أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد سامي نادر - القُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!















المزيد.....

القُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 14:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


القـُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!

كوني لاجئ متحضر! يفضل أن يكون تساؤلي حضاري أيضاً: هل يكفيني رمي القـُمامة في أماكنها المخصصة! كي أكون هولنديا؟
في البدء، ليس مهما أن أعرف الرد. لأني أقرأه بعيون ووجوه كل لاجئي العراق المحبطة آمالهم وطموحاتهم من رسائل جاءتهم بالجملة، ترفض طلبات لجوء تعدى بعضها 5 سنوات.
أنا كمتحضر أعرف جيدا أن هناك شروطاً عدة لكسب رهان صعب، بل صعب للغاية في ان أكون احد رعايا دولة هي أم عدالة الدنيا.
ان مَنْ أُجبر مثلي على ترك وطنه علىمضض، حفظ هو الآخر عن ظهر قلب، شروط الحصول عليها ومعرفة ما تفرضه حصوله على الاقامة من استحقاقات وواجبات.. كما ان أغلبنا لا يشك ان هناك مِن بيننا مَن جاء يحمل مع متاع هجرته، كل أمراض وتخلف وجهل وثقافة وعادات مختلفة ومتخلفة، نتاج إرث وطنه الأم!. ولا شك ان بعضا منها هي الأخرى، نوع من أنواع "القـُمامة"!. قمامة تـُلوِث الهوية الوطنية وثقافة شعوب دول المهجر ومنها هولندا. بحيث أصبحت المحافظة على نقاء هويتهم الوطنية، نزعة لشعار ناجع لأحزاب اليمين. أكدت نجاعته، مجمل نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في هولندا والدول الغربية الاخرى.
ليس غريبا على حكومات دول المهجر ان تعرف ان جميعنا (كمهاجرين) لم نترك ممتلكاتنا ووطننا طوعاً بمحض إرادتنا. ومعروفٌ لديها ايضا، طُرق آلامنا المضنية التي سلكناها، وما كابدناه من مخاطر وتكاليف كي نرفل بجنة الأمان، هولندا. فهل كل قصصنا تحتاج الى وثائق ومبررات لإثبات صحتها ؟. حينها، لم تكن رحلة عذاباتنا، سفرة سياحية وترف برجوازي لمتعة وترفيه كنا سابقا نتمتع فيه ، أيام الغنى والخير..
ملف القضية:
ــــــــــــــــ
كي يبعدني عن ملف وقصة لجوئي الشخصي (my case) -علما اني أتيت بمعاملة انسانية "لم شمل". سألني المحقق عشرات من أسئلة مفصلية لمتاهة تبعدني عن لقضيتي.!! لينهيه بسؤال : "هل لديك عداوة شخصية هناك-في العراق-؟". لا مجال لفرد صادق ومستقيم ومسالم حد العظم مثلي، غير الاجابة الطبيعية: لا يوجد لي عداوة شخصية...!!. وكانت الكارثة: اعتبر المحقق ردي الاخلاقي هذا اقرارا شخصيا وخطياً مني بعدم وجود تهديد مباشر لشخصي!! واكتفى بهذا الرد فقط، سبباً للرفض. انه اصطياداً للمغفلين داخل القانون. وهي حسب فهمي، مخالفة قانونية. فلا يجيز النص، الاصطياد داخل القانون.
المحقق يعرف جيداً صلب التهديد .! لأن أعداءه الحقيقيين هم ذاتهم أعدائي ومعروفون للجميع: أليس الاسلام السياسي المتطرف والاصولي القاتل، هو من يهدد أمن العالم أجمع، وهو نفسه من شارك في قتل مئات الالوف وتهجيرنا عنوةً من وطننا.
استعرض لكم بعض جوانب قضية يشاركني في بعض تفاصيلها عشرات المهاجرين:
استهدف رعاع متطرفي "الشيعة" عائلتي كسنة، لاننا لم نشعر بهذا الاحساس يوما. سبب التهمة، ان بالصدفة! أحد أبنائي يحمل اسماً لأحد صحابة الرسول، لم أقرأ يوماًعن انجازاته بشئ. لكن اسم ابني جميل ..!!.
سؤالي: هل كان عليّ أن ابقي فلذات كبدي عرضة للموت وأعرض "بنتاي" لخطر الاختطاف من المليشيات، لانهما ببساطة، جميلتان وسافرتان دون حجاب..!. .
انا فوق الستين.. هل انتظر موتهم للحصول على شهادات وفاتهم كي أقدمها لمحققي الهجرة لاثبات تعرضي لتهديد مباشر؟. حينها، حتما مفاضلتي ستكون سلامتهم الشخصية أولاً. ولم يكن لدي غير بديل واحد. تسليمهم لعصابات تهريب اللاجئين، الاكثر رحمة من اسلامنا السياسي الفاسد القاتل الذي بلا رحمة ..!
بالمقابل، كان الطرف"السني" المتطرف حد العظم، يعتبرني كافراً. لان أبي الذي مات قبل أربعين عاما، هو الآخر، جعلته الصدفة! قائدا شيوعيا وليس إسلامياً . شكرا للرب و لمحاسن الصدف! التي جمعته مع أمي على دين آخر بلا كراهية، هو دين الحب..!. كل هذا ( لا ولم ولن) يكفي المحقق لاعتبار ما جرى لنا تهديدا مباشرا. تهديداً جعلنا نترك للرعاع بيوتنا و الوطن بما حَمَل، ونفر بجلدنا لنفوز بحياتنا. ان التاريخ يعيد نفسه بهذه السخرية. انه يذكرني بفرهود 1941 وهجرة بناة الوطن الأوائل، يهود العراق. وكأن "مذكرات وشجون" شموئيل "سامي" موريه تعيد وترسم وقوعات احداثها المأساوية بقسوة أمَرْ على نفس مذبح ومهد الانبياء، العراق. ان قذارة ودموية المشهد واتساعه لم يبق لي ذاك "الحبل السري" الذي ما زال يربط الرائع المحب "موريه" بوطنه الام . أليس من السخرية ان يطلب مني بعد خراب البصرة أن أرجع لإعادة بناء هكذا وطن ديمقراطي؟ خَرِبْ مخجل لم يتعلم من دروس التاريخ أيَّ شئ ؟!.
ان أكثر لاجئي العراق، مع بعض متاعهم الوسخ "المُلوِث" لهوية دول المهجر، هم نتاج غزو غير مبرر، تبنته صفاقة امريكية "تخطت حدود المواثيق والاعراف الدولية والاخلاق"، وبمؤازرة كل دول الغرب بضمنهم هولندا. هذا الكلام ليس مني. بل ما جاء وما أكده تقرير لجنة التحقيق الهولندية الخاصة بشان مشاركة هولندا بـ(غزو العراق) والتي رأسها السيد "فيليبرود ديفيدز" العادل .
نحن لا نشك أبداً بعدالة حكومة "لاهاي" ولا بفضلها علينا ولا بقضائها العادل. ويكفينا اننا ذقنا في هولندا، طعم الحرية الخلاقة ونلنا كرامتنا الانسانية بما مورس معنا من تعامل وحس انساني لم نرى 5% منه في افضل ايام صفاء وطننا الام. فقد تعلمنا من عدالة حكومة لاهاي، ان "الوطن" سلطة سياسية - حقوق وواجبات - تحترم كرامة وحقوق الإنسان واللاجئين، وعلينا اطاعتها وتسديد مستحقاتها على شكل واجبات.
فهمت ابنتي الرائعة المتفوقة "آية" واجباتها بالمقابل. فخلال ثلاث سنوات من لجوئها، تخطت اللغة بسرعة قياسية أذهلت مدرسيها. ووضعت نفسها بفخر مع العشرة الاوائل في الثانوية العامة. ومع نهاية دوامها في الصف الاول من كلية الطب..! جائها الرد القاتل لطموحها الجامح. رُفض ملف قضيتها بنفس الحجة السابقة: لا أدلة لتهديد مباشر!! لها.
أما ما يتعلق بشخصي-طريد الغفلة- فلم يبق لي من وهم عالمي المسحور سوى محض "وثن". وما تعلمته هنا مِن: كيف ومتى واين أرمي كل "أنواع قـُمامتنا!، حسب النوع ودون خوف ومساءلة، . سيثير لدي الجنون حتما، أو ربما الموت، قبل ان أمعن النظر الى عاصمتي.عاصمة القـُمامة والقِمامة وقـُم... بغداد..!. فهل من مخرج من هذا الهَم..؟؟؟

هولندا- سعد سامي نادر



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي تكساس و-مرتزقة أبا يعقوب يوسف ابن عَمر-
- الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!
- خير وسيلة للدفاع ، تشويه الآخرين..!
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي.؟!-2-
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي..!؟
- المجلس الوطني للسياسات والاستراتيجيات.. ولد ميتاً
- تسريبات وتساؤلات حول تشكيل الحكومة العراقية..!
- الرئيس -مام جلال- بين -بشاشة- الوجه وقباحة المشهد..!
- السيد أحمد القبانجي : كارل ماركس اقرب الى الله من ابن سينا.. ...
- السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!
- العراق بحاجة الى أية حلول،، وليس تشنجات مكابِرة..!
- الحياء.. نقطة..! لو جرة..؟
- يا ترى.! من أي مرجعية وطنية..! أتى الفرج الطائفي..؟
- بدأت الأوراق الأمريكية الضاغطة بالظهور..!
- السيد علي الاسدي والاستحقاق السياسي..!
- رسالة الى صديق: الثعلب الوديع فلاح حسن
- - السيد علي الدباغ.. حامي هدف الرياضة.؟ أم الطائفية..؟-
- - صمت الحملان و خرس البرلمان -
- قراء ة-2- كرة القدم في الشمس والظل... -
- قراء ة-1- كرة القدم في الشمس والظل -


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد سامي نادر - القُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!