أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اليوم التالي...._ثرثرة














المزيد.....

اليوم التالي...._ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 11:19
المحور: الادب والفن
    



صفة اللاحق أو الثاني تشمل كلّ الأيام,عدا الأول وبدرجة أقلّ الأخير.
اليوم التالي للزواج للسجن للولادة للموت للسفر...اليوم الذي يتكرر أو يغلب عليه طابع التكرار,لحمة الحياة وسداها, ما هي اللحمة والسدى...؟ لا أعرف,.....من محفوظات قديمة.
بالنسبة لي كشخص تالي أو تابع أو غير مقرّر ولا مركزي في حياة أحد, حياتي ردّات فعل واستجابات عشوائية, تعذّر عليّ تحديدها أو ضبطها من البداية.
أحاول مرّات اختبار مكانتي و"...أهميّتي" يا للهول! تحدث في فترات متباعدة حقيقة,لكنها تحدث فأتلقّى الخيبة, وذلك الشعور الممضّ العاصّ والخانق والذي اختبره الجميع يوما...! سريعا أعود وبملء إرادتي وخياري الواعي إلى روتين طارد للبهجة والحماس, اشرب واندم .
هكذا تدور حياتي وتفكيري في اليوم التالي,آثار غائمة وضبابية ليوم سابق,هل ما حدث فعلا وانتهى الأمر! لا أستطيع القبول_ إن تجاوزت الاقتناع_ أن الحياة بهذه الخفّة والعبثية.
أتذكّر اليوم التالي في الخدمة العسكرية, يا له من يوم, لا أتذكّر فيه لحظة واحدة! كذلك زواجي وتجربة سجني ودخولي إلى الجامعة وتخرّجي...وصولي إلى اللاذقية, وتحجّري هنا... لا وجود ليوم تالي في السفر والموت طبعا, الموت لن أكون حاضرا فلا تالي ولا ثالث, وحدها تجربة السفر وحدها ستقدّم لي امكانية الانتباه"ليوم تالي في حياتي..".
*
أتذكّر حكاية القبلة...فجأة انتبهت أن الحبكات والنهايات البوليسية في الكتب,لم تعد تكفيني, صرت أتابع بأدقّ التفاصيل كيف تعانق البطلان وتبادلا القبل! طبعا هذا من الذاكرة البعيدة.
سنين طوال والقبلة مركز الاهتمام والبؤرة الرئيسية للنشاط وللحياة بأكملها. عندما قرأت القبلة لتشيخوف لم أكن قد حظيت بتلك النعمة, ولم أختبر فنّ التقبيل بعد, كنت في الجامعة.
حدث انتقال محوري للاهتمام, رائحة الفم وطريقة الاحتضان و تفاصيل أخرى يكررها المراهقون في كل الأزمنة. بدون مقدمات وبشكل فجائي تعرضّت لاختبار القبلة, وفشلت.
ليس الفشل جديدا عليّ, نادرا ما حدّثتني صديقة عن قبلتها الأولى أو المفصلية, حدثت وبصيغ مواربة, وأما الأصدقاء فقد ثقبوا آذاني بتفاصيل فتوحاتهم في مملكة النساء.
ربما لسوء الحظّ,كنت قد استهلكت متعة القبلة ودهشتها سابقا, في التلصص على الأفلام والكاتولوغات وجلدت عميرة مئات وربما ألوف المرات,قبل أن أحظى بلحظة الأبدية تلك!
لا أذكر وليس في ذاكرتي وذكرياتي سوى, اليوم التالي والأيام التي تعاقبت وتكدّست عبثا.
ماذا لو حظي ماركس أو فرويد أو آينشتاين أو داروين أو أديسون( حاولت جاهدا إدخال عربي أو مسلم بينهم....) بهبة الحب العظيم؟ هل كان أحدهم ليترك نعيمه ويتجّه إلى المختبر أو الورق الأصفر؟ أسئلة كانت جوهرية في شبابي ذات يوم, صارت ظلالا وصورا ضبابية.
أنا في اليوم التالي....أعيشه وأتنفّسه وأجالده بحكم العادة والضرورات القاهرة, ماذا عنك!
*
اليوم التالي بعد الموت,تتوضّح الصورة من الخارج, ويكتمل المشهد.
صاحب الوليمة غائب أول,وحده يجهل حاله اليوم.بعدها على طول الأيام والسنين أنا_ آخر.
اليوم التالي بعد الموت, نقطة وينتهي هذا الكيان الذي كان له اسم وعنوان وحيّز أو فضاء, حقيقته خارجه, هنا تكمن نقطة الالتباس والإثارة في حالة الموت, فجأة ينتهي كل شيء, الصورة انقطعت وانتهى الكلام.
.
.
عودة ميت واحد
تكفي
لصحوة الجميع.

يبهجني تعبير أو تأمّل أو خيال جامح,بعد كلمة"موت". استرخاء خالص.
هنا لا مكائد ولا حفر. الباحثون عن أدوار البطولة, الأدعياء, أبواق التشويش والضجيج, كلهم في الضفة الأخرى والمقلب الغائب.
لا أحد يعود.
لا أحد يرغب في العودة.
جوهر التفكير والاستنارة, لا يحتمل إعادة ولا تكرار.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو حكينا يا حبيبي...._ثرثرة
- بيوت بلا حب_ثرثرة
- أنت تشبه عدوك أكثر...._ثرثرة
- أفعل_لا تفعل....أمر تحطيم النفس_ثرثرة
- ....ربما لو كنت أكثر ذكاء!_ثرثرة
- صوت الفضيحة_ثرثرة
- ما أجمل حيث لا أكون_ثرثرة
- تحت خط العدم_ثرثرة
- بؤساء غزة في مرآتنا المقلوبة_ثرثرة
- صباح اعتيادي كسول_ثرثرة
- الجريمة والعقاب_ثرثرة
- خلف الأبواب المغلقة_ثرثرة
- وراء الأبواب الحزينة_ثرثرة
- بين الخطوط المتقاطعة_ثرثرة
- طفولة متأخرة_ثرثرة
- باب النسيان_ثرثرة
- الملاذ الأخير للكائن الحميمي_ثرثرة
- شذوذ المتنبي أم غبائ..هم...نا_ثرثرة
- تلهو بنا الحياة وتسخر_ثرثرة
- خبر عاجل_ثرثرة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اليوم التالي...._ثرثرة