أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - قراءة في قرار العدل الدولية بشأن غزة














المزيد.....

قراءة في قرار العدل الدولية بشأن غزة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7875 - 2024 / 2 / 2 - 16:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


أولا لست ادعي الخبرة القانونية والحقوقية التي تؤهلني لقراءة قانونية لهذا القرار الخاص بالتدابير الوقائية للحرب على غزة ولذا فانا لا اقرأ الجانب القانوني والحقوقي والنصوص وعلاقتها بالمواد وانما أحاول هنا قراءة العدل في نص القرار وقراءة العدل في القانون والمحكمة واحقاق هذا العدل ان وجد على قاعدة ان العدل واقع قبل النص وان النصوص التي لا تجد طريقها الى الواقع لا دعوى ولا معنى لها على الاطلاق.
ان المشرع وصاحب اتفاقية الإبادة الجماعية حين وضعها وطلب التوقيع عليها من الأطراف المعنية جميعا أسقط من حسابه عمدا بالتأكيد حقيقة ان أي محكمة دون الية تنفيذ او ضابطة تنفيذية مفوضة وقادرة على تنفيذ المحكمة فهي لن تستطيع ان تنقل قرارها الى ارض الواقع حتى ان المشرع لم يضع اليان لاخراج القرار الى حيز التنفيذ ولم يشر الى الجهة المطلوب منها التنفيذ وحتى لم يضع عقوبات على أي جهة لا تلتزم بتنفيذ قرار المحكمة وترك كل الأمور معلقة بما يضمن للجاني أيا كان الإفلات من العقاب.
عادة ما تكون النصوص ملهمة وخصوصا حين تتعلق بالحقوق واهمها الحق في الحياة بالتساوي لكل بني البشر لكن هذا الالهام يتحول بالتأكيد الى احباط ويأس وانعدام أمل حين ترى البشرية ان النصوص هذه وجدت فقط ديكور لا أكثر ولا اقل وان الشريعة الحقيقية على الأرض هي شريعة الغاب ومن يراقب أداء المحكمة يرى ان السياسة هي التي تدير امورها ليس بشأن غزة فقط بل وفي كل مكان.
المحكمة رفضت طلبا لإيران بالزام الولايات المتحدة بالإفراج عن أموالها المحجوزة وقضت بعدم الاختصاص علما بان هذه الأموال هي ملك مطلق لدولة عضو في الأمم المتحدة كاملة العضوية وبالتالي لا يجوز لدولة أخرى ان تقوم بأعمال القرصنة وتصادر أموال تعود لدولة مستقلة بناء على ادعاءات الدولة الحاجزة للمال نفسها ودون محكمة دولية او جهة دولية مختصة بالنزاعات بين الدول وأصدرت قرارا يستجيب لطلب هولندا وكندا ضد سوريا في عام 2018 استجابت المحكمة لطلب إيراني يتهم الولايات المتحدة بخرق اتفاقية الصداقة مع ايران الموقعة عام 1955 وقد أصدرت المحكمة قرارا هزيلا بأنه "لا ينبغي أن تؤثر العقوبات الأمريكية على الوضع الإنساني في إيران ولا على الطيران المدني" ومع ذلك أعلنت الولايات المتحدة انها لم تلتزم به كما انها أصدرت قرارا سابقا ضد إسرائيل بشان جدار الفصل العنصري وطالبت بإزالته وإجراءات أخرى ولكن احد لم يكترث والمرة الوحيدة التي أصدرت فيه هذه المحمة قرارا وضحا وسريعا كان ضد روسيا الاتحادية بشان أوكرانيا وطالبت فيه بوقف روسيا للأعمال القتالية فورا دون قيد او شرط ولم تساوي بين طرفي النزاع هناك.
في موضوع طلب جنوب افريقيا فان المحكمة قبلت الطلب لكنها اشارت الى ان هذا لا يعني اقرارا بوجود بادة جماعية أولا ثم ساوت بين أطراف النزاع أي انها لم تعتبر الامر اعتداء من طرف على اخر وأسمته نزاعا بطرفين متساويين وليس حرب من قوة غاشمة ضد منطقة صغيرة ومكان محاصر بشعبه ويتلقى العقاب طوال عقدين من الزمن وأكثر بأشكال مختلفة.
رغم ان الطلب موجه من جنوب افريقيا ضد اسرائيل ولم يدعي أحد على طرف اخر الا ان المحكمة تطوعت للقول بان القرار ملزم للجميع في إشارة الى حركة حماس علما بان هذا القرار ملزم للموقعين عليه فقط.
البند الأول من القرار التنفيذي جاء بالنص " ترى المحكمة أنه من الضروري التأكيد على أن جميع أطراف النزاع في قطاع غزة ملزمة بالقانون الإنساني الدولي. ويساورها قلق بالغ بشأن مصير الرهائن الذين اختطفوا خلال الهجوم الذي وقع في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 واحتجزتهم حماس والجماعات المسلحة الأخرى منذ ذلك الحين، وتدعو إلى إطلاق سراحهم الفوري وغير المشروط. "
المحكمة لم تأت على ذكر التنفيذ الفوري بلا شروط الا فيما يخص حماس وفصائل المقاومة وفيما عدا ذلك استخدمت كل الكلمات الفضفاضة وحاملة الأوجه في التفسير وسهولة الإفلات منها في كل ما يخص الطلبات التي وجهت الى إسرائيل بما في ذلك منحها مهلة شهر كامل لتقديم ردها على ما طلب منها من إجراءات تدابير تقع " تحت سلطتها " وهاتين الكلمتين كفيلتان بكتابة كتب حول تفسيرهما اثناء الحرب وفي ظروف غزة.
ان الحقيقة الوحيدة على ارض الواقع كانت مواصلة انشغال العالم بالحديث عن الموت والقتل والتدمير بكل الوسائل المعقولة وغير المعقولة لمجموعة وطنية إنسانية بينما يواصل القاتل جريمته وينشغل البشر بحكاية هل يموت ام لا يموت والى ان يقرر العالم فيما إذا كان الموت هذا قانونيا ام غير قانوني فان ما يجري من مقتلة على ارض الواقع مجرد اجراء بحاجة للدراسة والبحث والفحص وحتى لا تنكسر النصوص فان علينا القبول بانكسار أرواح ملايين البشر ليس في غزة وحدها ولكن في كل جهات الأرض.
والسؤال هل وجد البعض ضالتهم واراحوا ضميرهم تجاه الموت في غزة واذا كان الامر كذلك فماذا عن هذه المقتلة التي لم تتوقف بتوقف تأنيب الضمير لدى البعض أيا كانت نواياهم الطيبة فان غزة لا زالت تذبح وتجوع وتعرى وتمرض وتئن ولا احد يستمع وقد يكونون ينتظرون حقا تقرير القاتل بعد شهر من قرار المحكمة لعلهم يكتشفون ان المقتلة كانت فيلما سينمائيا لا علاقة له بواقع الكون الذي يفترض انهم يشاركون اهل غزة فيه.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محور المقاومة وبيضة كولومبوس
- التنازل عن بعض الحق يلغيه
- لا وجود للعدل بغياب الحق
- نعم دفاعا عن المقاومة
- حين يصير طلب الحق جريمة
- طوفان الأقصى ينصر نفسه
- للنصر شرط واحد فوفروه
- - الدولتان - الكذبة التي لا يصدقها أصحابها
- الإتحاد البيري لا كذبة الدولتين
- غدا أمام محكمة أطفال العالم
- أيها الفلسطينيون إتحدوا لغزة لا عليها
- سماحة السيد ومعركة اليقين
- لا للمحكمة الجنائية الدولية
- النازية والداعشية صناعتهم الحصرية
- فزاعة المعركة الأرضية في غزة
- أمريكا سيدة بازارات الموت
- جنين – غزة 23x 720
- هل انتصار المقاومة الفلسطينية ممكن؟
- أيها الزعماء لا تسمعوا المطبلين
- خطاب إبريق الزيت السنوي


المزيد.....




- 100 عام على اختفاء اثنين من متسلقي جبل إيفرست..هل نجحا ببلوغ ...
- أبرز رسائل التعزية لإيران بمقتل إبراهيم رئيسي وعبداللهيان وم ...
- الهلال الأحمر الإيراني: الأشخاص الذين كانوا في مروحية رئيسي ...
- مواطنون روس يضعون الزهور عند السفارة الإيرانية في موسكو تخلي ...
- مقرب من خامنئي.. من هو محمد مخبر الرجل الذي سيقود إيران لفتر ...
- من هو محمد مخبر الأقرب لخلافة الرئيس الإيراني الراحل؟
- الخليفة -المؤقت- لرئيسي.. من هو؟
- قادة العالم يعربون عن تعازيهم بمصرع الرئيس الإيراني ومرافقيه ...
- عاهل الأردن يقدم التعازي بمصرع رئيسي وعبداللهيان
- عشية انتهاء فترة ولايته.. الاستخبارات الروسية تكشف خفايا موق ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - قراءة في قرار العدل الدولية بشأن غزة