أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حمدى عبد العزيز - لحظة عابرة ، بقيت مرارتها فى القلب …














المزيد.....

لحظة عابرة ، بقيت مرارتها فى القلب …


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 15:29
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


بالأمس كنت في أحد مراكز الآشعة بمدينة الأسكندرية ..
، وسبب تواجدي في مركز الآشعة ليس هو المهم الآن ، فالأهم هو انني اثناء جلوسي في قاعة الانتظار لفت نظري دخول رجل أربعيني معتدل الهندام يرتدي بلوفر فوق قميص وبنطلون ونظارة طبية ، مصطحباً سيدة مقاربة له في العمر تقريباً بهندام ينتمي للطبقة الوسطي المصرية فقد كانت ترتدي فستان طويل داكن اللون وغطاء رأس أو (حجاب) داكن أيضاً ، وغالب الظن انهما ربما يكونا زوجان فقد كان معهما ولد صغير ..
اشار الرجل للمرأة والولد بالجلوس علي مقاعد الانتظار وذهب إلي عاملة التحاليل ، ثم عاد بعد دقائق معدودة مرتبك الوجه تبدو علي عينيه مزيج من علامات الأسي والضيق والاحباط متجهاً إلي المرأة التي برفقته والتي كانت جالسة في مقعد مقابل لي مباشرة ..
عندما عاد الرجل إليها كان قد وصل به القدر من الإحباط ماجعله لايتحكم في درجات صوته ولا في اختلاجات عضلات وجهه ، أو حركات يديه العصبيتين مردداً علي مسامعها ومسامعنا في آن واحد
- تمان تلاف وتلتميه وخمسين (8350 جنيه) .. ليه؟
كرر ذلك ثلاث أو أربع مرات .. وكأنه يريد أن يطرح هذا السؤال علي كائن ما تراه عينيه الزائغتين ..
ثم أردف مخاطباً المرأة التي تنظر إليه واجمةً ..
- طالبين تمان تلاف وتلتميه وخمسين جنيه ..
، وبعد أن التفت يميناً ويساراً فقد لاحظ أن صوته وصل إلي مسامع الجالسين علي مقاعد الانتظار في انتظار إجراء تحليلاتهم أو آشعتهم استدرك الموقف قائلاً لها بصوت يهزه الحرج ..
- ماعملتش حسابي
همت المرأة المرافقة للرجل الأربعيني واقفة حاسرة النظرات هامسة بصوت مهزوم ..
- طيب ياللا بينا
نبقي نيجي مره تانيه ..
لم يسمح لي القدر الحرج المتاح من الفضول في مثل هذه المواقف أن اعرف هل هي المريضة ، أم أنها مصاحبة لمريض هو ذلك الرجل الأربعيني ذو النظارة الطبية ، أم أن المريض هو طفلهما الذي كان يلهو غير عابئ بتلك اللحظة الحرجة التي يتعرض لها الأثنان اللذان هم - في غالب ظني - والده ووالدته ..
شعرت ساعتها أنني اتضائل أمام تلك اللحظة ، وأن متاعبي إن كانت متاعب ، ومعاناتي إن كانت معاناة فهي أمر تافه وضئيل ولايساوي شيئاً أمام تلك اللحظة التي هيمنت فيها الهزيمة الإنسانية علي رجل وامرأة يصطحبون طفلاً ويغادرون مركز الآشعة والتحاليل مطأطئين رؤوسهم بين اكتافهم حاسرين الأعين في بلاط المكان ومن ثم الثلاث درجات التي سلمتهم إلي أسفلت الشارع العمومي إلي أن اختفوا عن ناظري ، ليظل ذلك المشهد بتفاصيله عالقاً بذاكرتي ليحافظ علي مزاق مرارته داخلي ..
______________
29 نوفمبر 2021



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لست رقماً تأمينياً ولاعلامة علي الشاشة ..
- معارك السوفت وير ..
- مؤتمر (وعد الآخرة) كإهانة لنبل وشرف القضية الفلسطينية
- تعليق علي ماحدث في أربيل العراق
- إنهم يسحقون الأجراء
- عبد الغني لبدة الذي أعرفه ..
- مالاينبغي أن يكون غائباً
- افغانستان السؤال (2)
- افغانستان السؤال (1)
- سامح الصريطى وبرنامجه الجميل
- وما الفارق إذن؟
- فرع اخوان تونس تكتيك مختلف فى الصراع السياسي
- الإتحاد العالمي للمتاجرين بالدين
- مفارقات التاريخ ..
- أربع ملاحظات على هامش إدارة أزمة سد النهضة
- 30 يونيو للمرة الثامنة ..
- -يوتوبيا- الواقع الكولمبي ..
- في ضرورة إلغاء اتفاق 2015
- فظاعة ووضاعة الوجه الإستعماري العنصري للرأسمالية الأوربية ..
- أحاديث الهدنة


المزيد.....




- بحيرات إيطالية لا يعلم بها السواح.. جواهر معلّقة بالتاريخ
- سمكة قرش ضخمة طولها 12 قدمًا.. كاميرا ترصد لحظة اصطيادها
- صور تعرض لأول مرة.. العائلة الملكية البريطانية كما لم ترها م ...
- لغز قديم.. في أي مدينة وقفت الموناليزا باللوحة الشهيرة؟
- الدفاع الجوي الروسي يعترض 4 قنابل موجهة وصاروخين فوق مقاطعة ...
- هدوء هش في كاليدونيا الجديدة ووصول تعزيزات أمنية إضافية من ف ...
- باحثون: الفيلة تتبادل -التحية- فيما بينها عبر هذه الإشارات! ...
- قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائ ...
- محكمة مصرية ترفع اسم أبو تريكة ومئات آخرين من قوائم الإرهاب ...
- بوتين يبحث مع توكايف التعاون الثنائي بين البلدين ويطلعه على ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حمدى عبد العزيز - لحظة عابرة ، بقيت مرارتها فى القلب …