أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - طفولة متأخرة_ثرثرة














المزيد.....

طفولة متأخرة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 09:25
المحور: الادب والفن
    



أكثر أسباب"اضطراب الشخصية" يعود إلى,تناقض الدوافع والرغبة والتعبيرات مع مقتضيات الواقع. كأن يثاب (نفس السلوك) ويكافأ مرة, ثم يزجر ويعاقب بقسوة لاحقا وبشكل عشوائي(سواء من الضمير أو السلطات). تكاد آلية: مثير_استجابة تختصر الحياة وتحدّدها.
في الطفولة ككلمة وطور نفسي_اجتماعي,بؤرة إشارات ومعايير متناقضة وعشوائية,تدفع إلى الجنون, أقلّه إلى بناء عوالم وشخصيات متعددة,يتعذّر جمعها وانسجامها في عقل وحياة فرد.
الطفولة الضائعة,ربما, عبارة تناسب واقع_ضبابي في مستوياته العليا الفكرية والفنية, جامد ومبالغ في صرامته وتثبيته على المستويات المباشرة_ تشرح وقد تبرر انحرافات متوافرة في اليوم والمنزل والعلاقات الحميمة,وتلقى معاملة مبعثرة هي الوجه الآخر للطفولة المتأخرة.

عبر الخطوط المتقاطعة على الكفّ
عدت إلى الغناء
وعادت إليّ طفولتي,
لكن أحدنا صار أعمى
والآخر اًصمّ.

طفل كبير, هوائي, مزاجي, أناني, متناقض.....
شخص نزوي أحكامه تتبع لانفعالاته الداخلية فقط, هكذا وجدت نفسي خارج دوائر الأربعين.
أفرح وأحرد,أنزوي وأقاتل بشراسة_ردود أفعال مختلفة تجاه صفة تطلق عليّ كثيرا.
*
في كراج جبلة ألتقي بأنيس,نتصافح وتتسرّب الطفولة إلى الذاكرة والعيون. في حرف متور سنرفع أعمدة النار مع عماد وفي بيته, نكثر من الكحول والحديث عن أمريكا والمصادفات, وتكتمل حلقة الأشقياء مع مروان بعد منتصف الليل.
الآن أتأمل زهر الرمان في تفتّحه. سوف تمطر هذا اليوم في بيت ياشوط, أتمنى لو تمطر. 47 مرة مضى واحد حزيران ولم تمطر, كأنها ستمطر اليوم.
شجرة الغار والآس واللوز,في المدرج الثاني الزيتونة والجوزة وصفّ الرمان يتمايل مع الهواء, وفي عقلي الصغير تعصف الأفكار والأخيلة.
كأنني سأتجاوز الانغلاق النرجسي!
1 حزيران مكتوب على بطاقة الهوية تاريخ المولد.
مثير للفضول يوم لم تكن فيه قد دخلت خانة الأحياء بعد. 59 فما قبل وما قبله, جرت أحداث وموت كثير,كان يوجد حب في الوقت المستقطع شأنه دائما. لكن بالنسبة إليك عدم خالص مطلق,قبل دخولك إلى المشهد.
......ضيّقة هي المراكب, أقرأ لسان جون بيرس عبر أدونيس:
أيتها السفينة, يا سفينتي الجميلة, التي تستسلم لحبالها, تحمل عبء ليل الإنسان, أنت لي سفينة تنقل الورود.تحطّمين على الماء قيد العطايا. وها نحن ضدّ الموت, لا حدّ للفجر الذي يقال له البحر,لا حد لامتداد المياه, وعلى الأرض المصنوعة حلما في تخومنا البنفسجية, كل التموج الذي ينهض من بعيد ويتتّوج, باليواقيت كشعب من العشاق!
"ما من اغتصاب أكثر علوا مما هو في سفينة الحب"
*
أنا أيضا مرة كنت طفلا. وفجأة أجد نفسي في هيئة كهل رمادي, مع كل خطوة وفي كل تلاقي عينين, أصطدم بمن يطالبني بالحكمة والوقار,وعدم خدش الحياء والذوق العام!
أنا أيضا مرة كنت أبي وأمي,مات من مات وهرب من هرب وبقي عالقا الكثير, بلا رحمة.
جاء اليوم التالي وجئت معه إلى اللاذقية.
في دكان الحلاقة لجاري صدّوح,بدأت بالثرثرة,هل سمعت بالغرين غارد الأمريكية سألته. داخ الرجل وبدأ يتلعثم ويشتم أمريكا.
_فزت باليانصيب الأمريكي للهجرة, قطعت تداعياته الجهورة.
لو كنت مكانك أسافر ولا أتردد,عكس وجهته تماما(بشوف ها العالم يا أخي),نبرته عكست الصدق والغيرة. لا أحب الحلاقة إلا عندك يا جاري, صافحته مودّعا مع تمنياته لي بالتوفيق.
*
أفتح الباب بالمفتاح وأشغل الكمبيوتر ثم التلفزيون, أخبار مخيّم نهر البارد والمعركة بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام_ في الكوارث المناخية أو السياسية, لا أستطيع التفكير سوى بالخاسرين,الجرحى والمشوّهين ثم القتلى وأسرهم, مازلت هناك,خاسر في كلّ الحروب_ ينتقل مزاجي بسرعة خاطفة من حالة شعورية لأخرى مختلفة, هذه نعمة ولعنة طفولة.
بعد جولة في الأنترنيت,احفظ مادة لسعدي يوسف(نيويورك التي أحببت), واضع اسمي على محرّك البحث غوغل.... وأفتح السفير والحياة وبقية المواقع التي لم يصلها الحجب بعد.
لطالما حلمت أن استيقظ في بلد غريب لا أعرف أحدا فيه ولا يعرفني أحد,كان حلما مستمرا.
أفكّر...إن نجحت في المرحلة التالية, هي فرصة لترميم تشوهات طفولتي, وارى سوريا من الخارج وأفتح الباب السحري لثرثرتي,أركب في الطائرة وأتعلّم اللغة أو اللغات,ربما.
اليوم الأول في عامي أل48 .....
كل عام وأنت بخير يا حسين, حاول أن تكون الصديق الجيد لنفسك,هنا وهناك وأينما كنت.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب النسيان_ثرثرة
- الملاذ الأخير للكائن الحميمي_ثرثرة
- شذوذ المتنبي أم غبائ..هم...نا_ثرثرة
- تلهو بنا الحياة وتسخر_ثرثرة
- خبر عاجل_ثرثرة
- فكرة قبول النفس
- الرؤية من الخارج(فانتازيا)_ثرثرة
- الملاذ الأخير للشخص الفاشل_ثرثرة أخيرة
- أتسكّع مع بحر جبلة_ثرثرة
- سنيّة صالح بصحبة الماغوط في جبلة _ثرثرة
- هي الحرب إذن...ثرثرة
- لا تسرقوا البحر_ثرثرة
- ما الجديد..؟_.ثرثرة
- فكرة ما لا أعرفه_ثرثرة
- المغامرة الأولى_ثرثرة
- لماذا يجب أن اتوقف عن الثرثرة!!!؟
- في أول حزيران أتوقف عن الثرثرة
- ثرثرة في الحب
- كوميديا شخصية_ثرثرة
- بيروت في اللاذقية_ثرثرة


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - طفولة متأخرة_ثرثرة