أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - تحت خط العدم_ثرثرة














المزيد.....

تحت خط العدم_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 05:47
المحور: الادب والفن
    



كان صباحي ليتكرّر اليوم برتابته وضجره.انقطعت الكهرباء فاضطررت للخروج مع الموبايل وعلبة الحمراء الطويلة,قادتني أقدامي والعادة إلى دوار الزراعة, مقهى التوليدو سيئ الخدمة ولا أجازف بتعكير المزاج فيه,كولومبوس غير مشجّع صباحا ومكتبة أثينا مغلقة, أحاول الاتصال ب صديق...يظهر على الجهاز عبارة"لم ينجح الاتصال". أحاول معرفة عدد وحدات الاتصال المتوفّرة,لا ينجح الاتصال أيضا. شعرت بالغيظ والإحباط, ولم أفترض سوى سرقة الوحدات_عبارة تتكرر وهذه المرة معي. أكمل طريقي باتجاه المدينة الجامعية وأنعطف يسارا, أعبر الشارع العريض الداخل للمدينة قبل النفق, إلى مقهى شوكلاته, هنا بالفعل أفضل طاقم خدمة وأكثرهم لطفا_ هذا زميلك يشير لي جميل ضاحكا,مهندس كهرباء...يا مرحبا.
لقد سرقت وحداتي من الجهاز يا جميل. أين كنت سكرانا أمس,يجيبني بسخرية, لا والله. يوجد مشكلة في الشبكة_يصحح لي, آه, نعم...أهزّ رأسي بصمت, وانزلق إلى تداعياتي المظلمة.
خبرة الإحباط الطويلة تغلق أبواب الاحتمال, وتضّيق التفسيرات إلى مؤامرة.... خطّ مباشر إلى عقدة الاضطهاد والدونية,سريعا تتحوّل الشخصية بمجملها إلى منبع عكسي للعقدة.
....لا توجد أخلاق تحت خطّ الحاجة_ من أكثر العبارات رواجا في اللاذقية. استخدمت كعبارة محورية في مسرحية بكرا على بكرا, وخصّصت لها ندوة في المشغل الثقافي بجبلة, ولاقت الكثير من الحوار والجدال...عبارة قالتها شاعرة شابة لم تنشر كلمة, ومضت في طريقها لا تلتفت إلى الوراء. ماهو خطّ الحاجة؟ كيف يتحدّد؟ ومن يحدّده؟
كثير من الأسئلة بقيت أمامنا.
*
في جريدة تشرين يقرأ جميل:
حين اختفت نيكول كانت ترتدي كنزة حمراء ذات أكمام طويلة بيضاء_ يضحك_ أليست مطلعا مناسبا في قصيدة نثر؟ ودخلنا في حوار حول"الواقعية", بدءا من نيتشه" لا يوجد واقع بل تأويلات" مرورا بفرويد" سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد" وختاما عند هايدغر" وضرورة تحليل الحاضر والحضور"كمعبر أول إلى المعرفة...ثرثرنا كثيرا, وضحكنا.
معي الآن في غرفتي الإعلان في جريدة تشرين:
جاكلين نيكول فينو
الأوصاف
العمر 32 سنة. الجنسية كندية. الجنس أنثى...
حين اختفت نيكول كانت ترتدي كنزة حمراء ذات أكمام طويلة بيضاء. سروال خاكي( أسمر مائل إلى الصفرة). حذاء رياضي فضي وأزرق اللون ماركة(نيو بلانس بالإنكليزية) بالإضافة إلى حقيبة ظهر زرقاء.
التفاصيل
شوهدت جاكلين نيكول آخر مرة في الساعة التاسعة صباحا من يوم السبت الواقع في 31 آذار 2007 حينما غادرت فندق القاهرة الواقع في محافظة حماه في سورية. كانت تخطط لذهاب في رحلة استكشافية في المنطقة المحيطة ولكنها لم تعد مساء ذلك اليوم.
المكافأة
ستقدم مكافأة مالية لمن يدلي بأية معلومات جديدة وموثوقة تؤدي على عودة أو معرفة مكان جاكلين فينو.
للمساعدة الرجاء الاتصال بأي مركز للشرطة أو بالسفارة الكندية بدمشق على رقم الهاتف: 011_6286611. أو على عنوان البردي الإلكتروني
[email protected]:

*
بيت ياشوط تقريبا في منتصف المسافة بين اللاذقية وحماة, وعلاقات الأجداد وأسلافهم كانت مع حماة أكثر منها مع جبلة نفسها, هذا ما سمعته مرارا ومن كثيرين, وما تزال بعض العلاقات التي تربط بين فلاحين وتجار التبغ البلدي(الكبار في السن), من الجهتين فوق الاختلاف المذهبي والطائفي,علاقات التجارة والاقتصاد أقوى من الروابط ألأيديولوجية, ذلك ما عرفته عبر ماركس واليسار عموما, واشك بمصداقيته وصحّته,فترات الأزمات والانحطاط على المستويين الفردي والاجتماعي.
دخلت إلى حماة مرة واحدة, ووصلت بسهولة إلى خمّارتها الوحيدة أيضا,قادتني غريزتي وحواسّي_للسكارى حدس لا يخطئ_ من هناك تلفنت إلى معلّمتي في اليوغا, اغلب الظن لاعتقادي أنني أقوم بعمل شجاع ومتميّز....هذا ما يفعله الإحباط المزمن والعيش تحت خط الحاجة وتحت خط العدم لفترات طويلة.
تأملت صورة جاكلين, كنت مولعا بالفراسة فيما مضى, ذهبت مع الشباب والثقة,محلّ ذلك كله بقي التردد واجترار الألم والخيبة, ولا يمنع من نفاذ خطوط واهية من التعاطف مع الآخر, وأحلامه ومشاريعه وخوفه, سيما بوجود خطوط شبه مع....اللذين نحبّهم.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤساء غزة في مرآتنا المقلوبة_ثرثرة
- صباح اعتيادي كسول_ثرثرة
- الجريمة والعقاب_ثرثرة
- خلف الأبواب المغلقة_ثرثرة
- وراء الأبواب الحزينة_ثرثرة
- بين الخطوط المتقاطعة_ثرثرة
- طفولة متأخرة_ثرثرة
- باب النسيان_ثرثرة
- الملاذ الأخير للكائن الحميمي_ثرثرة
- شذوذ المتنبي أم غبائ..هم...نا_ثرثرة
- تلهو بنا الحياة وتسخر_ثرثرة
- خبر عاجل_ثرثرة
- فكرة قبول النفس
- الرؤية من الخارج(فانتازيا)_ثرثرة
- الملاذ الأخير للشخص الفاشل_ثرثرة أخيرة
- أتسكّع مع بحر جبلة_ثرثرة
- سنيّة صالح بصحبة الماغوط في جبلة _ثرثرة
- هي الحرب إذن...ثرثرة
- لا تسرقوا البحر_ثرثرة
- ما الجديد..؟_.ثرثرة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - تحت خط العدم_ثرثرة