أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - إني لأرى -ذيولا- قد أينعت ..














المزيد.....

إني لأرى -ذيولا- قد أينعت ..


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


(إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها...)

الحجاج بن يوسف الثقفي



عندما تقرأ تاريخ المنطقة العربية فإنك لن تدهش من سطوة أصحاب النفوذ و السلطة، و لا من سياسة حد السيف( لا) لأنك متمرس في أفلام (الأكشن) و الرعب بل لسبب يختلف قليلا..
إنك يا عزيزي تعيش الفلم (الواقع) ذاته، فأصحاب النفوذ ازدادوا، سرقوا و انتشروا، و سياسة حد السيف تركت مكانها للبوط العسكري ليكممك و يقفل فمك، سواء كان البوط محتلا لأرضك أو حاكما لها.

ليس هناك من داع للدهشة، و أنت تتمنى أن تعيش في زمن الحجاج أو غيره من الأبطال النموذج الذين (لم) تحرق أقوالهم كما أحرقت كتب – ابن رشد – .
ليس هناك من داع للعجب، و أنت تشهد واقع حضارة غربيّة من على أنقاض (حضارات) مستباحة.
**********


- اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ..
- أجل، اليوم السادس و العشرون من حزيران (يونيو)...
- (و ده عطلة رسمية؟!).. (مافيش وظيفة ..حأقدر أشتغل على التكسي؟!).
- لا يا ( راجل)، هو يوم معنوي .
- معنوي .. أنا (عاوز أوكل العيال).

هذه الجمل التي نقلها لي صديقي المصري على لسان زوج أخته الذي يسكن المنطقة العربيّة، و الذي كغالبية السكان لم يسمع بأيام لا داع لها في تاريخ يعيد ذاته.

بالفعل نحن لا نحتاج إلى يوم كهذا.. لا تدهشوا و لا تنعتوني بعدوة الحريّة.
نحن لا نستطيع المشاركة في يوم يناهض جميع أيامنا، لأننا لن نستطيع رفض طقوس و تقاليد أدمناها و ألفناها.

التعذيب يلف حياتنا من لحظة تفكيرنا، إلى عملنا، و حتى إلى أسرة نومنا:

-لن نقدر أن نطوّر دولنا لأننا لا نستطيع أن نتكلم، و لأننا لا نستيطع أن نكتب.. الرقابة في كل مكان، و القائمون عليها لم يحدث أن كانوا من المثقفين.

-لن نجرؤ على المساس برب العمل الأحمق الأخرق الذي ربما كان يحصد الأصفار على نفس مقعدنا الدراسي..مقعدنا الذي خلف العاهات في أعيننا و في ظهورنا ..لنكتشف و بعد فوات الأوان أن ما أنفقنا عمرنا نتعلمه في الكتب كان أنصاف أكاذيب و أثلاث مضيعة للوقت.. الوقت الذي لا قيمة له في منطقتنا التي تحترم الغني و تبجلّه بغض النظر عن وطنيته أو خيره.

-لن تستطيع أنت يا أخي أن تتزوج من فتاة أحلام لا تحقق شروطك الدينيّة، و لن تقبل هي ببطل يعيش على الفتات..
لن تستطيعي أنت يا أختي أن تمارسي حقك الطبيعي في اختيار شريك للحياة، فالشروط التي تتحكم بحياتك أكثر تعقيدا، أما إن كنت من المتزوجات التعيسات فلا تطلبي عدلا من قانون ذكوري، و لا من مجتمع يفترض المطلقة عارا.

نحن لا نحتاج إلى يوم لنناهض التعذيب، لأنّ مقدساتنا هي نفسها التي استغلها من قام بتدميرنا.. فنحن نكره بعضنا، نكره اختلافنا، نقتل من لا يتفق معنا، نتحزب في عشرات الطوائف و السخافات الأخرى.. الجميع يدوس على معتقدات الجميع، ثم نطلب من العالم احترام معتقداتنا!

نحن يجب أن نخجل من طلب تبجيل لكرامة تنقصنا، يجب أن نسأل نفسنا أولا:
لماذا نكفّر جارا دينه يختلف، لماذا نبغض زميلا من طائفة الأخرى، لماذا تركنا صديقا ذي توجه سياسي آخر، لماذا نكره الناجحين و نلوّث سمعتهم، لماذا نكذب، لماذا لا نتطوّر، و الأهم :

لماذا صرنا ذيولا؟!
لماذا صرنا ذيولا؟!

نحن لا نحتاج إلى يوم لنناهض التعذيب، نحن نحتاج إلى مصحة نفسيّة لإعادة تأهيلنا علّنا نفتح عقولنا الموصدة على التاريخ بأكاذيبه و ترهاته..نحتاج إلى يوم نقف فيه مع أصحاب العقول الذين دفعوا حيواتهم ثمنا لفكر دسناه و نحن نبحث عن لقمة ذليلة هي من حقنا و من قوت أطفالنا.
***********


أيّها الحجاج إنني أغبطك، بل و أحسدك أيضا على رؤيتك للرؤوس، فما عاد فينا رأس غير المكسور.
جميعنا( ذيول) حقيقيّة للحضارة المدنيّة العلمانيّة، نتبعها و نتبع ما تنعم علينا به، و نسبّها ..أجل نسبّها ..لأننا نكره الناجحين، و لأنها موجودة و بقوة في زمن تبخرنا، و تلاشينا.

و إنني أيّها البطل النموذج أقول :
(إني لأرى "ذيولا" قد أينعت وحان قطافها...)



يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشجع ألماني عميل
- إرضاع الصراصير، ثم إرضاع الكبير
- ناقصات عقل
- لا أحد كامل إلا..الضفدع كامل
- لماذا يتزوج الرجال من (عاهرات) ؟!
- سرطان تعسفي
- أسرار جنسيّة: شرفكم وثنكم (2)
- أحبك أيّها الأمازيغي..
- نبيّة الحب أنا
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (3)
- تعالوا لأخبركم عن العرب : (2)
- تعالوا لأخبركم عن العرب ...
- رجال أحببتهم (1)
- رسائل إلى الله
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة
- فراش حب (2) : بحر
- فراش حب : (غدي)
- أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)
- أسرار جنسيّة : (أطفال أنابيب!)
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (2)-حقوق الإنسان-


المزيد.....




- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...
- غانا تسترجع آثارا منهوبة منذ الحقبة الاستعمارية
- سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - إني لأرى -ذيولا- قد أينعت ..