواطنين المدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال الفتنة الطائفية.
عمليا وبعيدا عن الرثاء والحسرة، يمكن لحالة عثمان العبيدي وغيره من الشهداء والضحايا أن تكون دافعا لوضع نظام تأمين وتقاعد عام لكل العراقيين تمنعهم من الوقوف على ابواب المسؤولين لاستجداء ثمن عملية جراحية او انتظار محسني الفضائيات من أجل الحصول على ثياب للاطفال او ثلاجة للمنزل التنكي، نظام رعاية يحفظ للعراقين ما تبقى من كرامتهم المهدورة بانتظار المساعدات ودهاليز الدوائر الرسمية المشغولة عنهم بامتيازات رؤسائها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم الاوضاع في عام الحكومة
- إنهيار النزاهة مبنى ومعنى
- الصمت في حضرة السيوف
- الوساطة من دمشق الى ديالى
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - راتب عثمان العبيدي