اكذوبة الفقهاء الاعلام في ثوابت الاسلام – مقال رقم 2- تكملة

نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لقد بينا في المقال رقم - 1- ان كل من يقرأ عبارة (( ثوابت الاسلام )) يتبادر الى ذهنه ان معنى((ثوابت الاسلام )) هذه هو انها اوامر ربانية وردت في القران الكريم .. وان هذا المعنى لثوابت الاسلام ينطبع في ذات كل من يقرأ عبارة (( ثوابت الاسلام)) سواء كان مسلما او غير مسلم .
ولكن عندما يطلع القاريء على تفاصيل (( ثوابت الاسلام )) التي سطرها فقهاء الاسلام بتاليف مقصود فان القاريء سيصاب بصدمة عندما يكتشف ان ثوابت الاسلام هذه لاعلاقة لها باوامر الله .. انما هي توجيهات مفبركة لدفع المسلمين البسطاء للايمان بالفقهاء واقوالهم وليس للايمان بالاسلام .
وقد بينت ان الفقرة الاولى من (( ثوابت الاسلام )) التي سطرها الفقهاء هي تبدأ بكلمة (( الاعتقاد )) .. وان الاعتقاد ليس اجراء ربانيا .. ولا هو امر ثابت مثل كلام الله .. بل هو اجراء بشري ..وهو قابل للتغيير .. عكس كلام الله سبحانه الذي لا يقبل التغيير .. وبهذا فقد سقط الشرط الاول من شروط ثوابت الاسلام التي سطرها الفقهاء دون سند رباني .
وقد كان شرط الفقهاء الثاني في (( ثوابت الاسلام )) هو حجية السنة وانها بمنزلة القران .. وقد بينت انا ان هذا الشرط هو تسلل من الفقهاء لحرف المسلمين البسطاء عن الاسلام وتوجيههم للولاء الى الفقهاء .. وذلك لان سندهم في هذا الشرط هو انهم قد ادخلوا فيه الاية رقم 80 من سورة النساء والتي فيها (( من يطع الرسول فقد اطاع الله )) .. وهنا انا كاتب المقال قد بينت ان المطلوب باوامر الله اطاعة الرسول وليست اطاعة اصحاب الرسول او من بعدهم من المسلمين .. وان اطاعة الرسول تاتي عبر تنفيذ ما يقوله الرسول حصرا وليس ما يدعيه اصحاب الرسول او غيرهم من ان هذا القول قد قاله الرسول .. كما انني كاتب هذا المقال قد بينت ايضا ان الاحاديث النبوية الشريفة (( اي اقوال الرسول )) لا يمكن الاعتماد عليها الا اذا طابقت كلام الله سبحانه وتعالى .. ((وما ينطق عن الهوى الا وحي يوحى)) .. اما بقية اقوال الرسول والتي الاف منها تكذبها الطائفة الشيعية .. والاف اخرى تكذبها الطائفة السنية .. وان هذه الالاف وتلك الالاف لكونهما لا تتطابقان فيما بينهما ولا تتطابقان مع كلام الله سبحانه فانهما مرفوضتان جملة وتفصيلا الا اذا كان البعض منها يات من باب الحكمة التي تخدم الاسلام والمسلمين وبقية خلق الله .. وقد اعتبرت انا ان هذه الفقرة رقم -2- هي دسيسة من الفقهاء السنة لدفع المسلمين للولاء الى الفقهاء حصرا وليس للاسلام .
ثم بينت ايضا في الشرط او الفقرة رقم -3- التي اوردها الفقهاء مما يدعونه بـ (( ثوابت الاسلام )) فانهم قد اوردوا في هذا الشرط النص التالي (( الايمان بعدالة اصحاب رسول الله وامانتهم وانهم النموذج الذي يجب ان يحتذى في الدين ....الخ )) .. وانا كاتب هذا المقال قد بينت ان الحيلة بدأت تنكشف وان (( الشمس طلعت على الحرامية )) .. اذ ليس من ثوابت الاسلام الايمان بعدالة اصحاب الرسول ولا اي بشر غيرهم .. لان الايمان يعني التصديق المطلق بلا دليل .. وهنا لا يجوز في اي دين رباني ان يؤمن الفرد بالفقيه لانه اي (( الفقيه )) بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة .. وان الفقهاء جميعا بشر غير معصومين ولا يجوز الايمان المطلق الا بعدالة الله سبحانه وتعالى وبعدالة الرسول (ص) وليس الايمان باصحاب الرسول او غيرهم .
اما الفقرات الباقية التي وردت فيما سطره الفقهاء من صياغة هشة لبدعة (( ثوابت الاسلام )) التي ابتدعوها .. والتي لم يرد عنها شيء في القران الكريم .. فانها قد جاءت فقرات ركيكة لا تتجاوز حدود السرد الانشائي الخالي من الوضوح والاسانيد .. والذي ماهو الا مغالطات وايهامات للتشويش على المسلمين البسطاء .. ودفعهم للولاء الى الفقهاء والانحراف عن الدين الاسلامي الحق الذي انزله الله سبحانه على رسوله الامين (ص) .. فقد وردت الفقرة الرابعة كما نص عليها الفقهاء وهي :-

رابعا- (( والاعتقاد بفضل آل بيت النبي (ص) وانزالهم منزلتهم وانهم كانوا مع القران لم يفارقوه ))

وانا كاتب هذا المقال اقول .. ان هذا كلام هراء ومغالطة مكشوفة لا تخدع الا البسطاء من المسلمين .. فالاعتقاد بفضل آل بيت النبي (ص) او غيرهم هي عبارة قد صاغها فقهاء السنة للتلميح بانهم ليسوا اعداء لفقهاء الشيعة .. وهذا امر غير صحيح .. ففقهاء السنة وفقهاء الشيعة اعداء لبعض .. وعداوتهم هذه هي مصدر رزقهم ومصدر علو منزلتهم الاجتماعية .. فهم يعتاشون على عداوتهم هذه وعلى تفرقة المسلمين وتخليفهم .
اما قولهم في نفس هذا الشرط بانه يجب انزال آل البيت منزلتهم .. فان هذه عبارة لا معنى لها .. لانهم لم يذكروا ما هي منزلتهم .. فهل هي منزلة جيدة سامية ؟.. ام انها منزلة عكس ذلك ؟.. وبهذا فهي عبارة للمغالطة ايضا ولم يرد عنها شيء في القران الكريم .
اما قول الفقهاء ايضا في نفس هذه الفقرة رقم -4- عن آل البيت .. بانهم كانوا مع القران لم يفارقوه .. فانها ايضا عبارة لا تقدم ولا تؤخر .. فهو امر معلوم عند كل المسلمين منذ صدر الاسلام والى يومنا هذا .. وان فقهاءنا بهذه العبارة يقصدون الحشو والتمويه والمغالطة .

وقد جاءت فقرتهم او شرطهم الخامس بالنص التالي :-خامسا- (( وجوب الموالاة بين اهل الاسلام جميعا ووجوب المعاداة والبراءة من الكفار جميعا ولو كانو من الاباء والاخوان ))

وانا كاتب هذا المقال اقول .. ان هذا كلام بشري ركيك يدعو الى السخرية منه .. فماذا تراه انت ياقارئي الكريم ؟.

وقدجاءت فقرتهم السادسة في ثوابت الاسلام بالنص التالي :-
سادسا – (( والاعتقاد بفضل الامة الاسلامية على جميع امم الهداية ووجوب قيامهم بما كلفهم الله به }} كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله / آل عمران /110 {{ .. وانا كاتب هذا المقال اقول .. ان هذه حيلة من الفقهاء ان يدرجوا هذه الاية الكريمة رقم 110 من سورة آل عمران .. لان هذه الاية التي مطلعها (( كنتم خير امة اخرجت للناس ....الخ )) هي لا تخص مخاطبة المسلمين .. وهنا ياسادتي القراء الكرام .. ادعوكم لقراءة سورة آل عمران في القران الكريم كاملة حيث ستجدون ان المخاطب بهذه الاية (( كنتم خير امة اخرجت للناس .. الخ )) هم اهل الكتاب من غير المسلمين .. واضافة الى هذا اود ان ابين ما يلي .. وهو ان كلمة ((كنتم)) تشير الى الماضي .. وان هذا الماضي هو الذي كان قبل نزول هذه الاية الكريمة .. وان هذه الاية الكريمة عندما انزلت لم يكن الدين الاسلامي قد اكتمل بعد ولم يكن للمسلمين ماضي .. ولم يكن الرسول (ص) قد انبأ الناس بكل الدين الاسلامي .. وعليه فان المقصود بكلام الله (( كنتم خير امة )) ليس هم الصحابة او الفقهاء او غيرهم من المسلمين .. انما المقصود بكلام الله هذا هو امم من عباد الله السابقين الذين يدينون باديان اخرى من اديان الله سبحانه .. وقد وجدوا قبل ظهور الاسلام .. واود ان اضيف انه بالاضافة الى ان درج هذه الاية في فقرة (( ثوابت الاسلام )) التي ابتكرها الفقهاء هو درج احتيالي وليس في محله ولا علاقة له بثوابت الاسلام .. فان هذه الفقرة رقم -6- ايضا تبدأ بكلمة (( اعتقاد )) .. والاعتقاد كما اسلفت سلوك هو بشري وقابل للتغيير وغير ثابت مثل كلام الله .
وقد جاءت الفقرات او الشروط التي ابتكرها الفقهاء والتي تحمل التسلسلات 7 و 8 و9 و 10 جميعها ((اي هذه الفقرات )) تحمل كلاما مسطرا لا معنى له ويحث على الاعتقاد ولا يحمل اوامر ربانية .. اما الفقرة رقم -11- فانها قد جاءت تناقض كلام الفقهاء انفسهم في هذه الثوابت المختلقة الركيكة .. وسامر بك ياسيدي القاريء الكريم على الفقرات بشكل مختصر ولكنه يفي بتسليط الضوء على بشرية هذه الثوابت وليست ربانية هذه الثوايت واليك التفاصيل :-

الفقرة رقم-7- تقول :- (( الاعتقاد بعالمية رسالة الاسلام ...الخ )) وانا اقول عدنا الى الاعتقاد البشري بعيدا عن الاوامر الربانية .

الفقرة رقم-8- تقول :- (( الاعتقاد ان غاية الرسالة المحمدية هي تعبيد الناس لله سبحانه .. الخ )) .. وهنا ايضا هو كلام للحشو ولا معنى له .. لانه يامر بالاعتقاد .. وان الاعتقاد امر بشري وقابل للتغيير .. وغير ثابت مثل اوامر الله .

والفقرة رقم -9- تقول (( الاعتقاد ان الاسلام جاء ليهذب النفوس ويزكيها .. الخ )) .. وانا اقول ايضا .. ان هذه الفقرة حشو لا معنى له وهي كسابقاتها بشرية وليست ربانية .

اما الفقرة رقم -10 – فهي تقول .. (( وكذلك وجوب الاعتقاد بشرف اللغة العربية لنزول القران بها .... الخ )) .. وانا اقول ايضا .. هذا هراء لا معنى له وهو ليس من ثوابت الاسلام انما هو من اختلاق الفقهاء لحرف المسلمين عن الاسلام من اجل الايمان بالفقهاء والتسليم بما يقوله الفقهاء .

اما الفقرة -11- من هذه الثوابت المختلقة ياسادتي القراء الكرام فانها قد جاءت لتناقض فقرات سبقتها في نفس الثوابت وتناقض نفسها ايضا .. فهي اي الفقرة رقم -11- تقول .. (( يجب الاعتقاد انه لا عصمة لاحد من خطأ بعد رسول الله (ص) ...... وانه لا بصيرة ..... الا باجتهاد اهل العلم الذين ينزلون ايات القران منازلها.... الخ )) .

وانا اقول .. ما هذا الكلام المتضارب فيما بينه ؟ .. فكيف لا عصمة لاحد من خطأ بعد الرسول .. وبنفس الوقت لا بصيرة الا للعلماء ؟.. اليست هذه دسيسة والتفاف على الاسلام وعلى كلام الله وحرف المسلمين عن الاسلام ودفعهم للولاء للفقهاء فقط ؟؟؟.
انني اترك تقدير ذلك للقراء الكرام ليحكموا ان كان كلام الله دائما واضح وثابت وغير متناقض .. ام هو (( اي كلام الله))هكذا متناقض مثلما اورده فقهاؤنا الاعزاء هداهم الله واصلح انفسهم وافكارهم .. ووحد اقوالهم فيما بينها ووحد اقوالهم المفيدة بافعالهم .
اننا لا نعبد الفقهاء .. فاذا كنا نحترمهم لما يقدمونه من خير للمسلمين وبقية خلق الله .. فاننا نحاججهم لاخطائهم لانهم بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة .
اننا نعبد الله وحده سبحانه وعلا .. فهو خالقنا وخالق الفقهاء.. وخالق كل شيء في الحياة الدنيا والاخرة .. وهو الاعز والاعدل الذي لا يخطىء .. اما فقهاؤنا الاعزاء هداهم الله .. فهم بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة .. وان ما اوردوه في ثوابت الاسلام التي ابتكروها لا يخدم الاسلام ولا المسلمين .. انما يخدمهم .. ويخدم معهم سلاطين المسلمين .. ويخدم اعداء الاسلام والمسلمين .. ولهذا فنحن المسلمون قد اصبحنا خلف خلف البشرية جمعاء بفضل المقصود وغير المقصود من اخطاء الفقهاء .
رحماك ربنا .. ونسالك الهداية لنا وللفقهاء ولخلقك اجمعين .. انك ارحم الراحمين .

#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات