أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - في القسمة والتقاسم والتقسيم














المزيد.....

في القسمة والتقاسم والتقسيم


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 17:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التسويات التي تطرح منذ أشهر لتجاوز ازمة تشكيل الحكومة تعتمد جميعها على محور واحد هو تقسيم السلطة بين الفرقاء السياسيين لارضائهم وتحقيق التحالفات اللازمة لتشكيل الحكومة، وتبدو فكرة التقاسم هي العامل المشترك الذي يسيطر على كل مشاريع تحقيق التحالفات وبمعنى آخر ان القوى السياسية لم تبتكر اي منفذ آخر يمكنها من تجاوز الازمة غير توزيع المناصب العليا بين الزعماء تمهيدا لتوزيع بقية المناصب في مؤسسات الدولة، وهو ما يعني ان مؤسسات الدولة ستشهد موجة جديدة من التحزيب، وهذه الموجة ستكون أشد قوة من الموجتين السابقتين، اولاهما بدأت منذ عام 2003 وبلغت ذروتها مع تشكيل حكومة الجعفري والثانية بدأت مع تشكيل حكومة المالكي، حيث شهدت الوزارات والمؤسسات العراقية تنافسا شديدا بين الاحزاب تصادمت فيه مصالح الوزراء والوكلاء والمدراء.
القوى السياسية العراقية تريد تجاوز أزمة القسمة (الحظوظ) باعتماد سياسة التقاسم، وعند انتقاد هذه السياسة سيسارع المدافعون عنها الى طرح السؤال المعضل، ما هو البديل؟، وهو سؤال يجب ان توفر القوى السياسية نفسها الاجابة عنه لأن الاجابات والحلول من مسؤوليتها وليس من مسؤولية منتقدي التقاسم.
منهج التقاسم سيطر على السياسة العراقية منذ عهد بريمر، وهو منهج قد يؤدي جزئيا الى ارضاء القوى السياسية المتنافسة والمتطاحنة ولكنه لا يؤدي الى اقتناعها بحصتها ابدا حتى مع الرضى الاولي الذي تبديه، حيث تبقى عين كل فريق طامعة بما يمتلكه الفريق الاخر، ومبدأ التقاسم هذا قد يحقق جزئيا بعض الاستقرار المؤقت لكنه سيعرقل باستمرار بناء الدولة وفرض سيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين وتحقيق الامن والتقدم الاقتصادي والقضاء على الفساد او حتى مواجهته بقوة، وهو كلها مخاطر جوهرية لإستقرار اي بلد فما بالك ببلد مثل العراق؟.
احزاب كثيرة في العراق يتمنى كل منها ان تتاح له الفرصة للحصول على السلطة في كل البلاد، جغرافيا ومؤسساتيا، لكن هذه الاماني تصطدم بواقع التنوع السياسي وتناثر أصوات الناخبين، فيكون البديل عن تلك الامنيات هو العمل للسيطرة على قطاع في البلاد، جغرافيا أو مؤسساتيا، وهو الامر الذي يخيم الان على مفاوضات القوى السياسية كما خيم على مفاوضات الكتل عند تشكيل الحكومة الحالية التي تعيش ايامها الاخيرة منذ أشهر، والتقاسم هو الذي ادى فيما بعد الى التصادم بين الشركاء في الحكم، حينما تبين استعصاءه عمليا، سواء في الادارة او في اتخاذ القرار.
اثبتت التجربة استحالة تحقيق الصورة المقصودة من التقاسم، وان اي رئيس لن يكون مضطرا للتمسك بما يتعهد به والشخص خارج الموقع هو غيره تماما بعد حصوله على الموقع فهناك عدد كبير ممن هم على استعداد لبذل التعهدات واعطاء الضمانات لكن العدد سيتقلص كثيرا عندما يكون الحديث عن الايفاء بالتعهدات.
النهاية المأساوية لتجربة التقاسم السابقة هي ما يثير مخاوف الساسة والشعب على حد سواء، ويسعى الساسة لمعالجة مخاوفهم بطرح خطط تتضمن مواثيق واجراءات قانونية وحتى تعديلات دستورية، ويبدو ان هذه المساعي لم تتأثر بتجربة الماضي القريب، وفي مقابل ذلك يبدو ان لا احد يهتم بطمأنة الشعب الى ان منهج التقاسم لن يلحق به خسارات جديدة وان المآسي التي نتجت عنه سابقا لن تتكرر.
على مدى سنوات كان القلق الماثل امام العراقيين هو تقسيم البلاد جغرافيا، وقد تراجعت هذه المخاوف لأسباب عديدة لكن من قال ان منهج تقاسم السلطة هو أقل أذى من منهج تقسيم البلاد؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة
- السلطة بلا حدود
- من سيعترف بالفشل؟
- معضلة حطمت التوقعات
- سفير جديد وخطة جديدة
- ما يشبه الرثاء
- منطق الحكومة
- الكلمة الكريهة
- ذكرى هادئة وانسحاب منسي


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - في القسمة والتقاسم والتقسيم