أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - أوجه الشبه و الاختلاف بين الله و الرأسمالية














المزيد.....

أوجه الشبه و الاختلاف بين الله و الرأسمالية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 21:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أوجه الشبه و الاختلاف بين الله و الرأسمالية

هل صحيح أنه في الأرض إله و في السماء إله , أي هل الله هو سيد السماء و رأس المال و الطغاة سادة الأرض ؟ هل رأس المال و الاستبداد هما ظل الله في الأرض ؟ الحقيقة أن الله و الرأسمالية متشابهان فعلا , كلاهما ينسب الأخطاء التي يفترض أنه يخلقها للضحايا الذين يعانون منها دون ذنب اقترفوه . من يتحدث نيابة عن الله يعتبر , بلسانه , أن كل شرور العالم التي يفترض أنه هو من خلقها حسب رجال الدين و كل آلام الإنسان التي هو خلقها أيضا , كل الفقر و المرض و التفاهة و الظلم إنما هو عقاب "مستحق" , كل هذا الظلم و انعدام العدل على أنه عقاب "عادل" للبشر . الرأسمالية أيضا تنسب كل تلك الشرور التي تخلقها هي للبشر الذين تضطهدهم , تعتبرها نتيجة قصورهم لا قصور نظامها , هي تقول أنها "ديمقراطية" , أي أنها توفر "فرص متساوية" بين البشر ليكونوا مستغلين أو حرامية يسرقون عمل و تعب الآخرين , لذلك فإن من يكون عرضة للاستغلال يكون مستحقا لهذا الاستغلال , كما أن من يمارس هذا الاستغلال يكون مستحقا لوضعية الاستغلالي هذه . الله قدر , و الرأسمالية قدر , و اسألوا الماركسيين إن لم تصدقوا . لكن الله حسب وصف رجال الدين يختلف كثيرا أيضا عن الرأسمالية , بل إنه في أشياء كثيرة أشبه بالبروليتاري , فهو لا يأكل و لا يشرب و لا يمارس الجنس و لسنا نعرف بالضبط إن كان يسكن قصرا ما يزخر بأشياء مصنوعة من الذهب أو الماس أو الفضة كما يفعل البرجوازيون , بينما يفعل البروليتاري هذه الأشياء فقط باقتصاد شديد , أي أنه يمارسها حسب توفر الطعام و الشراب والمسكن إلى ما إلى ذلك . لقد مر على الله قرونا طويلة و هو يخدم مالك العبيد ثم الإقطاعي وأخيرا الرأسمالي , إلى جانب كل أنواع الخلفاء و السلاطين و الأمراء و الطغاة , قرونا طويلة و الله لا يفعل إلا أن يبرر الاستبداد و الاستغلال على الأرض , قرونا طويلة و رجال الدين يصرون أن الله صنف خاص من البروليتاريين في خدمة الطبقات السائدة . الله يخلق حسب رجال الدين لكنه يخلق الثروة فقط ليتمتع بها البرجوازيون , و من قبلهم ملاك العبيد و الإقطاعيون , و لأنه عكس العبيد و الأقنان و العمال لا يستطيع أن يعمل و أن ينتج , فإنه يفرض , حسب رجال الدين دائما , على هؤلاء أن يخلقوا الثروة نيابة عنه لصالح أسيادهم . إنه يملك كل شيء و في نفس الوقت لا يملك أي شيء , إنه حر و مكره في نفس الوقت , إله وعبد , إله على الفقراء و عبد للأغنياء , ديكتاتور على الفقراء و خادم للأغنياء , هكذا يصوره رجال دينه بالذات , خالق الظلم و الاضطهاد في العالم , و الذي سيعاقب المضطهدين والفقراء بقسوة إذا لم يخنعوا و يذعنوا لسادتهم من المستغلين و الطغاة . أما الرب الحقيقي فهم أولئك الكسالى المترفين الذين يسكنون القصور فقط لأن بشرا يسمون أنفسهم رجالا لدين الله أكدوا أن هذه هي مشيئته . لقد ملكوه رقاب الناس فقط ليبرروا الملكية الخاصة الرأسمالية , و حكموه بأمورهم و أصروا على أنه ديكتاتور هذا الكون فقط ليبرروا الديكتاتورية الفعلية لمن هم في السلطة , على هذه الأرض . قرونا طويلة اجتهد فيها رجال الدين ألا يشتم فيها السادة و الطغاة , بل أن يشتم الله عوضا عنهم , على أنه خالق الطغيان و الشر و الظلم في هذا العالم . كالعادة , فإن من يسيء إلى الله ليس أولئك الذين ينكرونه , بل أولئك الذين ينصبون أنفسهم مدافعين شرسين عنه , و الذين أصروا و يصرون جيلا بعد جيل على تصويره فقط كخادم للطغاة و للمستغلين , إذن فإن الشيوعيين و الاشتراكيين الراديكاليين و الأناركيين و غيرهم ممن يبشر بتحرير البروليتاريا من الاضطهاد و الاستغلال إنما يبشرون في نفس الوقت بتحرير الله من هذه المهمة التي حددها له رجال دينه بالذات , تحريره من خدمة رأس المال و الاستبداد . لا يملك هذه الإله من أمره شيئا تماما كما هو حال البروليتاريا و لذلك فإن تحريره هو أيضا من هكذا أزلام و من خدمة الطغاة و المستغلين مرتبطة بتحرير البروليتاريا لنفسها . و لأن الله لا يستطيع أن يتكلم مباشرة عن نفسه و لأنه حتى اللحظة خاضع لوصاية من يسمون أنفسهم رجال الدين و سدنته و كهنته , فإن الأمر متروك لهم للمرة الأخيرة , إنه خيارهم هم في الواقع , فإذا أصروا على أنه سبب الفقر و الظلم و الطغيان و الاستبداد , فإنهم بذلك لا يتركون أي مجال لضحايا الفقر و الظلم و الطغيان و الاستبداد في حال قرروا الانتفاض على الفقر و الاستغلال و الاضطهاد و الاستبداد , فلا بد عندها من الإطاحة بكل أسباب الفقر و القمع و الاستغلال و الاضطهاد , التي على الأرض ( الرأسمالية ) والتي في السماء ( إله رجال الدين ) . يقول بعض الإسلاميين أن الأمور قد انقلبت مؤخرا , و أنهم هم من يتحدث عن مواجهة الظلم و الاضطهاد و هم من أصبحوا يواجهون الظلم و الاضطهاد , الحقيقة أن هذا الانقلاب لم يتم على مستوى الإسلاميين بل على مستوى الصراع الاجتماعي و السياسي و بالتالي الفكري في منطقتنا , فقد أدت سيطرة الانتهازية و الإصلاحية في اليسار العربي بل و مشاركته في عدة أماكن في تغطية استبداد و نهب القوى و الأنظمة السائدة إلى تراجع قدرة هذا اليسار على تحريك الشارع و ارتباط العلمانية في وعي الناس العاديين صراحة بالليبرالية السلاح الفكري للأنظمة القمعية القائمة أو للنظام الرأسمالي العالمي أي بالقمع و النهب الذي تمارسه القوى السائدة , أما إله الإسلاميين فهو كما كان منذ قرون , لم يتغير , لأنه هم احتفظوا به كما هو دون تغيير , إله لا يفعل ( و لا يسمحوا له بأن يفعل ) إلا أن يبرر و يشرعن الظلم و الفقر و الاضطهاد و الاستغلال . ما يزال هذا الإله جاهزا و معدا ليستخدم كمبرر لقمع جديد و لاضطهاد جديد , لن يحرره هؤلاء , كما لن يحرروا الفقراء و المضطهدين , بل إن هؤلاء بالتحديد من سيحررون أنفسهم و معهم كل راغب بالخلاص من الاستبداد و الاضطهاد بما في ذلك الرب نفسه........



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث كومونة باريس
- عن الخرافة
- دفاعا عن الأناركية رد على مقالي الكاتب سليم نصر الرقعي عن ال ...
- ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة
- أزمة جديدة في حزب مأُزوم ( عن الأزمة الجديدة في الحزب الشيوع ...
- انتفاضات الخبز في مقابل الثورات المخملية
- الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جي ...
- لماذا يجب الاقتصاد في التصفيق لأردوغان
- حادث عادي جدا
- تعليق على ما كتبه غسان المفلح و كامل عباس عن اليسار و اليمين
- الرهانات في -معاقبة- اليونان
- لماذا لا سادة و لا آلهة ؟
- تضامنا مع نضال العمال اليونانيين !
- لا رأسمالية بلا أزمة بيان الأول من أيار
- سجال حول المواطنة
- نحو يسار عربي جديد
- بين الديمقراطية و الليبرالية
- ما بعد أمريكا
- أوجه الشبه بين ستالين و بوش
- الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - أوجه الشبه و الاختلاف بين الله و الرأسمالية