أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - عوامل العنف الكامنة














المزيد.....

عوامل العنف الكامنة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 10:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


خلال فترة قصيرة أدلى السفير ستيفان ديمستورا ممثل الامم المتحدة في العراق، بتصريحين، جاء الاول عندما علق على إنخفاض مستوى العنف حيث ارجع ديمستورا هذا الإنخفاض الى الملل الشعبي من دوامة العنف التي لم تحقق أي شيء لأي طرف عراقي، أما التصريح الثاني فجاء بصيغة تنبيه للأطراف العراقية من تقلص الزمن المتاح أمامها لتحقيق تقدم سياسي، وهو ما يعبر عن حجم القلق في الدوائر السياسية من إستحقاقات المرحلة القادمة وتداعياتها.
هناك فعلا إنخفاض في مستوى الانخراط الشعبي في دوامة العنف وربما كان اليأس من جدوى العنف هو أحد عوامل هذا الانخفاض لكن تراجع الدعم للقوى التي تمارس العنف تكمن خلفه عدة عوامل غير اليأس والملل ومنها إشتداد القوة الحكومية في مواجهة جماعات العنف بمختلف إنتماءاتها، ولعل العامل الأهم هو عدم وجود مبرر سياسي راهن لممارسة العنف، وهذا بالتحديد ما يشير إليه تحذير ديمستورا من تقلص للفرص المتاحة لتحقيق تقدم سياسي في العراق، كما تشير إليه التحذيرات والتنبيهات الدولية والامريكية بخاصة.
هناك إستحقاقات سياسية كثيرة صارت تقترب من مواعيدها وبعض هذه الاستحقاقات تمثل عقدا ونقاط مواجهة بين عدد من القوى العراقية وستعود هذه القوى الى إستخدام خطابات الاحتقانات الطائفية والعرقية وحتى الى التحشيد الجماهيري والتهديد بحمل السلاح وربما حمله فعلا للتوصل الى نتائج ترضيها والمنفذ الوحيد لتلافي هذه النهاية هو المباشرة بعملية تسوية وإنفتاح بين القوى العراقية لتقليص حجم المواجهة القادمة.
مؤتمر المصالحة، الذي عقد مؤخرا في بغداد برعاية الحكومة العراقية شكل صورة واقعية وسوداوية في نفس الوقت لطبيعة العلاقات بين المكونات السياسية المشاركة في العملية السياسية مما يعني إن أي فرصة أو خطأ يمكن أن يمثل بوابة لدوامة جديدة للعنف، والأمر الأكثر تعقيدا في الدوامة المحتملة إنها لن تكون بين الانتماءات المختلفة فقط بل ستشمل القوى التي تمثل مكونا واحدا فالصراع السياسي في العراق مقبل على حالة من الانشطار بما يولد صراعات بينية متعددة قد تفقد معها الساحة العراقية ما حققته من تقدم.
بعض الساسة يرفع من مستويات التصلب والاحتقان ويفرطون بكل الفرص التي يمكن إقتناصها لتبديد الاحتقان وتحقيق مستوى من الانسجام والتصالح بين القوى العراقية، وهذا البعض يفعل ذلك عن عمد لأنه إختار الطريق السهل للسلطة، ذلك الطريق المعبد بالشعارات الطائفية والحزبية والفئوية الضيقة مما يرفع من قدرته على التحشيد الجماهيري بعد أن فشل في السير بطريق الاداء الناجح والحسابات العملية والواقعية.
إشارات العنف القادم صارت تنطلق في أكثر من مكان سواء على شكل مواجهات متفرقة أو خطابات متشنجة ومواقف متصلبة وأحيانا تأخذ إشارات العنف شكل الصمت والعزلة، وجميع هذه الاشارات تؤكد إن قوى سياسية عراقية مشاركة في العملية السياسية كانت متورطة في دوامة العنف السابقة التي إنخفضت حدتها كما إنها تستعد للمشاركة في دوامة العنف المقبلة إن لم تحصل على التنازلات التي ترضيها، وهو ما يسجل تطورا في الحالة العراقية لتنتقل المواجهة من حالة التصنيف السابقة بين أعداء العملية السياسية وأنصارها الى مواجهة بين القوى الداخلة في العملية السياسية وهو ما يمثل تهديدا أكبر لهذه العملية لأن الخطر سيكون هذه المرة من داخلها، خاصة مع إقتراب دخول الانتخابات الرئاسية الامريكية مرحلتها الحاسمة حيث ستشكل الحالة العراقية إحدى نقاط الجدل المهمة فيها وسيكون التقدم في العراق وإستقرارها الامني عاملا حاسما في ضمان إستمرار الدعم الامريكي للعراق بغض النظر عن هوية الادارة الامريكية القادمة.
إن حالة العنف والمواجهة ليست حتمية فهناك رهان كبير على وعي الشارع العراقي بعدم الانخراط في دوامة العنف التي سبق ان جربها وأكتشف لا جدواها وعرف لمصلحة من يكون إستمرارها، وهناك من الساسة العراقيين من سيتحسس بسرعة نذر الخطر وسيسعى لتلافيها والتوصل الى مقاربات تخفف من حدة الصراع السياسي.
عندما قرر الشعب وقواه السياسية بناء نظام ديمقراطي دستوري فهذا يعني إن قرارا عاما إتخذ بسلمية الصراع السياسي وتداول السلطة وكذلك بحرية المعارضة وحرية التعبير عن الرأي وإحترام حقوق الانسان، لكن كل ذلك يكون عرضة للشك بسبب تهديد بعض القوى باللجوء الى العنف أو تعاونها مع قوى إقليمية لتخريب التجربة العراقية وإن تعددت إتجاهات وإنتماءات القوى المخربة لكنها تلتقي عند النتيجة التي تهدف إليها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - عوامل العنف الكامنة