أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لا أحد كامل إلا..الضفدع كامل














المزيد.....

لا أحد كامل إلا..الضفدع كامل


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 10:44
المحور: الادب والفن
    


حدث في بلاد العجائب، أن شريعة الغاب قد سادت و تحكمت، و أمسى من المستحيل التفرقة بين المورّثات و الحقائق.
و بلاد العجائب تلك ليست (مكانا) محددا، و لا هي تبدأ عند حفرة معروفة، بل هي( زمان) واحد يعيد نفسه منذ لحظة لا تأريخ فيها، و لا عولمة..ينتهي هذا الزمان – حسب تنجيم معظم العقلاء – في حفرة معروفة.

و إن كانت "أليس" تدخل بلاد العجائب في أحلامها، لتستيقظ بعد ذلك على واقع حقيقي.
ففي بلاد العجائب الحقيقية لا حاجة للحلم و لا حتى للنوم .

إذا خرج أحدهم من بلاد العجائب، ستحدث الأعجوبة الأكبر، و سيظلّ فيها !
فالكم الهائل من الأساطير، التعاويذ، التقاليد و الأعراف الذي يحكم تلك البلدان يلاحقه إلى الأحلام، و يسكن في الأيام.
**********

"فقمة" هو الاسم الحركي ل"كامل" ..أحد رجال بلاد العجائب، رجل مكرر بامتياز، و ليس في حاجة إلى مفاتيح كثيرة لرسم صورته.. فهو يشبه (الفقمة) في الوجه و اللون، أصلع و قصير القامة، ذو (كرش) متهدل، مملوء بستين سنة من النهم و الجشع.

و ل"فقمة" هذا و أمثاله قصص عجيبة، قد تتسبب في (جلطة) الكثير من سكان المريخ أو المشتري أو أيّا من الدول الغربيّة التي يشك بأنّها كوكب آخر غير الكوكب الأرضي الذي اعتنق سكان بلاد العجائب فيه نظريّة :
نحن الأفضل..و نحن الصح!
وبذلك أغلقوا المنافذ في وجه كل مركبة تحمل تغييرا، أو حتى (صرصورا) مخالف للسائد الموّرث.

كان يوما عاديا جدا عندما دخل "فقمة" الحي منذ عشر سنوات.. جارا طفلة لا يتجاوز عمرها الرابعة عشر على أكثر تقدير، كزوجة له.
و بترحيب من الجيران حلّ بينهم كإنسان طبيعي، و محترم!

لم يخطر لأحدهم وجود خلل ما إلى أن توفي، و اكتسب الحي "قمر" التي منحت بلاد العجائب مجنونة جديدة.

لم تكن "قمر" تشبه القمر و لا حتى النجمة، كان لنحولها الشديد، مع الانحناءة الذليلة في ظهرها وقع ليلي لا ضوء فيه.

حصلت على شهرة مدويّة في (الحارات) القريبة، و لحقها العديد من الأطفال الضاحكين و الصارخين: مجنونة (الصباط).

كانت تركض بخفة، و بفردة حذاء واحدة و تغني :
بين المشرق و المغرب ..ضاعت فردة (صباطي)..أنا (ما )زعلت عليها..زعلوا عليها (جراباتي)...

و اعتقد الجميع أنّها نسيت الكلام، لأنها لم تكن تنطق بحرف إلا بالأغنية السابقة .
**********

ما من شيء سحر " قمر" و جعلها تتحدث سوى الضفدع كامل، المملوك من قبل "نزهة" ابنة الخياطة، يتيمة الأب.
و الضفدع كامل دميّة خضراء من قماش رخيص، صنعت معالم وجهها من الأزرار و الخيطان.

كانت " قمر " تتبع " نزهة " كظلها و تمنحها كل النقود التي كان الناس يتصدقون بها عليها في مقابل أن تسمح لها بالاقتراب من الضفدع لتغني له بصوت هادئ و تحدثه :
-(ماحدا كامل غيرك يا أخضر)...
- هل ما زلت تظهر في ذلك الصندوق؟!
- و أين جميع الأصدقاء؟!
- قل لهم أن يأتوا فقد رحل الشرير..
- (ما حدا كامل ..غير الضفدع كامل) ...
**********

عندما اختفى الضفدع كامل من بيت الخياطة، توجهت أصابع الإتهام إلى (مجنونة الصباط)...
و مع أن أم "نزهة " أقنعت ابنتها بأنها ستصنع لها ضفدع كامل جديد، و أقفلت الحديث في الموضوع، لكن أهل الحي لم يقبلوا بوجود سارقة لا إنسانيّة بينهم.
و قام أحد المستقيمين بالبحث عن أصل و فصل "فقمة " إلى أن وصل إلى بعض أقاربه، و دعاهم إلى لمّ عرضهم السائح في الطرقات.

لا أحد يعلم ما الذي حدث لاحقا لمجنونة (الصباط)، و لا أحد يهمه أن يعرف لماذا حلّ في منزلها سكان جدد،المهم أن الأمان قد عاد إلى الحي!
**********

اليوم و بعد مضي عشرات السنين على ضياع أو تضييع فردة (صباط) "قمر" ، لا يزال الكثير من سكان الزمان المجتر يضيعون أحذيتهم بين الشرق و الغرب فيمشون (كالعرجان)، و كل ما ازداد طول كعب (الفردة) الضائعة، كلما ازداد العرج و تحوّل صاحبه إلى عزاء (الجرابات).
و تتحول الاغنية تدريجيا إلى :
بين المشرق و المغرب ضاعت فردة (عقلاتي) ..أنا (ما) زعلت عليها ..زعلوا عليها (جراباتي)...

(الصبابيط) نفسها التي تسمح بدخول الكهرباء، الهواتف المحمولة، أفخم أنواع السيارات و العطور، و حتى القنوات (المشفرة)..هي نفسها التي( تدعس )الأفكار الجديدة و تخافها ، و هي ذاتها التي تدوس على كل تغيير قد يذهب بمكتسبات شرعيتها تكمن في طول عمر الخوف من تغييرها...

و( ما حدا )كامل غير ..الضفدع كامل...


يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتزوج الرجال من (عاهرات) ؟!
- سرطان تعسفي
- أسرار جنسيّة: شرفكم وثنكم (2)
- أحبك أيّها الأمازيغي..
- نبيّة الحب أنا
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (3)
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (2)
- تعالوا لأخبركم عن العرب ...
- رجال أحببتهم (1)
- رسائل إلى الله
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة
- فراش حب (2) : بحر
- فراش حب : (غدي)
- أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)
- أسرار جنسيّة : (أطفال أنابيب!)
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (2)-حقوق الإنسان-
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (1)-دين الحب-
- مذكرات - قط - في بلد عربي(4)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)
- مذكرات - قط - في بلد عربي(3)


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لا أحد كامل إلا..الضفدع كامل