أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - لعبة الرقابة














المزيد.....

لعبة الرقابة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مثلما يحدث في كل قرار حساس ومثير للجدل، تناوب بين النفي والاثبات خبر قرار وزارة الثقافة بفرض رقابة على طبع الكتب وإدخالها الى العراق، وبالمثل فرض رقابة على المواقع الالكترونية بحجج وذرائع أمنية وأخلاقية، ولا يدري أحد هل إن هذا التضارب هو لجس النبض أم للتهديد أو إنه مجرد إشاعات مغرضة تستهدف تشويه صورة الحكومة وموقفها من الحريات العامة، خاصة مع تنفيذ الانسحاب الامريكي.
في مرات عديدة كانت القرارات المثيرة للجدل تدخل دوامة النفي والاثبات لكن غالبا ما كانت الحكومة تنفذ ما تريده خاصة إذا صادف حدوث ضجة إعلامية تجذب إنتباه الرأي العام بعيدا عن موضوع القرار المثير وبما إن المتغيرات في العراق كثيرة وكذلك الاحداث المروعة التي تهز المشاعر فهناك غالبا فرصة لتمرير الكثير من القرارات المثيرة للجدل.
الارث الثقافي لمنظومة السلطة في منطقة الشرق الاوسط عموما هو إنها منظومة رقابية وتكون الحرية غالبا في آخر سلم إهتمامات السلطة وكذلك المواطن حيث تسبق الحرية الكثير من الاولويات، لكن المعرفة التاريخية والتجربة على المدى القريب أيضا أثبتتا إن فقدان الحرية أو تجاهل أهميتها هو مقدمة أساسية لسيل من الاهدارات في حقوق الانسان وحقوق المواطنة وصولا الى لقمة العيش وحتى حق الحياة، وكل هذه الاهدارات تتم بذرائع أخلاقية وأمنية ويصير التغاضي عن الحريات أمرا مفروغا منه وينظر الى المطالبين بها كمترفين (بطرانين) أو مجانين وأحيانا خونة وعملاء للأجنبي أو أعداء للدين والامة والقضايا المصيرية.
ومع ذلك لا يمكن النظر الى الحرية بصورة مثالية دائما فهناك ظروف ضاغطة تحيط بحياة المجتمعات والدول تجبرها على تقليص مساحة الحرية وظروف العراق الصعبة قد تفسح للراغبين بضغط الحريات مجالا واسعا ليفرضوا حريتهم على حساب حريات الاخرين، وطرفي المعادلة هنا هما السلطة بكل تلوناتها من جهة والمجتمع من جهة أخرى، وعندما تريد السلطة إجتياح المجتمع والسيطرة عليه فإنها تتجه الى استغلال مخاوفه بطريقة تثير رعبه من أخطار محتملة أو مفتعلة وتدفع المجتمع الى المقارنة بين الاخطار العظيمة (كما تصورها السلطة) والتنازلات البسيطة (كما تصورها السلطة أيضا) لضمان أمنه وإستقراره، وغالبا ما تنجح السلطة في إثارة هلع الناس لتدفعهم الى تقديم كل التنازلات بسهولة.
من المؤكد إن هناك حاجة دائمة لتقوم السلطة بمختلف مؤسساتها بعملية إستشعار لبؤر الخطر التي قد تثور في المجتمع لكن ذلك لا يعني فتح المجال أمام عملية إستئصال الحريات، وما يقال اليوم عن الارهاب والطائفية كمبررات لفرض الرقابة قد تفتح الباب أمام مبررات أخرى لفرض رقابات أخرى، ومن هنا تبرز الحاجة الى حالة من التحفز الدائم عند الرأي العام لرفض كل أنماط وأشكال الرقابة ولا يسمح بفرض أي نوع منها إلا بعد جدل إجتماعي وسياسي عبر وسائل الاعلام وفي مجلس النواب وداخل منظمات المجتمع المدني والهيئات الثقافية، بمعنى إن عملية فرض رقابة ما بأي مستوى كانت وفي أي حقل من حقول الحياة العامة أو الخاصة يجب أن يكون هو الاستثناء والعابر والمؤقت.
لا خطر أشد أذى من إنتهاك الحريات وفي اللحظة التي يفرط فيها الفرد أو المجتمع بحريته يكون قد وضع حياته أيضا عرضة للإنتهاك، ومعادلة الامن مقابل الحرية هي معادلة خاطئة وغير مقبولة ولا يمكن طرحها للنقاش وهي معادلة يروج لها داخل المجتمع بعض المتأثرين بسياسات النظام السابق وبموروث الانغلاق والاستعباد، وحتى إن كان فرض الرقابة على أنواع من الكتب والمواقع الالكترونية مجرد إشاعة فلا بد من مواجهة هذه الاشاعة برفض مضمونها والتعامل معها بجدية وحزم من قبل الرأي العام والنخب حتى تستشعر جميع القوى السياسية الحالة الجديدة من الوعي الذي يهيمن على العراقيين وهو وعي الحرية التي تعد المكسب الاساس لعملية التغيير التي دفع العراقيون ثمنا باهضا لها وهناك اليوم من يتمنى أن تحل سلطته محل سلطة النظام البائد في السيطرة على كل منافذ الحياة والتفكير والتعبير بحجج مختلفة.
أغرب ما في قرار فرض الرقابة هو المبرر الذي إستعملته وزارة الثقافة وأيدها فيه أحد مستشاري رئيس الوزراء، فالرقابة ستفرض على الكتب والمواقع التي تحرض على الارهاب والطائفية في حين تتغاضى المؤسسات الرسمية عن تنظيمات تمارس الارهاب والتحريض الطائفي ولها ممثلين في البرلمان والحكومة وبقية الاجهزة والمؤسسات بل إن شخصيات وجماعات تورطت فعلا بدم العراقيين لم تواجه العقاب بل دخلت في تسويات أتاحت لها مزيدا من السلطة والنفوذ، فهل الكتاب أو الموقع الالكتروني مهما كان مضمونهما أشد خطرا من تنظيمات وشخصيات حقيقية تمارس أو تحرض على الارهاب والطائفية؟ فما لكم كيف تحكمون؟ وبينما يقرر الدستور تحريم التنظيمات الطائفية والعنصرية لا نجد حظرا واقعيا عليها في حين يقر الدستور الحريات العامة ومنها حرية الفكر والتعبير وها نحن نرى ترويجا للتجاوز على هذه الحريات.
كل عبارة تستخدم كذريعة لفرض رقابة ما بحاجة الى تدقيق وتحديد قانوني حتى لا تستخدم بشكل مجاني وتأخذ الرقابة بالتوسع وأعجب كيف سستعامل الجهة الرقابية في وزارة الثقافة مع نماذج من التراث القومي والديني المقدس لمختلف المكونات العراقية وبعض تلك النماذج صنفتها منظمات وجهات عالمية على إنها تحرض على العنف والارهاب.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف
- مخاطر الجمود السياسي
- تكليف بايدن
- عذر التسييس
- تحذيرات..توقعات..لاجدوى
- حكومة قوية..دولة قوية
- مناطق ساخنة ومنسية
- الاستفتاء..تأجيل أم إلغاء؟
- الوساطة الامريكية في العراق
- مرحلة الصفاء المؤقت
- نهاية مأساوية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - لعبة الرقابة