أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟














المزيد.....

حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:14
المحور: القضية الكردية
    


من المؤسف حقا ان تضطر الجماعات السكانيه في العراق لتأسيس احزاب خاصه، لأن ذلك يعنى ان المجتمع غير قادر على حمايتها او صيانة الحد الادنى من حقوقها، او ان اخلاق النخب السياسيه السائده هي في حالة من المرض تمنعها من الوقوف الى جانب متطلبات البقاء، للضعيف القليل الحيله.
ما الحل اذا واقدام الاخوه الكبار تدوس دون انتباه رؤوس الصغار.
اعتقد البعض، وانا منهم، ان كون الاكراد الفيليه شيعه يجعلهم الفئه الوحيده التي تنتمي طائفيا وعرقيا الى الاغلبيه، والتي تتجاوز الثمانين بالمئه من الشعب العراقي، بشيعته وكرده، وانهم محسودون والحال هذه لان اسمهم صار رمزا للتعايش والوحده العراقيه التي ينادي بها الكثير من رموز النخبه المثقفه، ولكن الحقيقه ان هذا التزاوج القومي الديني كان على الدوام عقيما، ولم ينجب سوى المزيد من العقم و الخذلان بحيث اصبحت هذه الفئه هي الاكثر غربة في وطنها، وربما الوحيده المشكك بمواطنتها، واذا كان النظام السابق قد اسقط الجنسيه العراقيه عن نصفها، وهذه جريمه تقود صدام حسين –لو كانت هناك عداله- الى حتفه، فان عهد الحريه الجديد لم يعيدها، ومن يدري فربما لن يتم فتح السجلات المرقنه ولا تجاوز عقده التبعيه التي تفتقت عنها عبقريه النظام الحقوقي البعثي، وربما لن تعاد الاموال التي سلبت من العوائل المنكوبه بالتهجير، ولم تذكر في عداد التعويضات للمتضررين، وقد لا تعود الدور التي صودرت وصار لها مالكون جدد يستفتون بشرعية اغتصابها من بعض "العلماء" من ذوي التربيه البعثيه الكلاسيكيه التي تؤمن بعقلية الغزو والغنيمه، ومن يدري فقد لا تفسح الدوله العراقيه الجديده مجالا للعوده، للعوائل التي مازالت تجلس على حقائبها منذ عام ونصف بانتظار الرجوع، ومن يستمع لنصائح الوزيره باسكال ورده، وزيرة المهجرين والمهاجرين تخنقه غيمة التشاؤم التي تسحبها على سماء العراق.

النخب السياسيه مشرذمه في العراق، ولم تستطع افراز هيكليه سليمه تعتمد عليها الفئات المهمشه، الاحزاب الشيعيه الدينيه منها تكاد تكون حوزويه بحته، والليبراليه تائهه في خضم تأسيس نخبه شيعيه تكون وجها "مقبولا" للطائفه، والحركه بمجملها تائهه في تصنيف المواطن بين الاحقيه حسب درجة التزامه الديني بما يشبه مدرسه الدعوه والمجلس الاعلى، او الانتماء الطائفي المدني الطابع من القطب الاخر المتمثل بقيادة الجلبي واياد علاوي تركزان كلاهما على عمليه التغيير بعيد المدى في هرم السلطه الذي احتكرت قمته الطائفه السنيه منذ تشكيل العراق عام 1921 الى عام التغيير في 2003.
القوى الكورديه تتسامى عن القومي الى الوطني باعتبار ان نضالها من اجل ضمان حقوق الانسان في الوطن الكوردستاني الذي هو ليس ملكا للاكراد وحدهم، بل لجميع القوميات التي تعيش في كنفه من عرب وتركمان واشوريين وكلدان، وتجد نفسها بعيدة بعض الشيئ، جغرافيا على الاقل عن الاكراد الفيليه خارج حدود الوطن، في محافظات بغداد وواسط وغيرها.
القوى الوطنيه من امميه وليبراليه وحتى الحركات الملكيه، والتي تخاطب العراقي بصفته مواطنا بغض النظر عن حلقات انتماءه الاخرى لم تبدي اي رغبه في الدفاع عن حق الحياة للفئه الاكثر تضررا ولم نسمع عن دعوه موجهه للحكومه او لمغتصبي الدور لاعادتها الى اصحابها الاصليين، وهو اقل ما يمكن فعله.

اذا لم تنصف التشكيله السياسيه الجديده في العراق الاكراد الفيليه، ولم تجد هذه الفئه المنكوبه حلا سوى الانكماش فان ذلك يعد مؤشرا مرعبا للوضع المزري الذي تعيشه البلاد، قد ترى جماهير الفرات الاوسط نفسها في المأزق الفيلي ولا تجد بدا من تبني تنظيماتها الخاصه، وقد يعلن عن تشكيل احزاب بصريه اذا ما عجز النظام السياسي في العراق عن استيعاب الخصوصيات الذاتيه، واخرى انباريه وميسانيه. وقد تنشأ او تقوى الاحزاب التركمانيه الحقيقيه غير تلك التي تفصّـلها انقره على مقاس مصالحها.

اتخاذ الجماعات لاحزابها السياسيه الخاصه كمراجع نهائيه يشكل سابقه لا تكاد تراها في الدول المتطوره والتي تعتمد على سلطة القانون، واحترام حق المواطنه. والاحزاب، على خلاف التجمعات والاتحادات الثقافيه تمثل السلاح الابرز الذي تشهره الطبقات المتصارعه على السلطه، وهي في المجتمعات الممزقه، او المهدده بالتمزق تمثل حكومات شبه معلنه.

ولكن ماالحل والحال هذه، وقد اصبحت ابسط الحقوق واكثرها بديهيه في عالم اليوم مثل حق الجنسيه، واسترداد الدار المصادره، او العثور على قبور الاطفال الذي احتجزوا لاجراء التجارب على الغازات السامه مجرد احلام؟ ما الحل واقدام الاخوه الكبار ما تزال تدوس بالبساطيل على رؤوس الصغار.
المجموعات الاثنيه والقبليه يجب ان تمثل نفسها بمنتديات واتحادات ثقافيه وفولكلوريه وليست احزاب سياسيه، الا ان الوضع الاستثنائي في العراق وخصوصية الحالة التي يعيشها الفيليون تضفي على مطاليبهم بما فيها حق تأسيس حزب سياسي حلة انسانيه، وتكون واجبا وطنيا عراقيا على كل المثقفين من العرب والاكراد مساندته.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحب القتل؟
- شيخوخة الفكر القومي
- ما بين مقتدى الصدر وكاظم الساهر
- انتخاب رئيسان
- كركوك .. السؤال الغريب
- لكي لا تتحول الحوار المتمدن الى كتابات
- فضائيةايلاف، حشوة جديده للذهن العربي
- شرق اوسط .. حقنه
- سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق
- بيوت المهجرين .. ورمضان
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
- الاروهابيون
- المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
- المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟