|
فرع اخوان تونس تكتيك مختلف فى الصراع السياسي
حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 14:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اللافت للنظر أن فرع إخوان تونس (حزب النهضة) يتمتع بذكاء ومهارة تكتيكية بعكس جماعة الاخوان المسلمين الأم (إخوان مصر) .. يبدو أن حزب النهضة قرر ألا يقوم بنصب حائط مبكي (الشرعية) ، وهو يعرف يقيناً أن الخطاب الحماسي الذاعق الداعم له من قبل فروع الإخوان - الأقل ذكاءً والأكثر غباءً وفشلاً - لن يمثل له أي طوق نجاه ، وان نصائح الاصدقاء في الاتحاد الأوربي وامريكا هي الأكثر نجاعة في الوقت الحالي . لذلك فقد انتقل فوراً إلي حركة نقل مفاجئة تدل علي مايتمتع به إخوان تونس من مكر ودهاء بعكس الغباء الذي طبع عقلية قيادات جماعة الإخوان المصرية النقلة تتلخص في التالي : إعلان حزب النهضة الدعوة لحوار وطني .. ، واستعداده للمشاركة في انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة لحل الأزمة السياسية القائمة في البلاد .. إذن حزب النهضة بعد أن كان يهدد ويتوعد في البداية وحاول تنظيم اعتصام داخل البرلمان ولكنه فشل في ذلك ، وبعد أن اطلقت قياداته التهديدات بحشد أنصاره في الشوارع والميادين التونسية والتلميحات بإشعال الغضب والعنف في أرجاء تونس هاهو يتراجع ضمنياً عن كل ذلك ، وهاهو يقفز فوق قضية تجميد البرلمان الذي يرأسه زعيمه التاريخي راشد الغنوشي ، متخلياً عن تكتيك الدفاع عن البرلمان بالتجاوز إلي طرح فكرة الحوار الوطني وإجراء انتخابات برلمانية جديدة .. وهنا جوهر نقلته التكتيكية ... فهو إذن يقر بهزيمته في معركة ولكنه لايريد أن يخسر الحرب . ، والحرب هي مجريات ومآلات ومستقبل الصراع السياسي في تونس والتي ستظل إلي مدي غير قريب في الإشتعال ، وهذا مالن يحسمه (من وجهة نظري المتواضعة جدا) انتصار أحد الطرفين المتنازعين علي السلطة في تونس وانما ستحدد مجرياته عناصر أساسية أهمها قوي الشعب التونسي المنظمة والغير منظمة . ، وكذلك الإجابة علي الأسئلة الصعبة المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والمجتمعية الضاغطة علي غالبية الشعب التونسي وتراجع القدرة الشرائية لغالبية التونسيين وارتفاع معدلات البطالة لنسب عالية غير مسبوقة بالنسبة للمجتمع التونسي تقترب من ال20% وارتفاع معدلات العنوسة للفتيات ، والتقدم في العمر العمر دون زواج في صفوف الذكور من الشباب نتيجة الفقر وارتفاع نسب البطالة تزامناً مع ارتفاع تكلفة الزواج والمعيشة الأسرية .. وحلول الأزمة تتوقف إلي حد كبير علي تبلور مشروع وطني حقيقي يجيب علي الأسئلة الأساسية للأزمة التونسية الشاملة وليس أزمات الحكم والسلطة فقط .. حزب النهضة إذن يهرب إلي الأمام بمعني أنه يعرف أن خسر معركة الاستحواذ علي الهيمنة علي الكراسي المتقدمة في النظام السياسي التونسي ، لكنه لايريد أن تتحول هذه الخساره إلي خسارة استراتيجية .. بمعني أنه يحاول وبدعم من أطراف خارجية ان يوسع مساحة المناورة لديه بحيث يضمن علي الأقل فرص بقائه داخل النظام السياسي التونسي ولو علي مقاعد المعارضة أو المشاركة السياسية بحيث تتوافر له فرص العودة مرة أخري بشكل أكثر قوة وهيمنة ، وبالتالي بالنسبة لحزب النهضة فلعل الصناديق القادمة تأتي بما تشتهيه سفنهم وخصوصاً أنهم اصبحوا الأدري والأكثر تجربة في ملاعيب صناديق الاقتراع وتجلياتها .. هذا مااظن أن حزب النهضة التونسي يفكر فيه الآن .. ولذلك فلااتصور أن القراءة الصحيحة للأحداث في تونس ينبغي أن تنطلق من منطلق محاكاة التجربة المصرية في 30 يونيو 2013 ، فعناصر الموقف التونسي مختلفة بنسب واضحة عن عناصر الموقف السياسي المصري في لحظة 30 يونيو 2013 .. ولكن كما اسلفت فالإجابة علي الأسئلة الأساسية المتعلقة بالازمة التونسية لازالت بعيدة عن متناول أطراف الصراع (السياسي) علي السلطة الآن .. وبالتالي فمن المبكر جداً الحديث عن (تغيير حقيقي) في تونس ، وعلي النحو الذي يحقق المطالب والمطامح الحقيقية للشعب التونسي ..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإتحاد العالمي للمتاجرين بالدين
-
مفارقات التاريخ ..
-
أربع ملاحظات على هامش إدارة أزمة سد النهضة
-
30 يونيو للمرة الثامنة ..
-
-يوتوبيا- الواقع الكولمبي ..
-
في ضرورة إلغاء اتفاق 2015
-
فظاعة ووضاعة الوجه الإستعماري العنصري للرأسمالية الأوربية ..
-
أحاديث الهدنة
-
عن صديقي الإنسان الجميل الأب صرابامون الشايب ..
-
إعلانات رمضان كنموذج لكيف تخرج طبقة لسانها لغالبية المصريين
...
-
سد النهضة لم يكن يوماً ما مشروعاً إثيوبياً خالصاً ..
-
قراءة في قوائم (فوربس) عن عام 2020
-
أسئلة اللحظة الدولية الراهنة
-
من وحى طابور المساجين ..
-
على هامش الإتفاق الصينى الإيرانى
-
معارك دفن الموتي
-
في غياب الدور الحقيقي للدولة تنشب الحرائق ..
-
أسترازينكا ، ونحن ومعارك اللقاحات ..
-
2- شبح ترامب الذى يعاود التحليق
-
إنها السياسة أيها الأخ الطيب
المزيد.....
-
كاميرا ترصد لحظة خاصة لصغير خروف بحر لا يريد مفارقة والدته
-
بلقاء CNN.. أبرز ما قالته المرشحة الرئاسية نيكي هايلي
-
مصري يحقن سمّ الكوبرا بـ5 ثعابين أخرى سامّة..ماذا كانت المفا
...
-
بيان خليجي أمريكي حول سوريا
-
ألمانيا: يجب أن نكون مستعدين لدعم أوكرانيا لفترة طويلة
-
القوات الخاصة الروسية تستولى على درون متناهي الصغر بسعر 20
...
-
مصر.. اكتشاف مذهل خلال أعمال تطوير منطقة عشوائية (فيديو وصور
...
-
غروسي: ننوي تبديل مفتشينا في محطة زابوروجيه النووية الأسبوع
...
-
مجموعة العشرين لن تدعو زيلينسكي مثل منظمات أخرى
-
توغل عشرات الطائرات الحربية الصينية في منطقة الدفاع التايوان
...
المزيد.....
-
إنطباعات وملاحظات من زيارتي للعراق بعد أربعة عقود من الغياب
...
/ غسان نعمان ماهر الكنعاني
-
عن الدولة المدنية والدولة العربية
/ إلهام مانع
-
أزمة التعليم في الجامعات الفلسطينية
/ غازي الصوراني
-
الإطاحة بدولة الإحتلال الصهيونى :الطريق إلى دولة ديموقراطية
...
/ سعيد العليمى
-
العدد 66 من «كراسات ملف»: فلسطين واليونسكو
/ عبد الرحمن حسن غانم
-
كتاب تحت المجهر
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
كتاب بيني وبين نفسي
/ محمد السعدي
-
نشيد الحرية
/ عقيل حبش
-
فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 3/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
النضال ضد الشعبوية في أوروبا (*) (النص كاملا) ترجمة مرتضى ال
...
/ مرتضى العبيدي
المزيد.....
|