أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - ضياع الارتقائية في المسابقات الأدبية














المزيد.....

ضياع الارتقائية في المسابقات الأدبية


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6675 - 2020 / 9 / 13 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


لقد دعاني أحد الأدباء إلى دخول مسابقة أدبية للحصول على جائزة ....

فأرسلت له الجواب التالي :

( ضياع الارتقائية الشعرية في المسابقات الأدبية )

قلم #راوند_دلعو

مع محبتي و احترامي إلى جميع النقاد و المُحَكِّمين من أعضاء المُسابقات الأدبيّة و القائمين عليها ..... لكنني أُنَزِّه التّجربة الشّعرية و الأدبيّة عموماً عن مفهوم التنافس و التسابقيَّة و ما يستلزمه_ برأيي الشّخصي _ من تسطِيح للمعنى الحقيقي للتّجربة الأدبيّة المقدّسة ، إذ ينحدر بها من كبرياء القداسة الفنيّة إلى مستوى الكتابة من أجل غرض غريزي .... و ذلك كالتنافس لربح جائزة ، أو نظم الشعر و القصص لتعليم الناس ، أو كتابة نص لتلبية حاجة ما !

فيتموَّت الجزء الفني المقدس ، و تتلاشى القيمة الأدبية عندما تغيب الاقتحامية و النزعة العُلْوية و الرغبة الجامحة بتلبية الفكر لأجل الفكر و توابعه العاطفية ، و التي بدورها يجب أن تهيمن على أعصاب و خلايا الأديب أثناء انسيابه بالحرف في برجه الفوق قدسي المُنزَّه.

فالركن الأول للعمل الفني ، العفوية و التلقائية و الانسياق تحت سطوة كتلة هائلة من كثافة العواطف الجياشة ، و من ثم زخم رهيب من العاطفة التي تُقحِم الأديب _ لاسيما الشاعر _ فيما لم يخطِّط له مسبقاً من حالات ملؤها العروج و الارتقائية في شروقات عُلْوية و معارج قُدسية.

كما أن الواقعية جزء أساسي من كُنه التجربة الأدبية ؛ فيجب انبثاق الفن من واقع اللحظة الشعورية و ظلال المعاناة التي تكتنفها ، بينما نجد أن أغراض التنافس و التعليم تبتعد بالتجربة عن كبرياء العاطفة العاجية الجياشة ، إلى واقع غرضي زائف غير فني و غير ثوري ، بل مُختلق لغرض معين .... نعم هو غرض نبيل لكنه لا يرقى لواقع الحالة الفنية و لا يُسمى فناً.

و من هنا أَلْغَيْتُ الشاعرية عن ألفية ابن مالك في فلسفتي الشعرية ، لأنها نُظِمت لتعليم الطلاب قواعد العربية .... فهي عمل تعليمي نبيل لكن غير فني ، و إن ارتقى إلى مستوى عال من البلاغة و النظم.

فالتجربة الأدبية وليدة حالة ثورية راقية من التماهي مع اللحظة العاطفية للتعبير عنها بأدب أو رسم أو غناء أو دراما أو مسرح أو أو .... بغض النظر عن اللغة المستخدمة و بلاغتها ( فصحى _عامية_ إنكليزية _ صينية _ فرنسية .... الخ ).

لذلك و إيمانا مني بالمفهوم الفني و السياق القدسي للأدب و الشعر ، و حفاظاً على هيبة الارتقائية كصلب للتجربة الشعرية و مادة ماهيتها و أساس وجودها ، لا أدخل في مسابقات أدبية و لا أقبل بإدخال أي عمل أدبي أقوم به في إطار مسابقة أدبية من أجل جائزة ، لأنني ببساطة لا و لم و لن أكتب يوماً من أجل جائزة.

نعم ، قد تلحق الجائزة أديبها الحقيقي _ حافية القدمين _ نتيجة الاطلاع على أعماله من بعض الهيئات التقييمية لكن دون أن ينزل هو إلى مستوى الكتابة من أجل الالتحاق بمسابقة لاهثاً وراء جائزة ..... !

#الحق_الحق_أقول_لك عزيزي الأديب .... أنت تقتل تجربتك الشعرية في الحظة التي تمتطيها لاهثاً وراء جائزة أو أي غرض مادي.

و كان قد ارتقى الفيلسوف و الأديب الرائع ( جون بول سارتر ) لمرتبة المبدع الحقيقي الذي عاش و كتب لأجل التجربة ، و ذلك عندما رفض استلام جائزة نوبل بالآداب ، فمات في خيمته الارتقائية هاتكاً كل الحجب بين تجربته و الملأ الأعلى .... في حين ترك جائزة نوبل نتظر إليه محلقاً في السماء !

فالشعر تجربة فنية و ليس موضوع تنافس.

هامش:

قد يعترض البعض قائلاً :

فما بال العرب في الجاهلية يتنافسون و يتساجلون الشعر في أسواقهم كسوق عكاظ !؟

أقول بأن العصر الجاهلي عصرٌ يفوقنا من حيث السليقة و البناء و هيكلية الجملة العربية فقط ، لكنه لا يفوقنا من حيث التنظيم الحياتي و الرؤى الفلسفية و الفكرية العميقة ، بل كان عصر تخلف و رجعية من هذا المنظور .

و بالتالي ترانا نرشف من معين سَبْكِه الذي فاقنا فيه فقط ، أما تعاريفنا و اصطلاحاتنا الأدبية _و منها نظرتنا للتجربة الشعرية و طريقة تعاملنا معها _ فينبغي أن نُكوِّن كل ذلك برؤية معاصرة متطورة ترتقي بأدبنا العربي العظيم لينافس الأدب العالمي ثم ليصبح قبلة الأمم.

و أنا أرى أن القالب المعنوي الأنسب للشعر هو التعاطي معه ( كتجربة حياتية ) و لا محل للتنافس في ذلك ، فأعتبر قولنا ( مسابقة شعرية) خطأً منطقياً، كقولنا ( أمسح النافذة بالتفاحة ) .... فالتفاحة ليست أداة مسح نوافذ ... و كذلك الشعر لا محل له من التسابقية و لا التنافسية .... !

أما ما كتب بغرض التنافس فلا يرقى برأيي مهما كان بليغاً و جزلاً.

و خلافنا يا سادتي المُحَكِّمين و المتسابقين لا يلغي حبي و احترامي لكم و لما تقدموه ....

#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يعد الإبداع الأدبي حِكراً على طبقة الأكاديميين
- على مذبح الترجمة _ الفرق بين الأدب و اللغة !
- فيه اختلافاً كثيراً _ الأخطاء القرآنية في ترتيلة المسد
- شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!
- لماذا نجح صانعوا الديانة المحمدية في إيصالها إلينا و جعلها م ...
- الرصاصة الأخيرة في نعش الإله الأخير ...
- لماذا نرسل أبناءنا إلى المدرسة ؟
- أحاشيشٌ محمدية _ دعاء ركوب الدابة و المرأة !!
- التأجيج الطائفي وحش يبتلع إنسانية الإنسان تحت غطاء المُقدَّس ...
- تحويل البيئة التعليمية إلى وطن (مَوطَنَةُ المدرسة)
- طفولة على مذبح الطلاق _ قصة قصيرة
- كوميديا الأغبياء _ من هلوسات الدعاة الجدد و تكريم المرأة
- لن تجد تنويرياً داعماً لإسرائيل
- قانون نيوتن الثالث في التعامل مع الديانة المحمدية
- عيد العبيد
- مفكرٌ مغمور جداً جداً .... !!
- قِيثَارِيّات على مذابح الوُرُود
- قيثارية الطائفية
- فيه اختلافاً كثيراً _ سجعية الواهبة نفسها للنبي
- تقاسيم على مقام النيكوتين !!!


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - ضياع الارتقائية في المسابقات الأدبية