أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة: شرفكم وثنكم (2)














المزيد.....

أسرار جنسيّة: شرفكم وثنكم (2)


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 07:37
المحور: الادب والفن
    


للأوثان سطوة و رهبة، و ليست كل الأوثان بقابلة للكسر و لا حتّى التسميّة.

فكرتك التي لا تقبل نقاشا هي وثن، عقيدتك التي لا تحاكي المنطق هي صنم، و أي تقليد أعمى تحاول أنت فرضه بالقوة هو حجر كاذب، بعيد كل البعد عن سلطان العقل البشري.

لإقليم (أغشية البكارة) حروب و أمجاد،ملايين الشهيدات، و أهمية اجتماعيّة و اقتصاديّة و دينيّة، و..و..
هو إقليم محكوم من قبل الأصنام، التي تتعدد و لكنها للأسف لا تختلف.
**********


الحزن عاصفة أهليّة الحروب تقلبك قلبا، و تحرض فيك قوة خفيّة تناكد كل حرف من حروف الشتاء.

حدث في برد صباح يعربي، و في مستشفى الأمراض الجلديّة و الزهريّة التخصصي، أنّي شعرت بهبوب رياح الحزن التي جلبت إلى قلبي شتاء واقع سريّ مكبوت و معاش، كنت أظنّه موجودا في الخيال البائس فقط .

لم يكن "سعيد" الرجل الأول الذي يدخل عيادتي جارا أنثى كنعجة وراءه، لكنه كان أول رجل في ذلك الصباح يبدي جلّ الاهتمام بالأنثى المملوكة.

- افحصيها يا دكتورة (أبوس ايدك )...

-أنت زوجها؟!

تلعثم قليلا ثم أضاف :
-لا..أنا زوج أختها و في مقام أخيها...

-تتفضل بالانتظار في الخارج، لو سمحت .

- لا، دكتورة ( يخليلنا إياكي، لأنو " ريم " بتخجل ).

-لا أظنها ستخجل من الأطباء، و لا تخجل من رجل غريب.

- دكتورة هي (مو شاطرة بشرح مشكلتها، و أنا متل أخوها).

-لو سمحت يا أخي ..فقط المريضة.

خرج "سعيد" متذمرا، و لم تخف عني نظرته المحذرّة التي جعلت "ريم" تصفر رعبا.


جلست "ريم " تجاوب بحذر عن أسئلتي المستفسرة، و (تطقطق ) أصابعها بطريقة عصبيّة.
و عندما سألتها عن سبب قدومها إلى المستشفى أجابتني:
- حبوب في المنطقة (الخاصة).

-تقصدين تناسلية..

-و أنا ما أدراني تناسلية و لا (غيرو) ، هذا الحكي ( عيب).ليكن في معلومك يا دكتورة أني أشرف من الشرف و (أوعى عقلك يوديلك إني قد أفرط في شرفي مهما حصل..)

بعد فحصها رأيت مئات الثآليل التناسلية التي تغطي جزءا كبيرا من المنطقة التناسلية و تمتد حتى حول الشرج ، و أعلى الفخذين، و لكن مريضتي كانت بغشاء بكارة سليم تماما، أي أنّها و تحت جميع شرائع الأوثان و الأصنام أشرف من الشرف!



كنت أعلم أن سؤالي سيقابل باستنكار أو بكاء، كتبت بياناتها،و أنا أفكر في طريقة مناسبة لكسر وثن الشرف داخلها، و دون أن أنظر في عينيها قلت:



-هذه التي أسميتها (حبوبا) تسمى طبيا (ثآليل تناسليّة) ..هي تنتقل بالطريق الجنسي، و على بشاعة مظهرها فإنها من أبسط الأمراض المنتقلة بالجنس، و التي كما تعلمين تشمل أمراضا أخطركالإيدز مثلا ، لذلك تحتاجين الآن لتحاليل عامة للاطمئنان أنك لا تحملين مرضا آخر، ولكي نضمن تمام الشفاء يجب معالجة شريكك الجنسي .

جلست ترتجف هلعا :
- إيدز !! و الله يا دكتورة لم نفعل شيئا (كلو من برا برا) ، و أنا أحبه من قبل أن يزوجه أبوه بأختي..

ثم بدأت بالبكاء...
**********


أما " عليا" التي بدأت هذه القصة بالحديث عنها، فلم تعد هنا، رحلت.. لتحكي لكم عن قربان آخر...

فلم تكن صاحبة الغشاء المطاطي بقادرة على (دعس) نملة، فكيف نطلب منها كسر الوثن، و الاستمرار بالحياة.

شنقت نفسها في نفس اليوم الذي دخلت المستشفى فيه، تاركة رسالة :

(هنيئا لكم اسم "الله" الذي تتشدقون به و أنتم أبعد ما تكونون عن الإنسانية).


يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبك أيّها الأمازيغي..
- نبيّة الحب أنا
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (3)
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (2)
- تعالوا لأخبركم عن العرب ...
- رجال أحببتهم (1)
- رسائل إلى الله
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة
- فراش حب (2) : بحر
- فراش حب : (غدي)
- أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)
- أسرار جنسيّة : (أطفال أنابيب!)
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (2)-حقوق الإنسان-
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (1)-دين الحب-
- مذكرات - قط - في بلد عربي(4)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)
- مذكرات - قط - في بلد عربي(3)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...
- مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
- أسرار جنسيّة : قوس قزح


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة: شرفكم وثنكم (2)