أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - عن صديقي الإنسان الجميل الأب صرابامون الشايب ..














المزيد.....

عن صديقي الإنسان الجميل الأب صرابامون الشايب ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6894 - 2021 / 5 / 10 - 12:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك الكثيرون ممن ساهموا في نقل زاوية رؤيتي لعالم الفيسبوك من مجرد الرؤية السطحية التي كانت تراه مجرد عالم افتراضي يسير علي خط وهمي مواز للواقع .. إلي رؤية أعمق تراه عالماً إتصالياً فاعلاً عبر عمق تأثير وظيفته الإتصالية بالواقع ودقة حساسيته تجاه الأحداث وماتفعله من ردود فعل حية تشعر بلحظيتها وحرارتها وتستطيع أن تتفاعل معها بنفس اللحظية والحس الحاضر .. لكنني مدين أكثر بهذا لهؤلاء الأصدقاء الذين يمتلكون حضوراً إنسانياً صادقاً لايمكن للوجدان إلا أن يتعامل معه بإحساس صادق حقيقي لدرجة أن الإنسان يشعر أنه أمام تجسد حي للجوهر والروح الإنسانية الكامنة في هذا الشخص أو ذاك بالقدر الذي قد يطمسه بعض من غبار الواقع ..
ومن هؤلاء الأب صرابامون الشايب الذي تصادف ارتباطه بحسابي منذ سنوات ، وجدت نفسي أمام شخصية إنسانية في منتهي التفتح العقلي والتسامح والرقة الشديدة والرقي الأخلاقي والجمال الإنساني لدرجة أنني كنت اتعامل مع حضوره عبر المداخلات والنقاشات سواء هلي الصفحة العامة أو علي الخاص باعتباره حضوراً ملموساً ..
كان - كما خبرته بصيرتي - يتمتع بأفق رحيب وفكر منفتح يناقش ويحاور في كل الموضوعات بحس وطني صادق وعقل متقد وثقافة موسوعية عميقة تجعل المتحاور معه يخرج رابحاً افكاراً وابعاداً وأعماقاً جديدة في كل حوار ..
باستمرار كان يتابع كل مااكتب ويكتب لي رأيه محفزاً أو ناقداً سواء عبر المداخلة المباشرة أو عبر مايوفره الخاص من مساحة أكبر لتعميق الحوار علي نحو كنت اعتبره فرصة للتعلم وتجديد وتنشبط وتعميق بعض المعارف والأفكار ، كثيراً مادعمني وشجعني وكان مدداً لي في الحفاظ علي شغف قراءة الأحداث والقضايا والموضوعات والكتابة عنها ..
لم تفته أية مناسبة أو فرصة ليؤكد لشخصي المتواضع مشاعر حقيقية صادقة من المودة والمحبة ..
كان دائم الإطمئنان علي في الأوقات التي كان يتلاحظ فيها عدم الحضور والتغاعل مع الأحداث من قبلي ، كان يتصل بي علي الخاص أو يكتب لي يطلب الإطمئنان ..
في العام الماضي عندما علم أنني أصبت بفيروس الكرونا ظل يؤازرني طوال مرضي لدرجة أنه لم ينقطع يوماً عن التواصل معي علي الخاص
.. لكنني انذكر من بين كل ماكتب لي هذه الرسالة التي تركها لي علي الخاص ، والتي أعتبرها قطعة من الأدب الإنساني الرفيع سأستأذن روحه النقية الطاهرة في نشرها نصاً لكونها تعبير صادق عن الحس الإنساني النقي والتواضع الجم ..
((صديقي واستاذي الجميل ،
في غاية القلق علي غالي صحتكم ، اتضرع واصلي للرب الحنون بلجاجة أن يمن عليكم بالشفاء العاجل وتعود وتهل علينا بمقالات
التي تنير وتنور عقولنا ،
ختاما الرب معك
أخيك الصغير
القمص صرابامون الشايب رئيس دير القديسين الطود ... ))
وهكذا
تكلم الأب صرابامون الشايب
وهكذا عرفته ..
وهكذا كانت تساعدني كلماته علي النفاذ لجوهره الإنساني النبيل ..
في فترة مرضه الأخير كنت أطمئن عليه باستمرار ، وكان كعادته يشكرني بكل المحبة لكنني شعرت بأنه يعاني معاناة شديدة ويتحمل آلام كبيرة علي النحو الذي جعلني لاأثقل عليه ولااحاول التوغل في الاستفسار عن طبيعة مرضه والتفاصيل المتعلقة بعلاجاته ، كل ماكنت أقوم به هو محاولة طمأنته إلي أنه سيقوم في أفضل صحة وحيوية تعبيراً عن تمن صادق في صميم عمقي الوجداني ..
في الرسالة الأخيرة منذ أيام قبل أن يتوقف تماماً عن الرد علي اسنفساراتي عن صحته كتب لي في الرابع من هذا الشهر
((الأمر فظيع جداً صليلي..))
شعرت ساعتها بأن الرجل يعاني معاناة وصلت لذروة من التعب الجسدي والإعتلال الصحي ، وأن وطأة الألم قد وصلت إلي القدر الذي يصعب علي الجسم مقاومة المرض وتفاقم أثره في إنهاك البنيان ..
لااعرف هل أن عبارة مثل (شعر ساعتها بانقباض ما) تصلح لوصف مشاعري فعلاً أم لا .. في لحظة قرائتي لرسالة صديقي الإنسان الجليل الأب صرابامون .
لكنني ادركت أنها الرسالة الأخيرة ، وأن وقت تخفف الروح تخفف الروح من الامها وأحمالها قد حان ، وأنه لم يتبق لي سوي تضرعاتي انتصاراً لهذه الروح النقية التي لايمكن لي تحمل عدم حضورها ..
تضرعاتي التي لن يتوقف عنها صميمي الوجداني لروحك الطاهرة الرائعة العظيمة بالرحمة والخلود في نعيم أبدي ياصديقي الذي ادركت - عبر بصيرتي - روعة روحه وجماله الإنساني رغم أن يدي لم تصافحك مصافحة الجلد للجلد ..
سأظل فخوراً أنني عرفتك وأننا كنا أصدقاء وكنت لي شقيقاً جليلاً ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت الحوار: بيان بدل
بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلانات رمضان كنموذج لكيف تخرج طبقة لسانها لغالبية المصريين ...
- سد النهضة لم يكن يوماً ما مشروعاً إثيوبياً خالصاً ..
- قراءة في قوائم (فوربس) عن عام 2020
- أسئلة اللحظة الدولية الراهنة
- من وحى طابور المساجين ..
- على هامش الإتفاق الصينى الإيرانى
- معارك دفن الموتي
- في غياب الدور الحقيقي للدولة تنشب الحرائق ..
- أسترازينكا ، ونحن ومعارك اللقاحات ..
- 2- شبح ترامب الذى يعاود التحليق
- إنها السياسة أيها الأخ الطيب
- فى يوم المرأة العالمي أو فى غيره ..
- إذا كنت صعيدياً فلتعتز بذلك ...
- تعقيب مبدئي علي تصريحات وزيرة التخطيط
- نكش فراخ ..
- لمجد لشمس هذا اليوم …
- لنا اساتذة ، ومن بينهم .. صاحب (الكرة ورأس الرجل) .
- (إحنا العمال اللي اتقتلوا قدام المصنع في ابو زعبل )
- شبح ترامب الذي يعاود التحليق ..
- ثقب بهيج .. في ذاكرة الولد الإمبابي


المزيد.....




- ما وراء مطاردة الاحتلال حركة الجهاد الاسلامي واغتيال قياداته ...
- المسعودي يدعو الحجاج الى الابتعاد عن رفع الشعارات السياسية ا ...
- شيخ الأزهر يهاجم إسرائيل
- مستوطنون ينصبون خياماً على أراضي المواطنين غرب سلفيت
- الآلاف من الأقلية المسلمة يتحدون السلطات الصينية رفضا لهدم ق ...
- مصادر فلسطينية: عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- شاركوا في مذبحة أقباط مصر بسرت.. محكمة ليبية تقضي بإعدام 23 ...
- شرطة الاحتلال تعتدي على صحفي في المسجد الأقصى
- مصدر: الأحزاب المسيحية وقوى المعارضة في لبنان يتوصلون لاتفاق ...
- قائد الثورة الإسلامية يرحب برغبة القاهرة باستئناف العلاقات م ...


المزيد.....

- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة
- ظاهرة الهوس الديني في مصر - مقال تحليلي / عادل العمري
- فرويد والدين / الحسن علاج
- كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة ... / فارس إيغو
- تكوين وبنية الحقل الديني حسب بيير بورديو / زهير الخويلدي
- الجماهير تغزو عالم الخلود / سيد القمني
- المندائية آخر الأديان المعرفية / سنان نافل والي - أسعد داخل نجارة
- كتاب ( عن حرب الرّدّة ) / أحمد صبحى منصور
- فلسفة الوجود المصرية / سيد القمني
- رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة / سيد القمني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - عن صديقي الإنسان الجميل الأب صرابامون الشايب ..