أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - رسالة من ماوراء الماوراء _ الحب في زمن الروبوتيك















المزيد.....

رسالة من ماوراء الماوراء _ الحب في زمن الروبوتيك


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 7045 - 2021 / 10 / 12 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


( رسالة من ماوراء الماوراء _ الحب في زمن الروبوتيك )

قلم #راوند_دلعو

لو أنني ورود العالم ...

لو أنني ألوانه ...

لو أنني ماؤه و سماؤه ... بحره ... أنهاره ... طلقُهُ أثيره عصافيره فضاؤه ...

لتمنيت الغرق بك و بعينيك الساحرتين ... و تمنيت عناقاً أسطورياً أبدياً لا ينتهي ... لا ينتهي !

عناقاً ينقل دفء عظامك إلى برد عظامي ...

عناقاً يأتي بريِّكِ فيسفحه على صحراء غربتي و ذبول جفافي ....

لكن أين أنتِ ؟ أنتِ الأنا البعيد البعيد ....

أنتِ وريدي المتعطش لدماء الوريد ...

أنت الدمع أصقله بالدمع بالمرايا بورق الحديد ... !

#الحق_الحق_أقول_لك ... كم هو مؤلم أن نتحاور في عالم افتراضي ... و أن نكون مجرد أشباح إلكترونية تتخاطر بأزرار ميتة ...

يقتُلُنِي حبي لك ... فأُعَبِّر عنه بضغطة زر على شكل وردة 🌹 أو على هيئة قلب ♥️... !

يزيدني حبي تقتيلاً ... فأعبِّرُ عنه بضغطتَين على هيئة وردتين 🌹🌹 أو قلبين ♥️♥️ .... !!

يزيدني حبي قتلاً و تذبيحاً ، فأرسل سيلاً من الضغطات كسلسلة لا تنتهي من القلوب ♥️♥️♥️♥️ ....

لكنها للأسف إشارات يابسة و أشكال ميتة ! لا تنبض و لا تتحرك 😔 !

تشاكسينني ، مشاكسة القمر يطل ثم يخبئ من وراء الغيوم ... فأضغط ضحكاً 😄 ...

تتغنجين ألكترونيا ... فأرسل قبلة بريئة 😘

أشتاق لك ... فأضغط سيلاً من القبلات 😘😘😘😘

يا لي من عاجز ... قاصر ... ضعيف ... بعيد ... منفي ... !

لا أمتلك منكِ إلا هاتفاً محمولاً ... بلوحة مفاتيح ملساء ... و أزرار صماء .... عليها كثير من البرد و بعض من أحرف الهجاء ... !

ما أقسى أن نتبادل الحب و العواطف بأزرار غبية و رسومات واتسابيّة ... كروبوتات آلية !

هذا قدري ... و قدر تلك البلاد التي التهمت أبناءها و هجّرت أكبادهم .... أن نكون سجناء الفرض ... أعداء الحقيقة ...

و عند الوداع .... أضغط بيد يابسة صفراء كورق الخريف ، ملوحاً أنْ وداعاً 👋 ... يا له من عذاب ، أن تودع إنساناً قبل أن تراه ! إذ كيف للروح أن تخرج من جسد لم يسعفها القدر بالدخول فيه بعد ؟

إنها تناقضات الحياة ... هل ثمة طريقة أعبُرُ بها الشاشات و الكابلات كي أخرج من هاتفك المحمول و أعانقك ؟ هل ثمة طريقة غير إلكترونية لتقبيلك ؟

أنتَ يا أيها المهندس الرديء .... يا مَنْ حَوَّلْتَ ضغطة الزر إلى إشارة كهرطيسية تنقلها عبر الأسلاك من شاشة إلى شاشة ... هلَّا هندَستَ لي طريقة تحولني بها إلى إشارة كهرطيسية ؟

لعلِّي أتسرب من هاتفي إلى هاتف حبيبتي فأعانقها بحرارة دون جواز سفر ...

لعلي أتدفق كهرباءً عبر الكابلات و الأسلاك ...

لعلّي أتقافز في نحاس السلك أصفاراً تعانق الواحدات ...

نبضات تنتقل على إثر نبضات ...

حبيبتي البعيدة البعيدة ... كم كنت أتمنى رؤيتك ... لكن اعذريني ... إنها لعنة جواز السفر ...

لعائن الله تترى على فلسفة جواز السفر ... فلسفة الحدود و التصنيف !

⚪⚫⚪🔵

و عند المساء .... هدأت جِدارِيّة حبيبتي البعيدة و لم تعد تنشر شيئاً ....

#الحق_الحق_أقول_لكم ... يخبرني الماسنجر و بكل وقاحة أنها ليست متصلة ... ! ليست هنا .... ليست هنا ... ثم ها هي رسائلي تتراكم في بريدها دون أن تقرأها 📨📨📨.... دون أن تفتحها ....

حبيبتي !

يتراكم الغياب في بريدك فوق الغياب .... تتراكم الأشواق على هيئة قلوب و ورود 🥀🥀🥀♥️♥️♥️... على هيئة أصفار و واحدات !

أرسل إليها و لا أحد يرد .... أبحث عن مناشيرها القديمة ... أضيف تعليقاً علّها تنتبه فتعطره بإعجابها ... تقدّسه بلمساتها .... لكن لا أحد ... إلا الغياب ...

أرسلت أطناناً من الورود .... و أطنانا من ال ( بست بست ) لكن لا أحد يرد .... !

أين أنتِ حبيبتي ....

أفتح ألبوم صورها ... أُصلِّي لعينيها .... و أبكي .... أحاور الصور بدموعي ... أعدل ميلان هاتفي لعلّها تندلق من إحدى حوافه ... أرُجُّه رجاً لعلها تنبثق من شاشته ، أو تسقط من فتحة الشاحن لأتلقفها بقلبي ....

ألغي إعجاباً ثم أعيده علها تستجيب .... أنكزها ... ثم أعيد نكزها ... أضغط عشقاً ، أضغط كرهاً ، أضغط قلباً ، عناقاً ، ضحكاً ، خوفاً ، رعباً .... أضغط ... أضغط ... أضغط ... أضغط

لكن لا أحد إلا الغياب .... إلا الغياب ، يشرب من دموعي نخب السقوط المطري من علو السحاب ...

تمر الأيام و الشهور و السنوات .... و أنا أقف على ساق واحدة عارياً أمام جداريَّتها .... هرمتُ تقعرتُ احدودبتُ شبتُ شخت تآكلتُ خرفتُ ... و ما زالت جداريّة حبيبتي شاهقة عذراء بعينين زرقاوين نافرتين جميلتين و قزحيتين براقتين .... و دمعتين مدرارتين !

لا زال الشباب ينضح من صورها .... لا زال الرونق يشعل الكون كل الكون من عينيها ....

لا زالت تغريداتها و منشوراتها حية طرية غضة نابضة نقية ... و لا زلت أعيد مشاركتها ... و أكرر التفاعل معها !

هأنذا أمضغ خيباتي و أُراكِم دمعاتي على دمعاتي ....

و إلى الآن و بعد عشر سنوات .... لازلت أمارس يومياً صلاتي الصباحية ، إذ ألغي جميع إعجاباتي من على مناشيرها و صورها و ذكرياتها ثم أعيدهم إعجاباً إعجاباً ... لايكاً لايكاً ... عناقاً عناقاً ... ألغي كل قلوبي ثم أعيد زراعتهم من جديد قلباً قلباً عشقاً عشقاً .... أحذف تعليقاتي ثم أعيد كتابتهم تعليقاً تعليقاً ... كأنني أكتبهم لأول مرة .... و أنا في كل مرة أهيئ نفسي للتفاجؤ بردها المرتقب كأنني أُعلِّق لها أول مرة .... ثم إذا بي أتفاجأ بأنها لا ترد .... !

و أتفاجأ كأنني أتفاجأ لأول مرة !

لأكرر التساؤل نفسه بنفس اللهفة .... أين غابت حبيبتي ؟ أين غابت حبيبتي ....

أراوغ هاتفي المحمول .... آتيه من الميمنة عساني أراها ... آتيه من الميسرة عساني أراها .... أخذه غدراً من فوق ... غدراً من تحت ... من الوراء .... أقلبه ... أشقلبه ... لكن لا حسيس لها و لا خبراً ...

أضُمُّ هاتفي بحضني عساني أنقل الدفء لها فتعود ... أقبل فيسبوكها ... تويترها ... سنابها ... غرامها ... انستغرامها ... تيكتوكها ... تغريداتها ... أشمشم ماسنجرها .... أتمرغ ببياناتها الشخصية التي أحفظها عن ظهر قلب و بالحرف ....

لكن لا أحد إلا العراء و السكون و العتمة و الشاشات و الكهرباء ..... إنها فقط الكهرباء !

بقيت على هذه الحالة إلى أن نكز رنينها جدار قلبي في منتصفه .... فنزفت ثم نزفت ثم نزفت ثم اجتمعنا في فردوس السماء ... نلاعب الأضواء بالأضواء ... نعانق الأزرار بالأزرار ... نتشارك طلبات الصداقة و التعليقات و المتابعات ... نسافر في لوحات فان كوخ و سيمفونيات تشوبان ... ننضم إلى مجموعة الملحدين ، ثم ننضم إلى مجموعة المؤمنين .... نؤسس صفحة مشتركة .... تضيفني إلى فريق الأدمنز .... أضيفها .... تداعبني ... أداعبها ...

و السماء ملعبنا الكبير .... و ما وراء الماوراء ...

حبيبتي .... ها أنتِ اليوم قريبة مني بلا شاشات و لا افتراض .... بعيداً عن كل لوحات المفاتيح و أسلاك الكهرباء ....

تعالي إلى قلبي الحقيقي لنعيش في فردوسنا الدافئ إلى الأبد ....

هنا في غياب الموت ....

حيث السكون و اللا أحد !!!

و اللا ...... أحد

و اللا ....

أ
ح
د



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخص التراثي من منظور برمجي
- مصطلحات يجب أن تُصَحَّح _ #الرسومات_المسيئة #رسومات_الحقيقة
- ثُلاثِي بِيكَربُونَات الشِّعر
- فيه اختلافاً كثيراً _ توظيفُ مؤلف القرآن للرب كإرهابي في الس ...
- فيه اختلافاً كثيراً _ الضعف التمثيلي و المشاكل اللغوية في صد ...
- (فيه اختلافاً كثيراً _ معالجة أفقية ثم عمودية للسجعيّات رقم ...
- مُعَدّل النزيف ....
- فيه اختلافاً كثيراً _ خطأ استراتيجي واضح في السجعية رقم 8 من ...
- الأديب الهارب من الله !
- قصة نجمتين
- العُنْصُطَائفية المحمدية
- الوهم الهرموني المريح
- الإبهام في الشعر الرمزي
- ضياع الارتقائية في المسابقات الأدبية
- لم يعد الإبداع الأدبي حِكراً على طبقة الأكاديميين
- على مذبح الترجمة _ الفرق بين الأدب و اللغة !
- فيه اختلافاً كثيراً _ الأخطاء القرآنية في ترتيلة المسد
- شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!
- لماذا نجح صانعوا الديانة المحمدية في إيصالها إلينا و جعلها م ...
- الرصاصة الأخيرة في نعش الإله الأخير ...


المزيد.....




- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - رسالة من ماوراء الماوراء _ الحب في زمن الروبوتيك