أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - ثورة خالد سعيد














المزيد.....

ثورة خالد سعيد


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


(ليس المهم أن يموت أحدنا .. المهم أن تستمروا...)
غسان كنفاني


قبل أن يصلح "جون" ضوء المطبخ، التفت إليّ و إلى زوجي و سألنا:
- هل أنتم مصريين؟
و عندما قلنا له لا..تابع:
- طوبى للمصريين.. قلبي معهم. لا مكان في هذه الحياة للضعفاء.. الفقراء دوماً لا لسان لهم سوى حالهم.
و عندما سألته ماذا تعرف عن مصر، أجاب ضاحكاً:
- إنها بلد حكمه الفرعون "رمسيس الثاني" أكثر مما حكمه"مبارك" –حكم رمسيس الثاني مصر لمدة سبعة و ستين عاماً- مما جعل "المبارك" يتمسك بكرسيه دافعاً بأبناء وطنه إلى الاقتتال، و كله ثقة بأنه سيحكم أكثر من الفرعون.

صمت قليلاً، و لمّا شاهدنا نستمع تابع:
-الفقراء هم من يقودون الثورات، ذلك لكي لا ينسى العالم معاناتهم.
نحن هنا إذا استمر الوضع هكذا- أقصد الأزمة الاقتصادية- سنفعل كما فعل المصريون.. فلن نقبل مطلقاً بمستقبل مليء بالديون لاطفالنا.

بدأ "جون" عمله، ومضيت أنا أراقب سترته الجلديّة و ثيابه الأنيقة، و أسأل نفسي:
- يعد "جون " نفسه فقيراً، فهل يعتقد يا ترى أن الوضع الاقتصادي في مصر كالوضع في أمريكا ؟
على جميع الأحوال فلم تعنيني مقارنة الوضع الاقتصادي، بقدر ما عنت لي طريقة عامل التمديدات الكهربائية ذاك في التعبير عن رأيه الصريح أمام أناس لا يعرفهم ، و بكل ثقة.. حرية التعبير حقٌ كالتنفس يا ربّي فلماذا يُصادر؟ لماذا يذهب المختلف وراء الشمس؟ لماذا يعامل البشر كالقطعان؟ لماذا تلفظ الطبقة المتوسطة أنفاسها الأخيرة؟ و الأهم من كل ذلك:
لماذا انعدم إحساس الإنسان بأخيه الإنسان؟

الحقيقة أن أخبار المنطقة العربية الحقيقية و غير الخاضعة للتزييف نُقلت برمتها من قبل التلفزيون المحليّ للولاية الأمريكية التي أقطنها، و نوّه المذيع الأسود المهيوب إلى أنه:
بإمكانكم الحصول على تفاصيل أكثر عن مصر و ثورتها عبر موقع قناة "الجزيرة الإنكليزية"، مما جعلني أحس للمرة الأولى في حياتي أنّ تلك البقعة العزيزة من الأرض تحتوي على إعلام حقيقي، حتى نكاد نسمي الثورة بثورة الجزيرة التي لعبت الدور الأبرز في صدق نقل الحدث.
**********

و يبقى للأخبار على (الفيسبوك) نكهة أصخب و طعم مفعم برائحة الغضب و الثورة و الاختلاف ..يا الله ما أروع رائحة الاختلاف!

عندما قررت فتح حساب على الفيسبوك للتواصل مع القرّاء الأعزاء، الأدباء، الشعراء، و المفكرين مساهمةً مني في أول ثورة في القرن الحالي (ثورة الفيسبوك)، لم أكن أعلم أنني سأكون شاهدة على الثورة المصريّة، و أنني سأسمع صوت الحرية، و سأرى بأم عيني غلاء ثمنها.
لم أعرف أنك قد تقيّم الشخص من خلال كلماته و مقتنياته( الفيسبوكبة)، و تتعرف عليه جيداً لدرجة أنه قد يصبح صديقك فعلاّ، و يصبح حتى رفاقه أصدقاء لك .. على مبدأ صديق صديقي.. صديقي.

كم أقفر حسابي على (الفيسبوك) عندما خلا من كثير من الأعزاء المصريين...

منذ عدة أشهر كان حسابي المذكور يضج بأسماء كثيرة لأشخاص عرفتهم عبر كلماتهم و نشاطاتهم، للون المصري ظرفه و خفة دمه التي تجعله يفرض نفسه كسلطان على التعليقات و المداخلات، لكن منذ بدأت ثورة المصريين –و حتى قبل أن يقطعوا عنهم الانترنت- .. بدأت مداخلاتهم بالتناقص و أحسست أن حسابي على الفيسبوك قد فقد روحاً مميزة، و مما زاد في حزني تخيلهم و هم يُعتقلون من قبل أبناء وطنهم، و رؤى غيبيّة لعيونهم الشابة و هي تثمل حزناً ليس لكونها قد سجنت، بل لأنها لن تستمر في رؤية الثورة.

أسماء حفرتها في ذاكرتي عرّفتني على "خالد سعيد" الشاب الذي منح الثورة المصرية أسباباً قوية للاستمرار، ذكرى "خالد سعيد" شهيد الطوارئ والذي أعتقد أنه يفخرالآن- أينما كان- بجيله، و شعبه كانت و ستظل أقوى من جميع أساليب القمع و القتل.

كم أحسست بالخيبة عندما أطلقوا على تلك الثورة الحيّة التاريخية لقب ثورة اللوتس، فمع أني أحب الزهرة و الإسم، لكنني اعتقد بأن الثورات - و إن كانت تتسبب في إعادة إحياء الأزهار- لا تسمى إلا بأسماء الأبطال أو الدول، فمن الجميل أن أربط اسم الثورة بمصر، و من الرائع أن أربط اسمها ب "خالد سعيد" الذي دفع شبابه ثمناً لكلمة حق، و من العشوائية بمكان تسميتها ثورة الوردة "كذا"...
**********

بحكم عملي كطبيبة جلديّة أسفت على "مبارك " الذي شلّت حقن البوتوكس ضميره قبلما تشل عضلات وجهه، وصبغ السواد قلبه قبلما يصبغ شعره.
و تذكرت قولاً لأحد أصدقائي المصريين :
-مبارك يبدو أصغر سناً في كل شيء إلا في صحوة الضمير.
وددت أن أبرر خوفه من مصير كمصير "بن علي" الرئيس التونس المقتلع، لكنني لم أستطع...
دماء الشباب التي لم تجف بعد جرحتني، و زملاء (الفيسبوك) الذين اختفوا فجأة بعد أن كانوا يملؤون أيامي بوعيهم و مطالعاتهم أجبروني أن أشاهد حقن "البوتوكس" التي ملأت وجه العجوز الذي هرّب أولاده و نسي أولاد مصر.
**********

طوبى لكم يا أبناء البهية، دمتم دوماً يداً واحدة لا تفرقكم الأديان و الطوائف، و لا تشتت جهودكم الكلمات المعسولة، و لا الخطابات التي مضى عليها ثلاثون عاماً.
تحياتي



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ب (تونس) بيك
- فضائيّة تحت (الطاقيّة)
- عن ماذا سأحدثك يا صغيرة؟!
- بين الإلحاد و (الكونغرس)
- ملوك اليمين
- كارما الكراهية
- أسرار جنسيّة: طفولة مسروقة
- يا عرب السك..ك، تعرّوا
- إني لأرى -ذيولا- قد أينعت ..
- مشجع ألماني عميل
- إرضاع الصراصير، ثم إرضاع الكبير
- ناقصات عقل
- لا أحد كامل إلا..الضفدع كامل
- لماذا يتزوج الرجال من (عاهرات) ؟!
- سرطان تعسفي
- أسرار جنسيّة: شرفكم وثنكم (2)
- أحبك أيّها الأمازيغي..
- نبيّة الحب أنا
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (3)
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (2)


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - ثورة خالد سعيد