علماء الدين ام اعمياء الدين – 19 – اجابتي على تعليق د. عصام

نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

علماء الدين ام اعمياء الدين – 19 – اجابتي على تعليق د. عصام

وردني تعليق على مقالي الذي يحمل عنوان (( صدق الله وكذب المفسرون )) ويحمل الرقم – 18 – من سلسلة ((علماء الدين ام اعمياء الدين )) وكان التعليق صادر عن قريبي العزيز الدكتور عصام .. وان د. عصام هذا هو بروفسورا في العلوم الدنيوية .. وقد حصل على هذه المنزلة العلمية العالية من اوربا اي من البلد الذي يسميه الفقهاء (( بلد الكفار )) وانا اخالفهم بذلك .. وكذلك ان دكتورنا عصام العزيز هذا قد منح علومه الدنيوية التي حصل عليها من بلد الكفار .. نعم قد منح هذه العلوم الى اولاد الكفار وغير الكفار عند تدريسه لسنين طويلة في جامعات بلد الكفار .
ونظرا لمعرفتي القريبة جدا بالدكتور عصام منذ طفولته حيث انني اكبر منه سنا فانني امنحه منزلة بروفسورا في العلوم الدينية (( سواء جاز لي ذلك ام لم يجز )) لانه يتكلم عن ذات مستقلة ولم يحترف الدين .. وكذلك لانني عن ثقة ودراية اقول انه ان لم يكن خير من عرفتهم من المسلمين المؤمنين فهو من خير من عرفتهم من المسلمين المؤمنين .. ولا تستغرب ياقارئي العزيز فانه وقد اصبح له احفاد حاليا فهو لم يقل لاحد من والديه ((أف)) ولم ينهرهما .. كما اني لم اره طيلة حياتي منفعلا او متهورا بوجه احد او حيال قضية ما وان الابتسامة لا تغيب عن وجهه .. ولذلك فقد جاء تعليقه غنيا ومحترما بما اوافقه عليه وبما لا اوافقه عليه فهو هكذا دائما يقبل النقد مهما قسى ويقدم النقد باقصى ما يمكنه من التروي والتبسيط .. فشكرا لك ياعزيزي عصام واليك اجابتي على تعليقك .
بما ان تعليقك قد جاء في فقرات اربعة رئيسية غير مختصرة فانني ساقتطع منها الاهم الذي يخدم صلب موضوع النقد والتحليل واجيب عليها .
لقد قلت انت في الفقرة اولا من تعليقك ما يلي :- اعجبني جوابك على التعليق رقم -3- وكان جوابك جميلا حيث ارجعته الى الفقهاء وكذلك علقت بان الجنة لمن يستحقها سواء من الذكور او الاناث .
وانا اجيبك على هذه الفقرة بتقديم شكري وتثميني لاعجابك واقول لك انك قد اغفلت او تجاهلت جملة مهمة بحق الفقهاء الذين ذكرتهم انا في جوابي على التعليق رقم -3- .. وهذه الجملة ياعزيزي عصام هي انني حين ارجعت الجواب الى الفقهاء قلت (( ان كانوا يفقهون )) وبهذه العبارة فانني قد نفيت عن الفقهاء صفة القدسية او العصمة .. فان كان جواب الفقهاء معقولا ومسنودا ويخدم السائل وغير السائل مثلما يخدم الدين الاسلامي فانني قد اتبناه .. اما لو كان العكس فاني سارجع عليهم به محاورا ومحاججا ومعترضا وربما مكذبا او واصفا اياهم باوصاف اراها مناسبة لما يقولون لانهم بشر مثلي ومثل غيري عرضة للخطأ والخطيئة .

وقد ورد في الفقرة ثانيا من تعليقك ما يلي :- لم يعجبني هجومك السريع دون تثبت على المفسرين وهم اعلم مني ومنك في اللغة العربية والتفسير .
وتعليقي على هذا هو انني لكونهم من كبار المفسرين .. ولكونهم قد اختلقوا معنى لجملة (( في شغل فاكهون )) لا وجود له في قاموس اي عربي على الكرة الارضية .. فانني قد اعتبرتهم محرفون .. او كاذبون .. او كحد ادنى مخطئون .. ولا اعتقد انك تؤيد او تكون قد سمعت من غير الفقهاء بان عبارة (( في شغل فاكهون )) تعني مشغولون بافتضاض البكارى .. اما بما يخص قولك ياعزيزي عصام بان المفسرين اعلم مني ومنك في اللغة والتفسير فانني اقر انهم اعلم مني باللغة والتفسير ولكنني لا اقر انهم اعلم منك بالتفسير كحد ادنى لو تجاوزنا اللغة .. اما موقفي منهم من اللغة والتفسير فانني لست في سباق معهم للتفوق عليهم انما انا ادين اخطاءهم او تحريفاتهم مما يقولون هم او يكتبون ولست احاججهم على اللغة والتفسير .. وحتى لو كانوا اعلم مني ومن غيري باللغة والتفسير فان هذا لا يجعل كلامهم في مستوى كلام الله يسلم به ولا يناقشون عليه .. واود ان اعيد هنا الى الاذهان ان الله قد قال مرارا في كتابه العزيز انه قد انزله قرانا عربيا لقوم يعلمون .. وقرانا مفصلا .. وقرانا بينا .. وعليه لا نحتاج الى الفقهاء ولا الى قواعد اللغة العربية التي وضعها لنا الاعاجم من الفرس بعد قرون من نزول القران الكريم .. وبهذه المناسبة ايضا فانني اعتبر من يدعي بوجود اخطاء نحوية في القران الكريم انما هي ليست اخطاء من عند الله .. بل هي هكذا كانت اللغة في حينه بلا قواعد ولا انضباط بل هدفها ايصال الفكرة فقط .. وربما تكون اخطاء بشرية قد تسربت بين كلمات الله والله وحده اعلم .
وقد ورد في تعليقك في الفقرة ثالثا ما يفيد ان المفسرون قد فسروا كلمة (( فاكهون )) بما يعني منشغلون بفض الابكار وان هذا المعنى قد نقلوه عن الصحابة والصحابة (( ربما )) قد سمعوه من رسول الله (ص) .. وهنا لابد لي ياعزيزي عصام ان الفت الانتباه الى انك قلت (( ربما )) قد سمعوه من رسول الله (ص) .. ولتعلم ياعزيزي ان (( ربما )) هذه بحد ذاتها هي تصلح ان نقول (( ربما سمعوه عن رسول الله )) و ((ربما قد ابتكروه )) او ((ربما قد اخطأوا بهذا التفسير )) .. وكذلك يمكننا ان نقول (( ربما قد يكونوا اخطأوا عن قصد )) و ((ربما عن غير قصد )) فالله وحده اعلم .. اما انا فاقول لهم ان ((فاكهون)) لا تعني منشغلون بفض الابكار عند اي عربي خلقه الله الا اذا كان قد نقلها عنكم .
وقد ورد في الفقرة رابعا من تعليقك نص رايك في قولك التالي :- رايي يجب ان لا نقيس مشاعرنا وامكانياتنا المتوفرة لنا في هذه الدنيا عن النعيم الذي سيكون في الجنة لان الجنة ليست هي الدنيا وهو امر غيبي يؤمن بها كل مسلم .
وانا اجيبك على هذا ياعزيزي عصام بانني اؤيدك بثقة ان لا نقيس مشاعرنا وامكانياتنا المتوفرة في الدنيا على النعيم الذي سيكون في الجنة لان الجنة امر غيبي .. وانا ياعزيزي كما تعلم وكما سبق ان قلت مرارا في حواراتنا انني لا اناقش الامور الغيبية لكونها تخضع للايمان الفردي وحده .. اما قولك ياعزيزي بان الجنة امر غيبي يؤمن بها كل مسلم فانني اخالف رايك المحترم هذا واقول لك لا انت ولا انا ولا غيرنا يحق لنا ان نقول ان الجنة يؤمن بها كل مسلم .. ولا يحق لاي فرد ان يجزم بايمان احد بالجنة او بالغيبيات لان الغيبيات في ديننا وفي كل الاديان والمعتقدات دون استثناء هي تخضع للقناعة الذاتية فقط وبدون دليل كما سبق ان اسلفت مرارا .
انا في الوقت الذي اكرر شكري لك على تعليقك الغني المحترم هذا .. فانني ابثك محبتي واتمنى عليك ان تواصل انتقاداتك .. فانك ذو علم ديني غزير واطلاع واسع .. وان فيما تطرح من اراء يكون فيها فائدة كبيرة للمسلمين وغير المسلمين حتى وان كنت تفند بها كل اقوالي وقناعاتي فانه تسعدني طروحاتك .
وختاما ارجوان يتذكر الجميع ان الفقهاء مهما بلغت منزلتهم الدينية فهم بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة .. ونحن لا نعبد الفقهاء انما نعبد الله وحده فهو الذي لا يخطىء .. ارجو من الله الهداية لنا ولكم وللفقهاء ولجميع خلق الله

نهاد كامل محمود

#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل