أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - عزائي














المزيد.....

عزائي


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 28 - 12:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كم أنت عظيم عندما تعيش بصفات فاضلة ونبيلة، تلك الصفات التي لم يعد لوجودها أثر.
أن تكون ذلك الرجل النبيل الذي يفكر الأفكار ولا يبالي بالأشكال، بل الأشكال الأرستقراطية المُخملة تستفزه وتمقته، فهذا الشعور الذي ينتابك عندما تفكر أنك فوق طبقة المتوسط بقليل يخيفني ويقرفني.
لا أتكلم لأني فقير ممزق الجِّيَب وحمولتي لا تضاهي فنجان قهوة في مقهى الشحاذين ولكني عرفت بواطن الطبقات الإجتماعية، فالطبقة الغنية لا تشعر بأقل من وزنها ولكنها تحلم بتوسيع وزنها، فالمال يعمي القلوب كما يعمي برق الحديد العين، أما الطبقة الفقيرة فليس لديها وزن أقل من وزنها لتفكر به، فلا عذر لهم بعدم النظر إلى من هو أقل منهم، فعند ذلك يشعر أنه الضحية الوحيدة بين هذه الطبقات الذي يحمل تلك المعاني العميقة من آلام ومصاعب وقسوة ليخرج بتلك الحِكَم إن كان ذا رؤية وبصيرة.
لديك الغيرة من العري والتعاري بالأفكار والجسد، والأشكال المتعارف عليها في شوارع الوسائد الحُمر، إنها صعبة على قلبي الغيور الشرقي، رؤية رذائل المجتمع وتحرر البشر، فأنت ستعيش ولديك أمل أن تكون الأول والأخر في قلب أحدهم، فحتى الغيور لديه غيرة من ماضي شريكه وإحترق بها بالرغم من فوات أوانها، ولكنه يغار من فكرة قديمة تخطر على بال شريكه أو إستذكار شريكه متعة قد حصلت مع من كان في الماضي، بل هذه الأفكار التي تأتيه، كيف كان شريكه يحب ويعشق ويسهر ويشتاق ولمس من كان قبله، وحدها هاته الهواجس قاتلة، فقلب العاشق الغيور يحترق عن شريكه في الماضي ويتألم عن نفسه في المستقبل، إنها الغيرة العاشقة التي تأتي للشرقي الغيور بسبب فوران الحب لديه وإستملاك العشيق لنفسه فقط من دون وجود أحد في حياة شريكه. في الماضي أو ربما في المستقبل، فلا عذر ليعطيه إلا أنه عاشق كبير يخاف على شريكه من ماضيه وحاضره أكثر من نفسه فتتولد تلك الغيرة الكبيرة بسبب الحب الأكبر، والنفسية الشرقية التي تخاف من جروح الشرف والكرامة، وإعتزاز وكبرياء الرجل العصامي الحقيقي بكل صفاته ومعانيه.
هناك رؤية يراها الرجل الحقيقي العميق يختلف عن مرائي الذكور الآخرين، فهو يرى بفضيلة عينيه الحياة بخلاف الذكور الآخرين الذين يرون بعيونهم الحياة فضيلة وهنا يكمن أحد عزائات الرجل الحقيقي، فهو لا يستطيع التعايش مع محيطه المُدقع بالرذائل الخبيثة والمجتمع المتحرر الواسع والمتفتح بطريقة غير أخلاقية، فالأخلاق أصبحت عندهم هي المساواة بين الرجل والمرأة وإنفتاح المرأة بكافة الأصعد وإحترام الكلب والقطة و فقط، لم يعد لمخافة الله مكان ولم يعد للأخلاق السامية كالصدق والعفاف والخجل وغيرها من وجود في هذا المجتمع فإنهم سيفرضون الشر عليك وإن لم تقبله فستكون متخلف مريض.
لطالما كنت ضعيف عند أي إهتمام أو حب أو صداقة جيدة، فأنا سريع التعلق بالأمور الجميلة، فأنا أحد عزائاتي أنني مهتم بالتفاصيل الصغيرة التي أراها ولا يراها غيري لذلك ألمي يكون مخفي ولا يراه أو يستوعبه أحد، ولا أنسى إن كان غيري ينسى فما بالك إن كانت لحظات جميلة أو تفاصيل صغيرة من أي شخص، والخطر أن يكون ألم فلن أنساه ابداً وسأراه بسرعة وسأعيش أتلمه.
قلة نادرة من تجد من يخاف الله في هذا الوقت العصيب من الزمن الكئيب، فأخاف الله لدرجة أخاف من تواجدي في هذا الوقت، لا أنظر إلى الحياة ولكنِّ أنظر الى الٱخرة في كل وقت فهنا تولد لدي من الصغر الخوف من الرذائل ومن أصحابها، فعيشي في مجتمع رذيل قد كان عزاء كبير لدي، فلم أشرب خمر ولم أصاحب الفتيات أو أسهر في النوادي الراقصة أو أصاحب أغبياء، فأنا كل ما أبحث عنه علاقة جدية لا ألعب فيها دور الرومانسي الشقي ثم أرحل لغيرها تارك عيون تدمع وقلب مُدوي، ولكني أبحث عن ما هو جدي من دون تسلي أو لعب أو حركات بهلوانية لجذب الفتاة، فأنا أريدها لزواج مَرضي وأسرة سعيدة وكفى فأنا لا أُؤمن بالصداقة بين الرجل والمرأة، فإما حب وإرتباط أو شهوات أو إعجابات مخفية من أحد الطرفين، لذلك أكره تلك العلاقات المبنية على الخفاء والنفاق والمغلفة بطابع التحرر والإنفتاح الاخلاقي.
من يراني يرى قوة صلبة وقاسية بكل عنف وعصبية سريعة كالشعلة وإن لم أظهرها أحيانا ولكني ضعيف، ضعيف أمام الحب والصداقة فأهديهم كُلِّيَتي كُلِها، ضعيف أمام الرحيل فلا أستطيع أن أرحل رغم تعبي، ضعيف أمام فعل صغير من الإهتمام، ضعيف أمام السؤال عن حالي، ضعيف أمام الإبتسامة، ضعيف أمام شيئ إنساني، بإختصار أظن نفسي أن في داخلي طيبة وحنان ورقة لدرجة ظننت أني أضعف مخلوق في الكون، فربما الطفل أقوى مني ولكن وجهي وشكلي وتصرفاتي لا يظهرون ذلك بل وربما أظهرو القسوة والعنف والعصبية، ولكن ما إن قسوت حتى يعقبها ندامة فارطة تقسو بي داخلياً حتى الإختناق.
أنا الآن أعيش بمفترقات شاسعة من عمري، فالباطن غير الظاهر والكلام غير ما في القلب والتعب أكبر من الوقت والوقت يمضي بي كالحبل في رقبتي، فإني أشعر بلسعات حارقة داخل قلبي وبمسامير قارصة في عقلي، أصبحت أنبذ ذاتي التي تحتاجني لكي أعيش.
قد ينفد الحبر مني والتعبير عن ما بي، ولكن الآن لا أظن أن حزني وألمي قد ينفدان بعد.
فأنا لا أشعر بنفسي الآن، أشعر بالألم
أبحث عن النجاة، ولكن من دون أمل
أظن أن طريقي طويل بالصمت، أظن أن ليلي طويل بالحزن، وأظن أن عيشي طويل بالوحدة.
فالقمر تلبد وإختبئ، والشتاء أتى بحزن، وليل أصبح اطول من المعتاد.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس

___28 يناير 2022___



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاقة و الوعي الكوني
- كنا بخير لولا الآخرون
- حينما يختفي المزيفين
- كن أنانيا
- مبادىء الكارما الشكلية
- العالم مليء بأشياء لا يمكن توقعها !
- التنوير ليس على الإطلاق ما تعتقده!
- أين توجد السعادة
- مدارات الوعي
- المادة و الطاقة وجهان لعملة واحدة
- علامات تظهر لك توأم الروح الحقيقي
- مناجاة اليقين
- كل شيء في الكون عبارة عن طاقة
- إرهاصات الخلود و الإنتشاء
- الموجات الدماغية -ذبذبات المخ-
- أنماط الحياة الكهربائية
- أشواق و حكايا الولادة المحدثة
- الأشعة الكونية مصدر الطاقة الفائقة
- التانترا فلسفة التحرر و الإتحاد
- مضاجع الصقيع


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - عزائي