أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاتن نور - الطفولة على أعواد المشانق














المزيد.....

الطفولة على أعواد المشانق


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:51
المحور: حقوق الانسان
    


في كل رقعة تقريبا من كوكبنا الأغر والمشع بفن الإرتقاء والقفز بنوعيه المضطرب بلا موازنة وتعجيل مدروس ،والمضطرب بمحاولة موازنة الأيديولوجيات بتعجيل متعصّب يقال انه مدروس، في كل رقعة نجد صورا لتكسيح الطفولة وشنقها ، وهناك أنماط مختلفة لوضع الأطفال على أعواد المشانق تتناسب مع أنماط الصراعات المختلفة التي يعج بها كوكبنا ومنها الصراعات العرقية والطائفية، صراعات التمييز والفصل العنصري.. وصراع الحضارات ووو.. والخ، فهناك مثلا مشانق الشيخوخة المبكرة للطفولة، أطفال بعمرالزهور تراهم قد شاخوا بأعباء العمل المضنية في المناجم من أجل رغيف خبز،أوالعمل في ورشات صيانة المركبات الخفيفة منها والثقيلة ،وأعمال كثيرة قد لا يجرأ الكبارعلى تحمل مشاقها،،وهناك مشانق الفزع والرعب المرتبطة بالحروب والنزاعات المختلفة التي تطرح ملايين من الأطفال في شتى الأنحاء فريسة لمختلف أنواع الصدمات والعقد النفسية المستعصية،مشانق البؤس والفاقة والجوع حد التجلّد والموت ، مشانق المرض بلا غطاء صحي والأوبئة المتفشية بلا سيطرة نهمة وميزانيات سخية لمحاصرتها وشنقها بدلا من أن تشنق الطفولة على أعوادها، وهناك مشانق تجنيد البراءة ومشانق الأمية المستفحلة حيث تترك الطفولة بلا تأهيل ولا تمويل، تترك لتدخل ابواب الجحيم تعصفها رياح الفروسية على مهرة النزاع والتسلط ،وهناك مشانق لها منظمات وعصابات تقوم بالمتاجرة بأجساد ألأطفال في أسواق الاباحة والتسخيراللاأخلاقي لبراءاتهم،هذا اضافة الى مشانق الألغام التي تحصد وتعوق وبالتاكيد للأطفال حصة، وتجارة المخدرات التي يقحم بها الأطفال لأبعاد الشبهة هي ايضا واحدة من المشانق المتربصة لتقويض الطفولة وتخميرها وتخليلها حسب ثنائية العرض والطلب، مشانق بيع الأطفال لأغراض الأستعباد، ووو الكثير من المشانق،، واذا لجئنا الى الأحصائيات حول اعداد الأطفال اللذين يصلبون بمختلف انواع المشانق سنجد أن الأرقام خيالية، فعلى سبيل المثال هناك اكثر من ثلاثين مليون طفل يعانون مختلف اشكال ودرجات الصدمات النفسية خلال العقد الأخير فقط، وهناك اكثر من مليون طفل يتم بيعهم واستعبادهم سنوياً في العالم وتتصدر رومانيا العدد الأكبر من حصة الدول الأوربية في مقاولات بيع الطفولة بلا ثمن احيانا لتجنب نفقات الإعالة، (والجدير بالذكر ان رومانيا تهيأ نفسها للانضمام للاتحاد الاوربي في غضون عامين من الان )، الطفولة مُستباحة بلا قيود ولا رقابة،بالتاكيد هناك منظمات وموؤسسات دولية لرعاية الطفولة والحد من اعواد المشانق المتفاقمة هنا وهناك ومنظمات حقوق الانسان ولكن أين صوت تلك المنظمات وأمكانياتها بالتعجيل لاحتواء ما تفرزه التصدعات من انتهاكات متنوعة بحق الطفولة المنشورة على حبال التحجر للضمير الانساني ،من المسؤول عن قتل البراءة في الاطفال؟ من ينصب تلك المشانق الشرهه للنيل منهم بلا حساب؟ هل المسوؤل دولة أم مجموعة دول؟ نزعة أم مجموعة نزعات؟ فكر معين أم قارورة من الأفكار؟ عصابة أم سيل من العصابات؟ جنوح القوة والترف أم جنوح الضعف والفقر؟ أم هي الحتمية التاريخية لتهاوي المترفين والمتسلطين بلا هوادة فلابد أن تزهق الأرواح وتباع الطفولة وتشنق كناتج عرضي لبداية السقوط في بئر الثروة المحتكرة، عارٌ على جبين الأنسانية أن تنتهك الطفولة مهما كانت الأسباب والمسببات ،عارُ أن نغتال بسمة من على وجه طفل،لتكن الطفولة المحتضنة بكل مقومات الاحتضان مقاساُ لرقي الانسان.

بيرق الطفولة


لاح البيرق المخضّب بلا وتر
لاح بأقدام الزهورالحافية،
بثقلِ الجباه المتعرقّة..
بالبراءة في ورش الكبار الغليظة،
استغاث بالعيون الناعسة بالموت البطيء،
بملح الظمأ..
بشفاهٍ ولدِت لتظمأ وتُزف بفتات المترفين
والجفن الذابل بلا مهدٍ لا يدرك معنى النزاع،
ولا يدرك انه بُيع حين يباع
وجلت البسمة المخذولة..
من نمط العاب الطفولة الحديث،
دويّ الانفجارات امسى العاباً صوتية
رائحة الفحم الرطب هي فرولة الصبيان
والدمى بين ايديهم امست آدمية برائحة شكولاتة الدم
نيران المدافع الزانية بالأفق..
امست العاباً نارية
والتسول رياضة الجري في ملاهي الأرصفة
طفولة معلقة من جذورها بلا تربة
بدولاب العنف تدور..
بأراجيحٍ معلقة بين كسرة خبزٍ وصفعة
الماء الآسن أستحى أن يروي جذور الياسمين..
ولم يستحي الأنسان..
فترك تقرّن السيقان..
بلا اوراقٍ ولا ثمر،
طفل التحضر امسى..
بائعاُ جوّال،
سائقاً وعتّال..
عاملاً في مصانع الازدهار التقني،
اكتسب مهارة التنقيب والتعدين..
بقلم الإمتهان وحبرالجهل والتجاهل
مّن سيأتي بغطاء البركة المزعومة..
ببساط الرحمة الموعودة،
مّن سيمسك الأركان الأربعة لمحميّة الرعاية،
الطفولةُ مركونة على رفوف المشانق،
فمراكب الدفء بأشرعة ٍ مخرومة
ومركب الرحمة الرمزية..
صدأ في بحر الرب المُفترض!



فاتن نور
04/12/11



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه (ماري) ووجه الطاقة في العراق!
- حياء المرأة وأزدواجيّة المعايير
- تعدد الأزواج في ميزان الفضول
- يومٌ للتعرّي والإستلقاء
- حجاب الرجل والمرأة بين الجد والهزل
- نحنُ الحُثالة
- اللاإنصياع قد يأتي بالمفيد
- فقاعاتٌ ملوّنة بالبساطة
- نداءٌ للدعارة بالطفولة!.. صدقٌ أم زيف؟
- الإثارة والتحدي.. هل تُنهي مشكلة؟
- (كمّ ٌمن ألوانِ ( كما
- إختزانٌ بلا توقف
- مغامرة مع (راسبوتين ) وقلمي
- لا زالَ حلماً
- لنسترخي بين الشمس والظل
- فائضُ إفرازات الواقع وغرابة ُالأحلام
- جنرالاتٌ تزيدنى غباءاً
- (محاورة ساخرة عند (شانيدار
- أنا الانسان..لكن مَنْ أنا؟
- رحيلٌ بطنين ٍبلاعسل


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاتن نور - الطفولة على أعواد المشانق