أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - مرام في هونغ كونغ_ثرثرة















المزيد.....

مرام في هونغ كونغ_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 07:24
المحور: سيرة ذاتية
    


كثيرون...من تمضي برفقتهم أو في جوارهم, سنوات بلا أثر أو ذكرى, وقلّة نادرة من البشر, لا تعد أنت بعد لقاءهم لمرة واحدة. أكثريتنا في الوسط, والنا هنا تعني أصدقائي وندمائي في اللاذقية وجبلة وأقل منها حلب ودمشق, لتبقى بيروت مثل شامة على الروح, لا تشقي ولا تشفي, تتلألأ لوحدها فوق الذكريات, دون أن تعرف أبدا, هل أنت الغريب الذي وصل متأخرا, أم أنك الشبيه الذي طال انتظاره. سأبقى دوما على تلك المسافة أناجيهم كعاشق, وأصارعهم كشريك يطلب الكثير, ولا يفعل سوى اللهو_أمامه كأس تكاد تفرغ_ أحضرهم على هواي, وأبعدهم مثل طفل أفسده الدلال. مرام ليست هنا وليست هناك.
عدا البلدان العربية, لدينا فرنسا وألمانيا وبريطانيا بالدرجة الثانية, متأخرا صار لأمريكا بعض الذكر, إلى هناك يصل المحظوظون و المحسودون منا. ولا يعني العالم أكثر من ذلك. بقية البلاد الأخرى ...الصين والهند واليابان وحتى إيران وتركيا, نتذكر أنها موجودة على الخريطة وفي العالم, بعدما يقصدها ويصلها غالبا_المختلف والمتميّز_ بيننا, هكذا فعلت مرام.
لم اقرأ كتابا ولا قصة أو قصيدة من هونغ كونغ, ولا أعرف فيلما أو أغنية ولا لوحة منها ولم ألتقي أحدا من هناك ولا حتى زائرا أو عائدا, أو من يفكر في السفر إلى هونغ كونغ , ماذا هي ماذا فيها...! بؤرة نزاع بين الصين والغرب_ هذا كل ما أعرفه عن هونغ كونغ.
أظنها عاصمة تايوان _حسب ذاكرتي الثقافية_ أضحك الآن, وأمامي كأس فعليا يكاد يفرغ, يمدني بالجرأة على التعبير والمقدرة على الحلم, مرة سألتني فريدة السعيدة من هي مرام؟ قرأت اسمها في أحد النصوص, فريدة لا تسأل ولا تكترث, لكنها في الفترة الأخيرة, قالت بشكل مباشر:حسين صارت كتابتك حلوة. هل تقرأين لي يا فريدة؟ كنت سعيدا والله العظيم.
وفي مرة أخرى سألتني, هل أكملت(يمكن سقف التوقع) .. فريدة تهتم , هي نائمة ومنذ ثلاث ساعات في غرفتها طبعا. مرام صديقتنا ولم اعرف ماذا أقول أكثر عن مرام. هي امرأة متميزة بالفعل, لا تكتب لا ترسم لا تغني ولا تعزف, لكنها مرام, ألا يكفي؟!
الآن سأشرب بصحة مرام وبصحة صديقاتي وأصدقائي في هذا العالم أل.........جميل.


ملأت كأسي وأشعر بسعادة غامرة
*
ربما الرسالة التي وصلتني من صديقي صموئيل شمعون, بشارة عودة كيكا في الربيع بحلّة جديدة وأجمل بتعبيره, ما جعلني أفكّر كم تتشابه مرام وصموئيل_بالطبع مرام أجمل بكثير_ أقصد ناحية المزاج, محبة الناس, لقد وصلتني محبة مرام ومحبة صموئيل ووحده عماد من أصدقائي السوريين وعيسى إلى حد ما, من لديهم هذه الهبة والموهبة والنعمة في المحبة, نعم.
أحمد جان عثمان مثلهم, يحب من كل قلبه وبسرعة ومباشرة, طبعا نورما ليست كذلك, هي تحب بشكل انتقائي, وتستطيع أن تكون لئيمة_ مثل فريدة, يوجد شبه. أنا قبل محنة 992 كنت كذلك, التقي بشخص في الكراج أو في الطريق وبعد ساعة, أعطيه مفتاح البيت وغرفة نومي, لم أعد كذلك ولا أستطيع, صرت أضع الجدران بل الأسوار العالية حتى مع الأصدقاء.
ماذا عن ريزكار عقراوي صاحب الحوار المتمدن؟ كثر من أصدقائي_لا يقولون الحوار المتمدن بل ريزكار_هل تكتب باستمرار في ريزكار؟ هكذا بالضبط يسمون الموقع باسم الشخص, حكايتي مع الحوار المتمدن طويلة وشيّقة ربما, أما ريزكار! يذكّرني بسنوات النضال والسرّية والأسرار, لا اعرف عنه أي شيء, ولم نتبادل كلمة واحدة حتى اللحظة, بعد ثلاثمائة مادة نشرت لي في الحوار المتمدن, ماذا أنت يا ريزكار؟ هل أنت نبي أم داهية؟
مقارنة بنفسي _أنا شخص فشخور..فاء شين خاء واو راء, فشخور_ يعني استعراضي ومتفاخر وفضائحي وقلبه على لسانه, بالتعبير البليغ, وأستغرب كيف يقدم الناس الجهد والاهتمام دون أدنى رغبة أو فضول(معلنين على الأقل) حتى في معرفة الثاني أو الآخر.
*
أملأ كأسي من جديد.
اليوم أشرب ويسكي, نعم...أجل ويسكي, البارحة صديقي العظيم غياث حمل معه زجاجة ويسكي حقيقية وأنا الآن هائم بها, وعلى ما يبدو لن أنام وفيه قطرة واحدة, لا هذا أكيد.
في السهرة الأخيرة مع مرام شربنا من كروم لبنان, ترى ماذا يشربون في هونغ كونغ؟
لم أكمل فكرة العطاء, متعة العطاء, ربما التعبير فجّ, وأمامي خيارين: إما أعيد تدقيق هذه الثرثرة غدا بعد الصحو, وتفقد طزاجتها وروح اللحظة المشتتة والمبعثرة والركيكة, وإما أن تبقى على عفويتها؟ حاجتي_ولا أقول ولعي أو شغفي_ إلى التواصل مع إنسان مع كائن حي يتنفس, يكسر جليد عزلتي النفسية والروحية, ما يدفعني إلى الثرثرة بلا توقف. المهم, متعة العطاء... أنتبه ومنذ زمن إلى هذا الصنف المدهش من البشر, يسعده فرحك ويؤلمه شقائك! دون أن ينتظر مقابل أي مقابل منك سوى ما يناله ويحصل عليه من متعة العطاء! للحق فريدة من هذا الصنف كذلك مرام وصموئيل حسب تجربتي, ريزكار يحيّرني. العشرات وربما المئات من أصحاب المواقع والمنابر تعاملت مع مشاريعهم, تبادلنا الكلام واختلفنا واتفقنا, حصل شيء وأشعروني بوجودهم الملموس. اليوم تحدثنا عن النرجسية مصعب وصلاح وأنا, أخبرتهم عن كتاب ترجمة وجيه أسعد ونشر وزارة الثقافة بعنوان النرجسية, بالطبع بعدما قرأته وأعجبني حملته لسوزان, في الكتاب إعادة الاعتبار للنرجسية بشكل علمي ومنطقي, أما النرجسية التي أعنيها هنا, يناسبها تعبير الجرح النرجسي أكثر, أو يناسبني, لا أحتمل حتى الإهمال العابر والذي يأتي سهوا, أظنني الآن أدرك حجم خسارة حرماني متعة العطاء. وربما سبب رغبتي في حمل المكتبة النفسية _التي أهداها للعربية وجيه اسعد_ بكاملها إلى سوزان بمثابة اعتذار مسبق عن خلل وعطب شخصيين, في الأغوار العميقة من نفسي, لا موقعي الشخصي, مع نشوتي أنها من سوزان, ولا بيتنا استعطت قراءتها ثانية ولو للتصحيح, دودة اللاجدوى يا أخي والله طاعون اللاجدوى, ثقتي بنفسي وما أكتبه على الأرض.
*

للكأس الأخير طعم خاص.
لا تعرف إن كنت ستشرب ثانية, لا تعرف إن كنت بعده تهوي إلى مصيرك, تعرف أنه كأسك الأخير, أليس كل كاس هو الأخير؟!
علاقتي بالكأس غريبة وعجيبة,على اسم أجدادي, كلثوم وحجّة وأسعد وعباس..آخرهم عجيب.
حجّة التي تشبهها مرام, العينان الواسعتان, كم تسع العيون الجميلة من الحزن! استدارة وجهها وشعرها الأشقر, ماتت بعد السبعين بوجه طفولي غامر بالمحبة والفرح,(حجة صالح) يا مرام.
كلثوم تجاوزت الثمانين, جاءت من دوير بعبدة(كلثوم جديد) أظن أبوها اسمه علي, في كل بيت علوي في سوريا اسم علي_الجد أو الأب أو الإبن_بلا استثناء, جدتي أم علي ,كلثوم, ماتت ولم أرها مرة واحدة في حياتي غير مرتّبة ومزيّنة, بشعرها الأحمر المجعّد والخيط القديم من الأسى والحزن, وخبرة الهروب الكبيرة... على وجهها وفي عينيها. بعد عباس تزوجت ابن أخته سليمان, عباس مات قبل زواج أمي, أخبروني أنه كان يعشق الكأس ويحب الغناء, أبي الذي مات بدوره, كان عندما يتضايق, ينعتني بالخفيف طالع لأخوالك, مهابيل, لا تفكرون ولا تحملون همّا ولا غمّ, ليتني كذلك_أنت مخطئ يا أبي_ لقد أورثتموني أسوأ ما فيكم, أخذت قلقك وخوفك وفلتت مني ثقتك وعنادك, ومن زوجتك أخذت نفاذ الصبر وكراهية القدر الذي يتّم طفلة قبل العاشرة وفقدت حسّيتها وولعها بما هو موجود وملك اليدين , وعن أمك حجّة يا أبي أخذت الطيبة والسذاجة وأفلت مني حدس الاختيار, من اسعد وصلني الزهد والقبول وخسرت طاقة الرضا والمحبّة المتوارثة عبر القرون.
وكما كنت تراني يا أبي_أحقق نبوءتك_ أنا الفاشل في كل شيء, عندما أكون هنا أفكّر وأتمنى لو كنت هناك, إذا عدت أندم, وإذا تابعت أضجر, وإن ترددت أكتئب, لا أعرف ما هو الصح والصواب ولا أعرف من أين أبدأ يا أبي.
لم أبكي
لم أشهر خوفي الموروث
تخفّفت من ضيقي
بالسجائر والعرق
وابتعدت
قدر ما أستطيع
عن أخوتي الأشرار

لكنهم أفسدوا نومي
وأنا تائه
مثل غراب أبيض
لا يريد أحدا
ولا يريده أحد
سنة 977 في السابعة عشرة, وجاءت الفتاة تلهو بسبعة عشر عاما وضفيرتين, تحدثت معها وسألتها عن أبيها, وظننتك معجبا بتفوقها في جبلة المدينة والريف, لكنك صرخت بوجهي بعد ذهابها, وإلا لتحوّلنا إلى أعداء وإلى الأبد_ سؤالي عن أبيها لأعرف هذا التافه الذي يترك بناته يلاحقن الأولاد, أظنك تراني ولدا إلى الآن. لسوء حظك ولسوء تقديرك, لم تستطع أن تجعل مني صديقك ومن أصدقائي أصدقاؤك, عندما زارني عماد ومرام ومحمد ومصعب ودلال إلى ضيعتك, وقبل موتك بأشهر, رفضت استضافتهم خشية منك, لو رأيت مرام كم تشبه أختك عليا وابنة أختك كوثر وبنات إخوتك وبناتك مريم وفاطمة, هل تصدقني الآن يا أبي, أن القدر أحمق بلا زيادة أو نقصان

كأننا جميعا أتينا بعدنا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغراب الأبيض_مسودة خامسة
- اسم قديم للموت_ ثرثرة
- الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة
- المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة
- سجن الذكريات_ثرثرة
- البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة
- أرصفة أخرى_ثرثرة
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة


المزيد.....




- لليوم التاسع على التوالي القوات الإسرائيلية تواصل اجتياحها ل ...
- زيلينسكي يهاجم حلفاءه الغربيين ويتهمهم بالتأخر الدائم في تقد ...
- شاهد: -بيبي خطر على وجود البلاد!-.. مظاهرات ضد الحكومة الإسر ...
- شاهد: عاصفة رملية مُرعبة تجتاح سماء ولاية كنساس الأمريكية
- هولندا تعتزم تزويد أوكرانيا بمدرعات مجهزة بأسلحة يمكن التحكم ...
- حرق جثتها وألقاها بالمقبرة.. الأمن المصري يلقي القبض على الم ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف موقعي المالكية وحدب الب ...
- واشنطن: يمكن للجنائية الدولية أن تلاحق روسيا وليس إسرائيل
- تحقيق للجزيرة يكشف عن مقابر جماعية بغزة بعد إعدامات ميدانية ...
- أوكرانيا تستعين بالنساء في مصانع الحديد والصلب لتعويض نقص ال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - مرام في هونغ كونغ_ثرثرة