|
ياليتنا كنا معكم
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هواء في شبك ( يا ليتنا كنا معكم ) تمر علينا في هذه الايام ذكرى خروج الامام الحسين بن علي ( ع ) ، من مدينة جده رسول الله الى العراق ، حيث سجل التاريخ اروع امثلة البطولة والايثار ، ثورة علت بيارقها لتناطح السحاب ، فجرها صوت الحق ضد صوت البغي والتفرد والديكتاتورية في الحكم ، وفي هذا يحكى ان احد الشيوخ ممن يرتقون المنابر ليتكلمون في هذه القضية الكبيرة ، والتي امتدت ابعادها الى كل اتجاه ، ومن جملة مايبتدأ هؤلاء الشيوخ كلامهم به بعد الصلاة على النبي ، قولهم : ( يا ليتنا كنا معكم ، فنفوز فوزا عظيما ) ، وكان هذا الشيخ متمسكا بهذا القول ويقدمه على كل قول ، وكان يكرره في كل عام في استذكار مصيبة الحسين وثورته العظيمة ، وفي احد الاعوام وبعد ان عاد من مجلس قراءته ، وبعد ان استغرق في اسباب الثورة ومسبباتها ، واخذ يكرر قوله : ( ياليتنا كنا معكم ، فنفوز فوزا عظيما ) ، ذهب الى النوم ، فرأى نفسه وجها لوجه مع الحسين ( ع ) ، ومعركة الطف قائمة والحسين وحيدا يطلب نصرة الناصرين ، فقال اهلا بك ياشيخ بيننا هلم جاهد في سبيل اعلاء كلمة الحق ، فقال الشيخ : اود الجهاد معك لكنني لا املك سيفا ، فاعطاه الحسين سيفا صقيلا ، فاحتج الشيخ بانه لايملك جوادا ، فاعطاه الحسين من جياد خيله ، فامتطى الشيخ الجواد ولوح بالسيف وكر هاربا ، عندها ناداه الحسين : ياشيخ انك في هذا العمل نفرت عني الناصر ، واغتصبت جوادا وسيفا كان من الممكن ان اعطيها احدا غيرك ، وهذا بالضبط ما لخصه الشاعر الفرزدق حين التقى الحسين في طريق مكة خارجا من الكوفة ، فقال الحسين : كيف تركت الكوفة خلفك ؟ فقال الفرزدق : الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك ، هذه الثورة الكبيرة التي سدت منافذ التاريخ على مدعي العدل لو قدر لها ان تنجح لاختصرت مراحل تاريخية ، ولاعطت للامة دفعا عظيما باتجاه الاصلاحلات التي كانت في جعبة الامام الحسين ، والتي لم يستطع طرحها لتعرضه للتصفية ، اصلاحلات ربما كانت قد عكست التشرذم باتجاه التوحد الفكري الذي ظل طوال هذه السنين يخوض هذه القضية بتحفظ كبير ، تحت ضغوطات تاريخية ، لم تقل اهمية عن الضغوطات التي واجهها الامام الحسين ، فخرج متخفيا يترقب بعد ان اجبر على البيعة ليزيد بن معاوية ، ولكنه شعر ان المرحلة المقبلة ستكون من اكثر المراحل احتياجا له ولذا قرر الخروج ، للاسف بعض من يتداول قضية الحسين لم يتداولها بشكلها الحضاري ، والتي هي من صميم الحركات الاصلاحية التي نادى بها ثوار كثيرون ، هذا المصطلح عبر عنه الحسين حين عزم على الخروج ، حيث قال : خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ، ولم يكن للسيف اي موقع لديه ، حيث اوضح انه يريد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذي تعرض له الامام الحسين لم يكن غريبا عليه لانه عرف عمق مأساة الناس ، وهو يعلم بعد ان الكثيرين كانوا معه لكن سيوفهم عليه ، وكثيرا ما صرح بذلك حيث قال : ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم مادرت به معايشهم ، فان محصوا بالبلاء ، قل الديانون ) ، واختصر الحسين في هذا زمنه والازمان اللاحقة ، وهانحن من جديد نفتح جراح الحسين امام واقع متردي مليء بالفساد والسرقة ، ولو كان الحسين بيننا لخرج ثائرا من جديد يطالب بالاصلاحات ، لان جزء من ثورة الحسين كانت كما قال : لقد استأثر هؤلاء بالفيء ، اي انهم سرقوا اموال الناس ، وهذا وحده كان مبررا كبيرا للثورة والاصلاح ، كم لدينا الان ممن قلوبهم معك وسيوفهم عليك . عبد الله السكوتي
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلابوش فيدراليه
-
كاسك ياوطن
-
بسمايه تتلولح بالجو
-
هذا الصفه يامصطفى
-
ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه
-
كلاوات
-
حيل هيا جرعه نيا
-
نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها
-
متلازمه من الباب للمحراب
-
حكاية الصقر والديك
-
من فاته اللحم لم يفته المرق
-
لاتكول انهزم كوك
-
امام المايشور ايسمونه ابو الخرك
-
قضيه يامشاهده
-
كوم الله وكومين الطالب ، وكوم الله ايطالب بي طالب
-
بنو ساسان
-
(عرب وين ، طنبوره وين )
-
ثرثرة فوق دجلة
-
الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
-
طير النجر ينصاد من منكاره
المزيد.....
-
بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب
...
-
نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو
...
-
ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا
...
-
الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ
...
-
أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
-
-لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي
...
-
الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي
...
-
السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما
...
-
وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|