أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أحبك أيّها الأمازيغي..














المزيد.....

أحبك أيّها الأمازيغي..


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 01:38
المحور: الادب والفن
    


هنا في هذه الأرض الترابيّة قبرت ذكراك، و لم أبق على شاهد أو علامة .
لم أعرف أن هذا القبر سيحيّ اسمك في ذاكرة لم تستطع محوّك من سجلاتها الخائبة، لتظل أيها الأمازيغي في قهوة صباحي، في هلوسات صحوتي، و في أحلام مملوكة من قبل سلطانك .

**********


ليتني لم أقابلك يا رجل...

ما الذي تركته لي سوى هذا القبر، و ثرثرات الجيران؟!
هل تكفيني دموع الدنيا لأشبع من البكاء ؟! أم أنّ الجنازة التي جزّت ورديّة أحلامي لم تجرؤ على المساس بحلم يتكرر منذ أعوام .

و في حلمي كنت أنت الملك و كان جميع أجدادك يحتفلون معي بتتويجك.. كنت أنا أرتدي عباءة بيضاء ضيقة، و أجيد الرقص الأمازيغي.
رقصت و رقصت ، و شعري المسترسل الأصهب يتمايل فرحا على إيقاع الطبول .

و عندما وضعوا ذلك التاج على رأسك الشامخ انطلقت (أزغرد )بصوت عال...

استيقظ جميع من في المنزل على صوت (زغرودتي) التي كسرت الحلم و ملأت الواقع ضجيجا و ضحكا .

و قالت "هند" : مبروك الآن ختمت صفات الجنون، تزغردين أثناء نومك..في صحوك لم تفعليها!!

مسكينة يا أختي لم تجربي سعادة الإمكانيّة في الحلم ..أما (زغاريد ) الصحو فمشكوكة المصداقية و خاصة في احتفالات تتويج الملوك ...

صدقوني لقد كنت حرة الاختيار، و انتخبت ملكي بكامل إرادتي ...
صدقوني لقد كانت انتخابات (ديمقراطية) لكنها توّجت ملك حياتي و مالكها.
صدقوني لست من أصدر قرار العزل، و ما من أحد سيرث هذا المنصب الملكي لا الموّرث!!
**********


ليتني لم أقابلك يا رجل ...

ليتني كنت تقليديّة كأمي و جدتي، يا ريت نظرت إلى كتفيك و قلت في نفسي "عريضين زيادة " ، ليتني نظرت إلى عينيك و لم ألحظ حنان عسلهما، يا ريت كنت من التكرار لأكره لمعان صلعتك في شمس جزائريّة الهويّة ...

لقبتك "الأمازيغي " كما كنت ترغب، معترفة لك بحق الانتماء، و الولاء...
لقبتك الأمازيغي و أنا أدرك تماما أن اقتتال الإنسان من أجل الحفاظ على فكرة أو لقب ينبع أولا من كميات (الديناميت ) الهائلة التي تنسف كل يوم ملايين الأقليّات على كثرتها ...

سيبقى اسمك سري الصغير الكبير، و سأظل أحبك أيها الأمازيغي ...
**********


ليتني لم أقابلك يا رجل ...

لم أعرف أننا نراهن في هذه الحياة على كل شيء إلا على حياتنا ذاتها، و أنا قامرت بجدارة، و خسرت بجدارة أيضا...
خسائري تعدت مجال البوح، و عتبة الكتمان..خسائري لا تعد، لكنها تكتب فقط .
فحياتي التي استمرت كلبوّة لا تروّض ، كانت لي بالمرصاد عندما قررت أنت الرحيل.
**********

ليتني لم أقابلك يا رجل ...

وعدتك و لم ..
كتبتك و لن ..

وعدتك أن ألحق بك في جميع خطواتك، لكن خطوتك الأخيرة كانت مرعبة لجبانة مثلي.
كتبتك في سطور قلبي اللانهائية، كتابة بحبر أسود على قلب أسود ..فلن يستطيع أحد فك طلاسمها .

كلماتي كل ما أستطيع ايصاله إليك .. إلى روحك أيّها الغالي ..كلمات تعبر سحب الموت كعصفورة تخترقها رصاصة سريعة، لتوصلها متشظيّة إليك أينما تكون ..


أحبك أيّها الأمازيغي ...


يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبيّة الحب أنا
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (3)
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (2)
- تعالوا لأخبركم عن العرب ...
- رجال أحببتهم (1)
- رسائل إلى الله
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة
- فراش حب (2) : بحر
- فراش حب : (غدي)
- أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)
- أسرار جنسيّة : (أطفال أنابيب!)
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (2)-حقوق الإنسان-
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (1)-دين الحب-
- مذكرات - قط - في بلد عربي(4)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)
- مذكرات - قط - في بلد عربي(3)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...
- مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
- أسرار جنسيّة : قوس قزح
- مذكرات -قط-في بلد عربي


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أحبك أيّها الأمازيغي..