أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ملامح ما ستسفر عن المتغيرات الجديدة في المنطقة















المزيد.....

ملامح ما ستسفر عن المتغيرات الجديدة في المنطقة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الاحداث السريعة المفاجئة في الاستراتيجيات العديدة للاطراف المشاركة في ترتيب الوضع العام في منطقة الشرق الاوسط تدلنا الى ما نحن فيه الان و ما نتجه اليه من التغييرات الجذرية العامة في كافة النواحي ، و ما توصلت من الاشارات العديدة من البلدان المؤثرة على العالم و مافيه و ما وصلت من التوجهات الجديدة للكبار و كيفية التعامل معها من قبل بلدان المنطقة و المهتمين بما يجري و الجهات ذات الصلة و المؤسسات العالمية المهتمة بالمتغيرات الكبرى .
من المعلوم ان الدول العظمى و بالاخص ما لها من تاثيراتها المباشرة على جميع بقاع العالم تغير ما موجود في اية منطقة بمجرد تحركها البسيط فيسبيل تطبيق استراتيجياتها العامة السياسية كانت ام الدبولماسية او الثقافية او بتغيير في تفكيرها او نظرتها لما يمكن ان تعمل عليه في التفاتتها الى اية قضية عالمية كانت ام اقليمية ، و اليوم ملامح التغييرات الاستراتيجية الامريكية فيما تخص منطقة الشرق الاوسط واضحة للعيان و تكتشف يوما بعد اخر من قراءة السياسات الجديدة للجهات المرتبطة و ما تشهده المنطقة من التغيير في ميزان القوى بعد التقاطع الحاصل من المؤشرات و الاحداث المرتبطة اصلا بتحركات و نظرات القوى الكبرى الى المشاكل و تفاصيلها. ما موجود من القضايا الهامة الاستراتيجية و التي تعتبر كمنفذ هام و مقياس لتحديد توجهات و افكار و مخططات من له العلاقة بها من قريب او بعيد، و اهمها القضية الفلسطينية و عملية السلام و علاقات اسرائيل مع دول المنطقة و مجريات الامور في العراق و الصراعات الدينية و المذهبية و العرقية الجارية الان و علاقة القوى المعتمدة على هذه الفلسفات في تسيير سياساتها ، و للدول المنطقة دورها المهم المؤثر في تلك القضايا و العلاقات بينهم ، و روابطهم العامة مع دول الكبار و مصالحهم و كفية التغيير و الاصلاح من اجل ضمانها .
اهم نقطة تحول مكشوفة و واضحة للعيان هو الغاء المناورات العسكرية التركية الاسرائيلية المشتركة و التطور المفاجيء الملحوظ في العلاقات التركية السورية التي تبين مدى و مستوى التطورات الجديدة في الاحداث السريعة لهذه المنطقة، و المواقف العديدة تجاه الوضع اللبناني الداخلي و التحركات العربية و الانفتاح التركي على القضايا الداخلية لها ، هذا عدا ما شوهد من عودة العلاقات التركية الارمينية بعد انقطاع طويل دام عقود في ظل الاستراتيجية الجديدة لامريكا و ما تشير اليه من التحركات الجديدة من النواحي الديلوماسية و السياسية العامة حول الملف النووي الايراني و التاكيد على العمل الدبلوماسي كالخطوات المتبعة في السياسة الخارجية الامريكية لانهاء هذه المشكلة، و هو امر يمكن بالاستناد عليه ان يفسر و يحلل ما تفكر فيه امريكا و ما التغييرات التي حصلت على اجنداتها من جراء التغيير في الاستراتيجيات العامة لها . ما يمكن استقرائه استنادا على المستجدات الكبيرة هو حصول التغييرات الجوهرية في المعادلات السياسية للمنطقة باكملها و التغيير في ميزان القوى كافة بعد ارساء تعاملات جديدة لجميع الاطراف و طفو نظرات مغايرة ، و يمكن التنبؤ باستحداث طرق قديمة جدي-ة لترسيخ الارضية التي تتطلبها التفاعلات ، مما تستثمر من جرائها روابط مغايرة بين دول المنطقة وفق قواعد نابعة من ما يتجه اليه العالم في ظل النظام العالمي مابعد الازمة الاقتصادية العالمية و الانتخابات الامريكية و افرازاتها و معطياتها ، بعد الخيارات الاضطرارية التي اتبعتها في حل المشاكل الداخلية المستعصية و ما يتوجه اليه العالم في كافة بقاع المعورة استنادا على المستجدات و متطلباتها.
تغيير المعادلات السياسية العامة في المنطقة سوى كانت لاسباب موضوعية او داخلية لكل بلد فانها لن ترسوا الا من مرحلة تاريخية جديدة مغايرة تماما للعقود الماضية. و هذا ما يفرض عدة شروط على كل بلد في رسم استراتيجياته و يجبره على اتباع طرق حديثة ، و من يقرا المتغيرات بشكل دقيق و يستنتج ما تؤول اليه الاوضاع سينتج في رسم سياساته و دبلوماسيته بشكل متكامل و دقيق .
التقارب التركي السوري من جهة و السعودي السوري من جهة اخرى سيؤثر بشكل مباشر على العلاقات السورية الايرانية مهما تمسكت الجانبان بما اتفقوا عليه و لم تعترف اي منهما بذلك ، و هذا من ثمار نجاح الدبلوماسية السلمية الضاغطة التي تتبعها امريكا في حل المشاكل الكبرى و كما هي ثمار لنجاح المحاولات العديدة من الجهات المختلفة في المنطقة و العالم و التي صرفت جهدا لم تقدر الا في هذا الاتجاه و نجحت بسلم و عمل سياسي دبلوماسي. و الجانب الهام الذي يفرض نفسه على تفكير امريكا و اسرائيل هو مدى استفادة اسرائيل من هذه المتغيرات و نسبة تضررها فيها، و الهدف الرئيسي العام هو بيان تاثيرات التعامل الدبلوماسي الصحيح على القضايا الكبرى و توجيه الجهات المتعلقة باية قضية في السير الصحيح . و لا يمكن التفاؤل كثيرا كما يدعي الباحثون بان هناك وضع جديد مغاير جذريا لما شهده العالم في العقود الماضية.
كانت تقارير عدة تشير الى ما تتجه اليه امريكا و لكنها بدات باولى خطواتها في تطبيق ما رسمتها استراتيجيتها الجديدة في هذه المنطقة استنادا على ما يمكن ان يسمى بمشروع بيكر هاملتون . و ما دفعت امريكا على الاستعجال في خطواتها الانفتاح الاوربي و مؤثرات روسيا و الصين و دول اسيوية اخرى على المنطقة.
اذن نستنتج من التحولات الجغارية ان منطقة الشرق الاوسط تعيش في فترة متهيجة و مرحلة انتقالية و ستعمل كل جهة على قطف ما يمكنها من ثمار الدبلوماسية الجدية و في مقمتهم اسرائيل و صديق امريكا المدلل تركيا قبل غيرهم ، و اولى الخطوات بدات ايضا من اخراج سوريا من الانعزال و الاتعاض من الفوضى العارمة التي حصلت في العراق بعد سقوط الدكتاتورية مما دفعت الى العمل و تكاثف الجهود على تجاوز المرحلة و عدم تكرار الاخطاء الكبرى من قبل الدول الكبرى ، كل ذلك من اجل المصالح الذاتية و ما تفرضه الظروف الداخلية الاقتصادية و السياسية لامريكا و الدول الكبرى قبل غيرهم . اهم ما ينتظر ان ترسوا عليهالمنطقة في الفترة القادمة نتيجة الاصرار على العمل الدبلوماسي مع الضغوطات السياسية هو ضمان امن اسرائيل و الذي يعتبرهو الخط الاحمر لكل الجهات مهما حاول بعض اصدقاء الامس من التنصل من تعهداتها و لكن هناك اولويات في الدبلوماسية التي تتبع الان و في مقدمتها عزلة ايران دبلوماسيا و ليس عسكريا هو الهدف الاول للادارة الامريكية الجديدة، و ربما ستنعكس لصالح المنطقة ان لم تفرز منها السلبيات المتوقعة من التغييرات، و من ثم تاتي الخطوات المتلاحقة لتثبيت دور اسرائل و ضمان مستقبله نهائيا ، و الكل يخضع مجبرا لتلك المتطلبات التي تفرض نفسها على كافة دول المنطقة في ذلك الاتجاه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنبؤ بالمستقبل يحتاج الى خبرة و عقلية منفتحة
- هل من الضرورة الالتزام بالقيم الاجتماعية في السياسة ؟
- التحزب القح و مصالح الوطن
- ضرورة التعددية في العملية الديموقراطية و لكن.......
- تغيير ميزان القوى في المواجهات المستديمة بين الشعب و الحكومة ...
- هل وجود الاحزاب الغفيرة ضرورة مرحلية في العراق؟
- هل نظرية الموآمرة سلاح الضعفاء ؟
- هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟
- هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟
- كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة
- كيف و لمن نكتب ؟
- الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
- على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
- سبل اطمئنان المكونات الاساسية في العراق الجديد
- الوضع العراقي الراهن بحاجة الى تعامل خاص
- من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
- سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي
- تجسيد المجتمع المدني مرهون بالنظام السياسي التقدمي
- الى متى يحتاج العراق لنظام ديموقراطي توافقي؟
- المماطلة في طرح الحلول على طاولة المفاوضات في تركيا


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ملامح ما ستسفر عن المتغيرات الجديدة في المنطقة