علماء الدين ام اعمياء الدين – 17 – وباء اسمه الفقهاء

نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

علماء الدين ام اعمياء الدين – 17 – وباء اسمه الفقهاء

ديننا الاسلامي سليما معافا لا تشوبه شائبة وليس فيه تناقضا .. ولا ظلما .. ولا عدوانية .. لانه كلام الخالق وتبليغ الرسول وهو لا دين من بعده .. وهو منهج قد ارتضاه الله سبحانه وتعالى للبشرية وتعهد بحفظه هو بذاته الجليلة ولم يخول احدا غيره باجراء تعديل او حذف او اضافة عليه .. فهو دين من عند الله متكامل لا نقص فيه .. اما ان وجدت بعض الشوائب او الشبهات فهي ليست من عند الله سبحانه ولا من عند رسوله (ص) .. انما هي اخطاء بشرية قد تسربت الى ديننا بقصد او بدون قصد فالله وحده اعلم بذلك .
لقد اورد الله سبحانه في كتابه العزيز ايات كثيرة تؤكد ان القران الكريم واضحا ومفصلا وعربيا .. ولم يرد في القران الكريم ما يمجد الفقهاء او يخصهم بامتياز اطلاقا .. انما قد يكون العكس صحيحا .. فقد ورد في كتاب الله في الاية رقم 28 من سورة فاطر ما يلي :-

(( انما يخشى الله من عباده العلماء ))

وهذه حقيقة قد كشفها الله لنا قبل ان تكشفها لنا الايام .. فقد تناهش علماؤنا الاشاوس ديننا الاسلامي فيما بينهم بعد وفاة الرسول (ص) .. فمزقوه ومزقونا ايضا .. وحرفوا وحذفوا واضافوا .. ونسخوا ومسخوا ما شاء لهم من كلام الله بما يخدم اهواءهم وعدوانيتهم ومصالحهم .. وصيروا انفسهم بذلك بدلاء عن الله سبحانه وعن الرسول (ص) .
وحتى ان الاية الكريمة اعلاه والقائلة (( انما يخشى الله من عباده العلماء )) .. فقد حرفوها عندما استحوذوا على ديننا .. وقالوا ان هذه الاية تـُقرأ بفتح كلمة ((اللهَ )) وضم كلمة (( العلماءُ )) .. اي انهم قد اعتبروا ان كلمة (( اللهَ )) مفعول به .. وان كلمة (( العلماءُ )) فاعل .. فاصبح معنى هذه الاية بعد تحويرهم لها .. اصبح هو ان العلماءُ هم الذين يخشون اللهَ .. وهذا كلام مزيف من قبل الفقهاء .. ولا ينطبق على المفاهيم الاسلامية والتي تفيد ان جميع المؤمنين يخشون الله .. وليست خشية الله تخص العلماء فقط او للعلماء خصوصية في خشيتهم لله سبحانه .
وقد ورد في كلام الله سبحانه ما يفيد وبوضوح تام الى عدم حاجة المسلم العربي الى اي فقيه او متخصص في الدين .. وذلك لكون كلام الله ورسوله .. كلاما عربيا .. وكلاما مفصلا ..وكلاما واضحا وسهلا ومفهوما .. فمن اياته بهذا الخصوص على سبيل المثال لا الحصر هو ما يلي :-

(( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) النحل /89

وواضح من هذه الاية الكريمة ان كتاب الله سبحانه هو الذي يبين لنا كل شيء وليس الفقهاء او العلماء او من يسمون انفسهم رجال الدين .. فاذا كان الله قد حسم في كتابه تبيان كل شيء .. فماذا بعد ذلك حاجتنا لتبيان الفقهاء او من يسمون انفسهم علماء ؟.
وكذلك من اياته التي تشير بمنتهى الوضوح ان كلام الله مفصل لقوم يعلمون معانيه دون توسط فقيه او عالم او متطفل .. نعم من اياته بهذا الخصوص ايضا هي الاية الكريمة رقم 41 من سورة (( فصلت )) والتي ورد فيها ما يلي :-

(( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته قرانا عربيا لقوم يعلمون ... الخ ))

فاين موقع الفقهاء من كلام الله الواضح والمفصل باللغة العربية لقوم لغتهم هي العربية ؟.. وماذا يفصلون في اياته المفصلة لقوم وهم يعلمونها حسبما ورد في كلام الله ؟.
اليسوا هؤلاء الفقهاء متطفلون ومتجاوزون ومستحوذون على ديننا ؟.
من اين جاءهم التخصص بكلام الله سبحانه وتعالى ؟.
اليسوا هم مثلنا مسلمون يقرؤون كلام الله ويؤدون فرائض ديننا حسب كلام الله سبحانه ؟.
من اين جاءهم حق نسخ الايات الرحمانية واعتبارها ملغية بحكم الايات الحربية التي نزلت لضروف وقتية ؟.
هل انتم اعمياء ام ادعياء يامن تدعون بهتانا انكم علماء ؟.
نعم هل انتم اعمياء عن الاية الكريمة رقم 106 من سورة البقرة والتي هي مايلي :_

(( ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها ))

اليس هذا كلام الله الذي خص به ذاته فقط ؟.
فكيف يحق لكم النسخ والمسخ في كلام الله عز وجل ؟.
الم تمر امام عيونكم الاية الكريمة رقم 39 من سورة الرعد والتي هي ما يلي :-

(( يمحو الله ويثبت وعنده ام الكتاب ))

اليس هذا كلام الله الذي خص به ذاته فقط ؟.
فمن اين جاءكم حق المحو والتثبيت في ام الكتاب ياسادتي الفقهاء ؟.. اهو التهاء من عندكم ام تحريفا ام هراء ؟.
الستم بتفسيراتكم .. وتناقضاتكم .. وصراعاتكم من اجل توسيع سلطانكم .. قد مزقتم ديننا .. ومزقتمونا .. وجعلتمونا اذلة بعد عز .. ومنبوذين بعد هيبة .. ودفعتمونا بتناحركم الى اقصى خلف نهاية خلق الله تخلفا وفقرا ؟.
فهل من وباء اشد واخطر واضر من هذا الوباء الذي اسمه الفقهاء على العالم الاسلامي والخليقة جمعاء ؟.
اننا نعبد الله وحده .. ولا نعبد الفقهاء .. فان كنا نجل ونحترم الفقهاء لما يقدمون من خير وصلاح للمسلمين وغير المسسلمين تنفيذا لاوامر الله ورسوله .. فاننا نعزهم لذلك ولكننا لا ناخذ احكامهم وكانها كلام الله او رسوله لا نقاش فيه .. انما ومع احترامنا لهم نناقشهم .. ونحاججهم .. ونعترض على اخطائهم .. ونخرج عن طاعتهم ان خرجوا عن حدود اوامر الله ورسوله .
ان جميع الفقهاء بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة .. ونحن نعبد الله وحده .. وندعوه هدايتنا وهداية فقهاءنا الاجلاء لما فيه صلاح الامة الاسلامية والبشرية جمعاء .. انك سميع مجيب ياربنا الحكيم العليم .

نهاد كامل محمود

#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات