أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - مذبحة عادية














المزيد.....

مذبحة عادية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ذهب عشرات المواطنين بين قتيل وجريح في سلسلة من التفجيرات الارهابية المتزامنة التي إستهدفت مساجد وحسينيات خلال وقت إقامة صلاة الجمعة، والحادث يحمل أكثر من رسالة خطرة، فالارهابيون هذه المرة لم يستهدفوا منطقة "رخوة أمنيا" كما إعتادت الاجهزة الامنية أن تقول كلما وقعت جريمة إرهابية لتقطف أرواح العشرات من المواطنين وهم يعيشون حياتهم اليومية بل إن الاماكن التي تقام فيها صلاة الجمعة تحظى بحماية جيدة، كما إن جريمة الجمعة كانت سلسلة من التفجيرات وهي تعني قدرة الارهابيين على تنظيم عمليات واسعة وبإختيارات دقيقة للمكان والزمان بما يمنح العمل الارهابي رسالة سياسية واضحة، وتفجيرات الجمعة كانت لها خطورتها أيضا لأنها لم تكتف بإستهداف مكون طائفي محدد بل إستهدفت أتباع تنظيم سياسي محدد من ذلك المكون الطائفي وهو أمر يمكن معه تأويل الاستهداف على إنه تحدي يهدف إثارة الفتنة الطائفية وإشعال الاقتتال الطائفي مجددا كما يمكن تأويل الاستهداف بطريقة أكثر دموية عبر التقولات التي ستعتبر التفجيرات عقوبة على مواقف إتخذها التنظيم وأتباعه ضد مواقف وسياسات أمريكية وعراقية، وكلا التأويلين يمكن أن يتسببا بكثير من الاذى للعراق.
لو وقعت جريمة الجمعة في أي بلد آخر غير العراق لتبارى المسؤولون الامنيون والسياسيون في زيارة مواقع الاحداث والتعليق عليها وتقديم التفسيرات ولقطعت الفضائيات برامجها الاعتيادية وإستدعت المحللين والمسؤولين ولنقلت صورا من المستشفيات أو من مواقع الحدث وربما أعلن الحداد الرسمي حتى، لكن في العراق مر الخبر مرورا عابرا بل إن وسائل الاعلام الرسمية نفسها لم تهتم بالحدث الجلل ودفعته الفضائية الرسمية الى خبر ثانوي بعد أخبار إستقبالات المسؤولين الرسميين وتصريحاتهم الباردة في شؤون عادية ويومية واستمرت البرامج في تسلسلها العادي، وبشكل عام يمكن القول إن الحدث لم يحظى بالاهتمام الاعلامي الكافي وبالتالي لم يتم البحث عن طرف لتحمل المسؤولية أو لتفسير الجريمة في الساعات الاولى من وقوعها.
إهمال الجرائم الارهابية وغيرها من الجرائم أخذ بالتحول الى منهج يومي تعتمده وسائل الاعلام الرسمية كما يعتمده المسؤولون السياسيون والامنيون وهو يعني في القراءة الاولى إنحدار قيمة الانسان العراقي في نظر السلطة التي لا تريد التشويش على صورة النصر التي صنعتها لنفسها كما إنها تخلص نفسها من حرج تحمل المسؤولية وطرح التساؤلات، نعم الارهاب غير طريقته هذا ما تقوله الاجهزة الرسمية منذ عدة أشهر لكن هل إستطاعت الاجهزة الامنية ملاحقة هذا التغيير والامساك بزمام المبادرة أم إنها تجد في سياسة الصمت الرهيب وإلقاء اللوم على الاعلام الذي يضخم الاحداث سياسة ناجحة؟!!!!!!!!!!.
في السنوات الاولى من الحرب العراقية الايرانية كانت البيانات العسكرية التي يطرحها إعلام نظام صدام تحمل أعداد الضحايا من الطرفين، العراق وإيران، وبعدما صنعت ماكنة إعلام النظام صورة "النصر" رغم إن الحرب آنذاك كانت في سنواتها الاولى صارت البيانات الرسمية لا تحمل غير أعداد القتلى الايرانيين رغم إن هذه الاعداد تخمينية في أفضل الاحوال ومصطنعة غالبا، وكانت قوافل قتلى العراقيين لا تنقطع عن الورود من جبهات القتال في ظل صمت إعلامي عنها خشية أن تتبدد "صورة النصر" المفتعلة.
هل يراد من إهمال الجرائم بأنواعها ترويض المواطن على القبول بها كأمر عادي لا يستحق الاهتمام وبالتالي لا يستحق المساءلة ويغيب بند الامن عن قائمة الاولويات بإعتباره إنه قد تم إعلان "الاستقرار" يوما ما ولن يعود العنف "في الظهور الاعلامي والاهتمام السياسي" حتى لو عاد على أرض الواقع وحصد أرواح المواطنين، ويمكن للجهات الرسمية توجيه تهمة المبالغة وتشويه الحقائق الى كل من يؤشر حالة خرق أمني كما حدث مع ملف الفساد.
قد لا يعود العنف الطائفي كما تقول الجهات الرسمية لكن إستمرار الهجمات الارهابية وخاصة المنظمة منها ستضعف من ثقة المواطن بالاجهزة وتدفع الى حالة من التشكيك بدورها.
ربما تتبع الاجهزة الرسمية سياسة تحدي مع الارهابيين، فهي بصمتها تقول للإرهابيين إن لا شيء يثير قلقنا وهلعنا ولا شيء يمكنه تحويل المسار العادي الى مسار الطوارئ، لكن الارهابيين في هذه الحالة سيقولون للمواطنين إن الدولة لا تهتم بكم وعليه فمنهج التحدي الصامت سيكون أكثر خطرا من إبداء الاهتمام الواقعي الذي تدعو إليه الانسانية والمسؤولية الرسمية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف
- مخاطر الجمود السياسي
- تكليف بايدن
- عذر التسييس
- تحذيرات..توقعات..لاجدوى
- حكومة قوية..دولة قوية
- مناطق ساخنة ومنسية
- الاستفتاء..تأجيل أم إلغاء؟
- الوساطة الامريكية في العراق
- مرحلة الصفاء المؤقت


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - مذبحة عادية