أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مبادىء الكارما الشكلية














المزيد.....

مبادىء الكارما الشكلية


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 16:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكارما عبارة عن مصطلح يرجع إلى الفلسفات القديمة، و يقصد به القوة التي تنتج من تصرشفات الشخص، سواء كانت خيراً، أو شراً و تؤثر مستقبلاً في حياته. كما ينظر إليها على أنها الطريقة التي تتم من خلالها معاقبة الفرد أو مكافأته على أعماله السابقة، السيئة بمثلها و الجيدة بمثلها أيضاً.
و يمكن القول إن الكارما كلمة تعود إلى اللغة السنسكريتية، و تعتبر مفهوماً رئيسياً و مهماً في الثقافات الشرقية. و على الرغم من إختلاف خصائصها من ثقافة إلى أخرى، إلا أن الفكرة الرئيسية منها واحدة.
تعود فكرة الكارما إلى قاعدة السبب و النتيجة، بمعنى أن كل فكرة، أو كلمة، أو عمل ينجزه الفرد يؤثر فيه في وقت غير معروف في المستقبل، فإذا كان عمله جيداً فسيكون تأثيره مفيداً في المستقبل. أما إذا كان عمله سيئاً، فسوف يكون تأثيره ضاراً، بمعنى أن العمل غير الأخلاقي نتيجته كارما سيئة، و العكس صحيح.والعلاقة بين العمل و العاقبة من أهم الأمور التي تهتم بها الكارما، بالإضافة إلى ذلك فهي تبحث في نوايا الشخص، و الأسباب التي دفعته لهذا العمل.
هناك العديد من العبارات الغربية الفلسفية، و التراثية التي تعطي معنى الكارما نفسه، مثل عبارة (العنف يولد العنف) - (violence begets violence) - (what goes around comes around) - تلك المصطلحات التي تفيد أن الأفعال تدور و تعود على صاحبها.
- الكارما: الفلسفات الروحية الهندية.
لم تكن الكارما تمثل أي بعد أخلاقي في الفترة ما قبل الميلاد، حيث إنها كانت تشير فقط إلى الطقوس التراثية الهندية. و أول ظهور للمصطلح في المجال الأخلاقي كان في الأبانيشاد - وهو نوع من علوم الفيدا (الأيورفيدا) التي تهتم بدراسة فلسفة الوجود. حيث يعبر لاهوت (ياجنافالكيا) في فترة ما قبل الميلاد عن معتقده فيه، و الذي يقول بأن الإنسان يصبح جيداً بعمله الجيد، و سيئاً بعمله السيئ. و منذ ذلك الوقت و الكارما تسيطِر على الجانب الأخلاقي في الثقافات الإنسانية العامة.
الكارما بشكل موجز تمثل البعد الأخلاقي للفرد في ما يطلق عليه (إعادة الميلاد)، حيث تفترض نظرية (الخلاص) أن حياة الفرد المستقبلية و التي تسمى (حياة الولادة) تتأثر بأفعاله خلال حياته الحالية، و لذلك فإن الكارما تعطي الفرد حافزاً كي يعيش حياة أخلاقية تعتمد الحياة المستقبلية عليها، و هذه إحدى وظائف الكارما، بالإضافة إلى وظيفة أخرى، وهي تفسير حقيقة الوجود البشري.
و تنظر الفلسفات المختلفة و التراث إلى الكارما على أن تأثيرها شخصي فقط، بمعنى أن الشخص بأفعاله لا يمكن أن يكون له تأثير في مستقبل شخص آخر.
مما سبق يتبين أن الكارما نظرية خاصة بالفرد، و مع ذلك فإن هناك فلسفات ترى أن الكارما مشتركة، و تؤمن بما يسمى (بعقيدة الجدارة) حيث تظهر أن الفرد يمكن أن ينقل أعماله الجيدة إلى الآخرين، و أن الأعمال التي ينجزها الأشخاص الأحياء تؤثر في الأموات، و هناك ما يشبه ذلك في الإسلام علي سبيل المثال و ليس الحصر، فمثلاً هناك العديد من العبادات و الأمور التي يستفيد منها الأموات بعد تأديتها من قبل الأحياء، مثل أداء فريضة الحجِ عنهم.
- آثار الكارما وكيفية التخلص منها.
إن من يؤمنون بالكارما يرون أنها لا توجد عند جميع البشر، و جل تأثيرها قد يكون في المجموعة ككل، فمثلاً إذا كان لدى مجموعة من الركاب على الطائرة كارما سيئة تؤدي إلى تحطم الطائرة، فإن هذا قد يكون سبباً كافياً لوقوع الطائرة و تحطمها. و إن كان معهم أشخاص آخرون ليس لديهم هذه الكارما، إلا أن بينهم فرد يحمل كارما تعينه على الحياة، فقد ينجو هذا الفرد من تحطم الطائرة، أو قد ينتهي به الأمر إلى عدم الذهاب في الرحلة أصلاً.
و على كل شخص عموماً أن يتحمل نتيجة أفعاله و أخطائه وفقاً للقوانيم الكونية الروحية، و أن يحاول التخلص من الكارما، و هو ليس بالشيء الصعب أو المستحيل.
فالأشخاص الذين تحكمهم غرائزهم، و يعطون الحرّية الكاملة لرغباتهم، عليهم إسترشاد إرادة الخالِق و توجيهاته، وعدم إتباع الأهواء و الرغبات السيئة، و بذلك تصبح سيطرتهم على الحياة الخارجية أفضل، و تقل الكارما لديهم شيئاً فشيئاً إلى أن تتلاشى في نهاية الأمر.
- كيف تعمل الكارما لكل شيء في الحياة.
قانون الكارما يعتبر من قوانين العالم الروحي و التي تظهر و تتجلي في عالم الأشكال، و مبدأ عمل الكارما يأتي من خلال القانون الذي يحمل كل فرد مسؤولية تجاه أعماله، و أقواله، و حتى النية من تصرفاته، و بما أن كل فرد مسؤول أمام خالقه، فإن دور الكارما في جعل الفرد يحصد نتيجة أعماله، يشكل أهمية كبيرة، إذ إنه كما نحصد ثمار ما زرعناه من بذور، فإننا نحصد نتائج ما قمنا بفعله، كما أن قانون الكارما يعتبر سلطة عليا، و هو يتحكم في شخصية و عقل الفرد، كما يحدد طبيعة الدروس التي يجب أن يتعلمها الفرد من نتائج أعماله و تصرفاته، و لذا فإن الهدف من وجود الكارما، هو أن نتعلم و نكتسب حياة صحية، و نبني علاقة جيدة مع الخالق.
و يعتبر قانون السبب و النتيجة أساس فلسفة الكارما و عملها، بمعنى أن الفرد في كلِ مرة يتصرف فيها تصرفاً معيناً، فإن ذلك ينتج قضية يكون لها آثارها في المستقبل، و هذا ما يولد السبب و النتيجة، و على المدى البعيد، فإن ذلك يشكل شخصية الفرد بصفاتها السلبية، و الإيجابية.
و بما أن كل شخص مسؤول عن جميع تصرفاته و أقواله، فإن كل فرد لديه الكارما الخاصة به.
و وفقاً للفلسفات الروحية العميقة القديمة التي تؤمن بأن هناك حياة بعد الموت، فهي ترى أنه إذا كانت كارما الشخص جيدة، في ولادته من بعد الموت فستكون جيدة، و إذا كانت سيِئة، فإن حياته من بعد الموت لن تكون بالمستوى الجيد، بل إنه سينال حياة بمستوى أقل من الإبداع و الإدراك و الوعي.

____بقلم الماستر الأكبر سعيد اتريس____

__23 يناير 2023__



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم مليء بأشياء لا يمكن توقعها !
- التنوير ليس على الإطلاق ما تعتقده!
- أين توجد السعادة
- مدارات الوعي
- المادة و الطاقة وجهان لعملة واحدة
- علامات تظهر لك توأم الروح الحقيقي
- مناجاة اليقين
- كل شيء في الكون عبارة عن طاقة
- إرهاصات الخلود و الإنتشاء
- الموجات الدماغية -ذبذبات المخ-
- أنماط الحياة الكهربائية
- أشواق و حكايا الولادة المحدثة
- الأشعة الكونية مصدر الطاقة الفائقة
- التانترا فلسفة التحرر و الإتحاد
- مضاجع الصقيع
- ثاني أوكسيد الحب
- حقيقة وجود العين الثالثة
- البوابات النجمية
- وقفات مع الذات الباطنية
- الفرق بين المعلم الحقيقي و المتوهم


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مبادىء الكارما الشكلية