أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - هل هي دعوة من أوباما لحمل السلاح للإنضمام للعالم الحر ؟














المزيد.....

هل هي دعوة من أوباما لحمل السلاح للإنضمام للعالم الحر ؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم إن معظم المعلقين ، الذين علقوا على خطاب أوباما ، في حفل تسليمه جائزة نوبل ، إتفقوا على أن الخطاب تبريري ، و ربما يمكن إضافة كلمة إعتذاري .
و الأغلب إن هذان المضمونان هما ما خطرا على بال أوباما عندما شرع في سطر خطابه .
و لكن مثل كل النصوص الأدبية ، و الخطب السياسية ، فإن من الممكن أن تختلف الأراء حول رسالة النص ، أو هدفه ، و من الممكن أيضا أن يتوصل البعض لأراء ، ربما لم يقصدها صاحب الخطاب ، أو النص .
المتنبي ، أشعر شعراء العربية ، ذكر تلك الظاهرة - و أعني إختلاف النقاد حول المعنى الذي قصده الشاعر ، في بيت ، أو كلمة - في أحد أبياته الشهيرة .
أوباما ، الخطيب البليغ ، كان يجب أن يعي إمكانية ذلك ، خاصة إنه بحكم أهمية منصبه ، يخاطب العالم ، و ما يستتبع ذلك ، من إختلاف بيئات المستمعين ، و خلفياتهم الثقافية ، و السياسية ، و الإقتصادية ، و الإجتماعية ، و ما ينتج عن هذه الإختلافات في فهم المقصود .
أوباما برر إستخدام القوة العسكرية ، بوضوح لا أعتقد أن لأحد أن ينكره ، و إن كان وضع لذلك الإستخدام شروط ، و حالات .
من تلك التبريرات ، في حالة وجود عدو خطر على قيم الحرية ، و الحضارة ، مع عدم إمكانية إقناع ذلك العدو ، بإلقاء سلاحه .
أوباما إستشهد بمواقف تاريخية ، و معاصرة ، إعتبر إنه من غير الممكن نجاح سياسة اللاعنف فيها ، مثل الموقف من هتلر ، و صدام حسين حين غزا الكويت ، و في البلقان ، و في التعامل مع القاعدة .
و لكنه وضع لذلك قيود ، كما ذكرت ، فأعلن ضرورة الإلتزام بكل القيم الإنسانية الحضارية ، و أشار لطلبه إغلاق معتقل جوانتانامو ، و وقف التعذيب ، و بموقفه الإيجابي من معاهدة جنيف .
و لكن يبدو أن أوباما عندما سطر خطابه ، كان تركيزه على المستمع في العالم الحر بالفعل ، و نسى إن تبريراته التي ساقها ، و قيوده التي ألزم نفسه بها في حربه ، يمكن أن يقيس عليها أخرون ، يعيشون في عالم أخر ، حيث الإستبداد ، و تقييد الحريات ، و التعذيب ، و هتك الأعراض، و سرقة الشعوب ، سلوكيات معتادة ، و يتحول خطابه التبريري الإعتذاري ، إلى مروج للعنف ، و الحروب .
بعض هؤلاء الذين ينتمون لخارج العالم الحر ، من الممكن أن يضعوا نص الخطاب الأوبامي أمامهم ، ثم يضعوا بدلاً من هتلر ، أو السفاح الصربي ، أو بن لادن ، إسم طاغيتهم ، الذي لا يفلح معه اللاعنف ، و لا يمكن إقناعه بإقامة إنتخابات حرة ، و لا يريد الكف عن سرقة شعبه ، و يرفض إحترام حقوق الإنسان ، كما هي واردة في الإتفاقات ، و المواثيق ، الدولية ، التي وقعت عليها بلاده ، و في ذات الوقت يعلنون إنهم في حربهم المسلحة ضد طاغيتهم فإنهم يلتزمون بالمواثيق الدولية ، و لا يمسون المدنيين ، و ما إلى ذلك من الإلتزامات التي تضعهم بعيداً عن تصنيف الإرهاب .
فيتحول خطاب أوباما من غرضه الأصلي في تبرير حروب دول العالم الحر، إلى مبرر لحمل السلاح من أجل الإنضام للعالم الحر ، و تتحول الأوبامية إلى ماوية الديمقراطية .
و يصبح خطاب أوباما وثيقة رسمية ، في أدبيات تنظيمات ديمقراطية مقاتلة تبزغ ، تتبنى تبريراته ، و تلتزم بقيوده .
لقد فشل أوباما ، و كان الأجدر أن يعتذر عن تسلم جائزة خصصت للسلام ، لأن ما يبرر الحرب على مستوى الدول ، يمكن أن ينتقل بسهولة إلى النطاقات المحلية ، فتشيع الحروب الداخلية من أجل ، أو بإسم ، الحرية .
لقد كان خطاب ترويج للحروب ، و ليس فقط تبرير لها .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أروهم بأس العراق الديمقراطي
- في رومانيا ، الإشتراكي يتصالح مع الدين ، و الرئيس الليبرالي ...
- لأن لا أمل مع جيمي أو فيه
- الثورة الشعبية السلمية هي الواقعية الديمقراطية الوحيدة الأن
- الطغاة يجب سحقهم أولاً
- صوت العرب الديمقراطيين من بغداد
- متلازمة ستوكهولم تشخيص فاسد و تسميمي
- الخطأ البريطاني الجسيم في الجزيرة العربية
- جيمي مبارك لم يحمل كفنه أمام الشعب المصري
- لتنفجر الأوضاع الحالية لتحقيق الديمقراطية ، و العدالة ، و ال ...
- هكذا تنتحر الأحزاب الكبيرة
- إيران أقوى بغاندي إيراني
- السياسات العامة تواجه بإضرابات و تظاهرات عامة
- خطأ محمد علي في التعامل مع آل سعود
- إحقنوا الدماء العراقية بدعم المعارضات الديمقراطية العربية
- طريقان للعروبة ، لا ثالث لهما ، إما من الأصلاب ، أو بالمؤاخا ...
- مفاوضات يدفع ثمنها المواطن المصري
- حتى يحين ذلك ، فإنني أعذر الكنيسة المصرية
- حروب مصر في عهد محمد علي هي حروب إستقلال و دفاع
- على العراق الديمقراطي أن يتحول للهجوم بإحتضان القوى الديمقرا ...


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - هل هي دعوة من أوباما لحمل السلاح للإنضمام للعالم الحر ؟