تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء – مقال رقم 1

نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء – مقال رقم 1

الدين الاسلامي منحصر في كلام الله سبحانه والذي اوحى به الى الرسول (ص) فقط .. وقد كان كلام الله حسب ما وصفه الله ذاته بآياته في القران الكريم .. بانه كلام واضح .. وكلام مفصل .. وكلام بلغة عربية لكي يفهمه الاعراب الذين انزل الله عليهم القران الكريم .. واليكم نصوص ايات قرانية كريمة توضح لنا بساطة .. ووضوح .. وتفصيل كلام الله سبحانه مما يلغي دور الفقهاء للتوسط بين كلام الله وبين الذي يقرأ كلام الله :-

نص الاية 185 من سورة البقرة ..
(( شهر رمضان الذي انزل فيه القران ( هدى للناس وبينات ) .... الخ ))

وانا كاتب المقال اقول .. الا يدل هذا على ان القران الكريم قد انزل لهداية الناس مباشرة وبدون وسيط من الفقهاء او غير الفقهاء ؟؟؟... فمن خول الفقهاء بالتفسير والاختلاف بالتفسير مما سبب تمزق الدين وتشرذم المسلمين ؟؟.

ونص الاية 89 من سورة النحل هو ما يلي :- (( ونزلنا عليك الكتاب (تبيانا) لكل شيء ))

فاتسال انا كاتب المقال .. ماذا يبين لنا الفقهاء بعد ان أبان لنا الله سبحانه كل شيء ؟؟.. الم يكن دور الفقهاء باختلاف وتناقض تفسيراتهم هو تمزيقا للدين وشرذمة للمسلمين ؟؟.

ونص الاية رقم 2 من سورة فصلت ..
(( كتاب ( فصلت آياته ) قرانا عربيا لقوم يعلمون ))

وانا كاتب المقال اتساءل .. الا يعني هذا الكلام ان القران الكريم قد انزله الله سبحانه .. وقد فصل اياته لقوم يفهمونها ؟؟... فاين موقع الفقهاء من كلام الله المفصل هذا ؟؟... وماذا يفصل الفقهاء في كلام الله الذي قد فصله هو بذاته الكريمة .. مع العلم انه في زمان الرسول (ص) لم يكن يوجد فقيه واحد .. وان الفقهاء جميعا ادعوا الفقه والمعرفة بعد وفاة الرسول (ص) .. ثم امتهنوا الدين فاصبحوا تجارا تحت مسمى فقهاء.. وصاروا يتنافسون على ترويج بضاعتهم الدينية بعد ان استحوذوا على اشلاء الدين بسباقاتهم التنافسية لجمع اكبر حشد من المسلمين البسطاء التابعين لكل فقيه .. فضاع الدين .. وتشرذم المسلمون وانسحقوا .. وفقروا .. وتخلفوا عن ركب الانسانية .. فاصبحوا في ايادي الفقهاء وسائل عدوان ضد غيرهم من المسلمين .. وضد جميع الذين من غير المسلمين .. وهو عكس ما جاء به القرآن الكريم من آيات تحث على التعايش السلمي الودود بين المسلمين وغير المسلمين .. وعلى سبيل المثال لا الحصر اليكم الاية الكريمة رقم – 8 - من سورة الممتحنة ..

(( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين )) .

هذا هو بعضا من كلام الله سبحانه في التعايش السلمي بين الناس .. ولكن فقهاؤنا لا تروق لهم الايات القرانية الكريمة التي تحث على المودة والتعايش السلمي .. لان تلك الايات الودودة تفقدهم دورهم في تعقيد الدين .. وتحرمهم من ترويج افكارهم المخالفة لكلام الله .. والتي بها يعلون شأنا ومالا بين المسلمين تحت ستار المعرفة والتخصص في الدين .. فابتكروا علم الناسخ والمنسوخ الوهمي .. ونسخوا وثبتوا بايات القران كل ما يخدم مصالحهم .. وكل ما يزيل المودة والاستقرار بين العالمين .. مع العلم ان علم الناسخ والمنسوخ الوهمي هذا .. هو محرم لانه مخالف صراحة لكلام الله وبشكل قطعي .. حيث ان النسخ محصور بذات الله سبحانه فقط .. وذلك استنادا الى الايتين الكريمتين التاليتين ..

الاية رقم 106 من سورة البقرة (( ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها )) .

والاية رقم 39 من سورة الرعد (( يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب )) .

نجد في الايتين اعلاه ان الله سبحانه وتعالى قد خص ذاته فقط بالنسخ والمحو والتثبيت .. ولم يخول احدا بالنسخ والمحو والتثبيت لا صراحة ولا ضمنا .. بل وحتى بما يخص الانبياء .. فلم يخول الله نبيا من انبيائه بالتصرف بكلام الله .. حيث جاءت الاية الكريمة رقم 38 من سورة الرعد والتي هي ..

(( وما كان لرسول ان يات باية الا باذن الله )) ..

فمن اين جاءت صلاحية النسخ والتثبيت لفقهائنا الكرام بدون اذن الله .. في الوقت الذي لم يخول الله سبحانه احدا من رسله بذلك ؟؟.
ان علم الناسخ والمنسوخ هو الزيف بعينه .. وهو الكذب بكامل معانيه .. وهو التحريف بكل ابعاده .. وهو تمزيق للاسلام .. وهو شرذمة وتخليف للمسلمين .. فقد نسخ بموجبه الفقهاء كل الايات الودودة .. والسلمية .. والمنظمة للحياة المستقرة بين المسلمين وغير المسلمين .. والعجيب الغريب في هذا النسخ والتثبيت من قبل الفقهاء .. هو انهم ليسوا متفقين جميعا على نسخ الاية او الايات .. ولكن الذي يزيل هذا العجب هو ان الفقهاء المختلفين في احكامهم .. جميعهم مستفيدين من هذه الاختلافات .. فهي مصانع بضاعتهم التي بها يسودون ويغتنون على حساب مصلحة الاسلام والمسلمين .
ياقارئي الكريم .. ساتواصل معك باذن الله لكشف الايات التي نسخها بعض الفقهاء وهم من كبار الفقهاء عبر التاريخ الاسلامي .. والذي استمر هذا النسخ يتداوله تلاميذ هؤلاء الفقهاء الى يومنا الحالي .. فستجد ان الايات التي نسخوها دون سند شرعي .. هي الايات التي تنظم التعايش السلمي بين الناس .
وانني في هذا المجال .. اتحدى كل الفقهاء الناسخين بدون أذن الله .. وكذلك اتحدى تلاميذهم وكل من يؤيدهم او يتعاطف معهم في هذا النسخ .. ان يفيدونني باسانيدهم الشرعية في هذا النسخ .. وانا اقبل هذه الاسانيد الشرعية (ان وجدت) سواء جاءت بشكل مباشر وصريح او بشكل ضمني .
اننا نعبد الله وحده .. ولا نعبد الفقهاء مهما فخمت مسمياتهم .. او ضخمت عمائمهم .. او كثرت مؤلفاتهم .. فهم بشر مثلنا .. عرضة للخطأ والخطيئة .. ونحن نجلهم لما يقدمون من خير لعباد الله .. ولكننا نحاججهم في اقوالهم .. وفي افعالهم .. وفي فتاويهم .. فكلامهم لا يرقى الى كلام الله .. او الى كلام رسول الله .. ونحن نعبد الله وحده .. ونتبع رسوله الذي لا ينطق عن الهوى الا وحي يوحى .
اسالك ربنا العفو والغفران .. والهداية لنا ولجميع خلقك من الفقهاء وغير الفقهاء .. ومن المسلمين وغير المسلمين .. بسطاء وغير بسطاء .. فانت السميع المجيب .. وانت العادل المهيب .

#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات